وأكد مراسل أورينت بريف دمشق هادي المنجد، دخول أرتال عسكرية كبيرة تابعة للنظام إلى الفوج 16 ومنطقة الضمير، إضافة إلى تشكيل غرفة عمليات جديدة للنظام في منطقة القابون، وسط ورود أنباء تفيد بأن وجهة هذه الحشود ستكون إما محاربة تنظيم "داعش" في البادية السورية أو في ريف السويداء، أو اقتحام الغوطة في سيناريو مشابه لما جرى في حلب وريف حماة مؤخراً.
دعاية إعلامية
من جانبه، قال الناطق باسم "فيلق الرحمن" (وائل علوان) في تصريح لأورينت، إن الغرض من وراء تصوير إعلام النظام لهذه الحشود هو التسويق الإعلامي فقط، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة التي تلقتها قوات النظام مؤخراً على أيدي ثوار الغوطة.
وأوضح (علوان) أن نظام الأسد يستخدم دائماً الحرب النفسية والبروبوغاندا الإعلامية إلى جانب الهجمات العسكرية. مشيراً إلى أن التسويق إعلامياً لوصول قوات "النمر" ليس الأول من نوعه للنظام حيث سبقه بـ عام نشر أخبار عن وصول (قوات النخبة والفرقة الرابعة وقوات الغيث).
وشدد على أن جميع هذه القوات منيت بخسائر فادحة بالأرواح والعتاد في المعارك التي خاضتها ضد ثوار الغوطة الذين يحضرون العديد من المفاجآت والكمائن الدفاعية للتصدي لأي عدوان من قوات نظام الأسد والميليشيات التابعة لها في مختلف جبهات الغوطة الشرقية.
روسيا تؤيد العملية
وعلّق المتحدث باسم "أحرار الشام" في الغوطة الشرقية (منذر فارس) على وصول هذه التعزيزات قائلاً "هذه الأخبار دليل على إفلاس الأسد ونخبة قواته من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري"، مشيراً إلى أن "النظام يعتمد على ميليشيات النمر التي تأخذ أومرها من روسيا لا من الأسد".
وتزامن وصول تعزيزات النظام إلى أطراف الغوطة مع تصريح لـ(أليكسندر إيفانوف) أحد الناطقين باسم "قناة حميميم المركزية" الروسية (غير رسمية) حيث قال إن "موسكو ستدعم تحركات القوات الحكومية البرية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية للقضاء على تنظيم جبهة النصرة في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك".
ووصف ناشطون من الغوطة تصريح "قناة حميميم" بأنه إعلان صريح من روسيا الحرب على أهالي الغوطة باستخدام الحجة المعتادة وهي "محاربة الإرهاب"، ولفتوا إلى أن روسيا فعلت هذا السيناريو في حلب وحماة مؤخراً حيث هجرت المدنيين وقتلت الآلاف بنفس الذريعة.
ورغم أن الغوطة الشرقية –المحاصرة من سنوات- تعتبر أحد "مناطق خفض التصعيد" المتفق عليها في اجتماعات أستانا إلا أن النظام يكثف من عمليات القصف عليها منذ أكثر من شهر مستخدماً شتى أنواع الأسلحة من بينها المحرمة دولياً موقعاً عشرات القتلى والجرحى جلهم من النساء والأطفال.
يذكر أن "جيش الإسلام" قال في بيان رسمي إن الغوطة الشرقية تمر بمرحلة حرجة، تستدعي اجتماع الفصائل وإزالة العوائق ووحدة الكلمة، مضيفاً "لا نزال نسعى لإصلاح ذات البين، ولا تزال الشياطين تفسد، وتشيع البغضاء بين الإخوة، وتبثّ الشائعات والأكاذيب. وقد قطعنا في التقارب مع إخواننا مسافات طيبة"، في إشارة إلى وجود جهود لتوحيد الفصائل في ظل توافد تعزيزات النظام.
التعليقات (5)