محلل أمريكي: هذه دلالات استهداف واشنطن لمرتزقة روس في ديرالزور

محلل أمريكي: هذه دلالات استهداف واشنطن لمرتزقة روس في ديرالزور
نشر الكاتب الأمريكي ومحلل الشؤون الأمنية (إيلي ليك) في عموده الصحفي في وكالة "بلومبرغ" دلالات القصف الأمريكي على دير الزور الذي أسفر عن سقوط قتلى من المرتزقة الروس. 

مناورة أمريكية لتجنب التصعيد

وأكد الكاتب، أن كل الأطراف تعترف بوقوع حادثة في قاعدة أمريكية في دير الزور. كما أن عناصر من النظام والميليشيات الشيعية قد شاركت في الهجوم. كما يعترف البنتاغون والكرملين بأن "مرتزقة" روس شاركوا أيضا. إلا أن الإشكالية، هي في كون هؤلاء المتعاقدين الروس، هم من عصوا الأوامر، وموسكو لا تعرف عن ذلك أي شيء.

وعندما سأل الصحفيون، وزير الدفاع الأمريكي (جيمس ماتيس) عن الحادثة، وصفها بأنها، أمر محير، قائلا "ليس لدي أدنى فكرة عن السبب الذي يدفعهم للهجوم، فمن المعلوم وجود قوات هناك، من الواضح أن الروس يعلمون" وأضاف "لقد كنا دائماً نعلم بوجود عناصر في هذه المعركة المعقدة جدا، لم يكن لدى الروس، أو دعني أقول، الروس لا يسيطرون عليها".

ويشير (ليك)، إلى إن (ماتيس)، الجنرال المتقاعد ذو الأربع نجوم، الرجل الذكي جدا، لم تحيره بالطبع هذه الحالة. إلا أن هذا على الأرجح ما يسميه أفلاطون بـ "الكذبة النبيلة"، وهي الكذبة الذي ينطق بها القائد لتحقيق صالح اجتماعي أكبر. فلو أن (ماتيس) اعترف بوضوح بأن الكرملين هو من صرح بالهجوم بشكل مباشر على القاعدة التي ترعاها الولايات المتحدة من قبل عناصر غير نظامية، لكان سيخاطر بالدخول إلى دوامة التصعيد في سوريا. لذا كان من الأفضل، بحسب (ليك)، التعبير عن الحيرة وإعطاء الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) فرصة للتراجع ونفي المسؤولية، وهو الأمر الذي فعله على الرغم من الخسائر الجسيمة التي لحقت بمرتزقته.

ويجب ألا نخطئ، فهنالك أدلة دامغة على أن هؤلاء المتعاقدين الروس كانوا يعملون بناء على طلب من الكرملين. والأكثر من ذلك، فالروس يعرفون أن عسكريين أمريكيين كانوا في دير الزور، والتي تعد جزءًا من الاتفاقات المتعاقبة للفصل أو "فض نزاع"، قوات القتال في سوريا.

الجيش الروسي يعلم بالهجوم

ويتبع (ليك) بالقول، دعونا نبدأ من التقرير الصحفي الذي نشر في "بلومبرغ نيوز" والذي كشف عن أن المرتزقة الجرحى، قد نقلوا جواً من سوريا للخضوع إلى العلاج في المستشفيات العسكرية في موسكو وسان بطرسبرج.

مسؤولون أمريكيون يراقبون الوضع في سوريا، أخبروا (ليك) بأنه ليس هناك من شك في أن الجيش الروسي أحاط بكل تفاصيل الهجوم في دير الزور. كما قالت (إيفلين فاركاس) نائب مساعد وزارة الدفاع روسيا، أوكرانيا وأوراسيا خلال فترة إدارة (أوباما) يوم الخميس "أن أي مرتزق روسي، سواء كانوا في أوكرانيا أو سوريا، يعملون لحساب الحكومة الروسية".

الاشتباك الذي حصل، لا يمكن تصنيفه على أنه حادثة، خصوصا بالنسبة لمرتزقة "فاغنر" والذي أحد قياداتها "ديمتري أوتكين" المقدم السابق في وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، "GRU"، والمرتبط مع شركته ارتباطا وثيقا بـ (يفغيني بريغوجين) المعروف باسم "طباخ بوتين"، والذي يمتلك خدمات مزودين الطعام في الكرملين.

المتعاقدون، متل "فاغنر"، هم جزء أساسي من استراتيجية روسيا الأوسع نطاقا المتمثلة في "الحرب الهجينة"، وهي مزيج من العدوان الحركي والإعلامي هدفه دفع المصالح الروسية إلى الأمام - مثل نشر مقاتلين غير رسميين للمساعدة في الاستيلاء على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.

غموض في الاستراتيجية الأمريكية

وأخيرا، وبحسب (ليك) فإن هناك جدلا استراتيجيا عن سبب مشاركة روسيا في هجوم دير الزور. ويعود ذلك، إلى أن سياسة الولايات المتحدة في الوقت الراهن، مربكة بعض الشيء. فعندما يتحدث (ماتيس) والمسؤولون الأمريكيون الآخرون علنا عن البعثة الأميركية في سوريا، يقولون إنها فقط لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" إلا أنه وحتى الآن لا توجد سياسة رسمية حول ما إذا كان دور الجيش الأمريكي يتضمن مواجهة الجهود الروسية - الإيرانية لمساعدة نظام (بشار الأسد) في استعادة الأراضي التي فقدها خلال الحرب.

أضف إلى ذلك الرسائل المختلطة التي أرسلتها الولايات المتحدة الشهر الماضي عندما فشلت في منع تركيا من التقدم باتجاه عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد. 

بينما تحاول الولايات المتحدة وضع حد للاندفاع التركي من خلال الدبلوماسية، فإنها لم تقدم حماية للمقاتلين الأكراد المنتمين إلى ما يعرف بـ "وحدات حماية الشعب" في المدينة والذي تعتبرهم الولايات المتحدة، بحسب (ليك) شركاء رئيسيين في الحملة ضد تنظيم "داعش". ويضيف (ليك)، أن المقاتلين الأكراد المتمركزين في دير الزور، انطلقوا في الأسابيع الأخيرة إلى عفرين لقتال القوات التركية، الأمر الذي يجعل المنطقة الخاضعة للنفوذ الأمريكي في دير الزور هدفا أكثر جاذبية للتحالف الروسي - الإيراني في سوريا.

أما بالنسبة إلى (بوتين) والذي قصفت قواته الجوية الجيوب الأخيرة من الثوار المدعومين من الولايات المتحدة في سوريا، فإن عجز الولايات المتحدة عن وقف حليف "الناتو"، تركيا، من مهاجمة حليف آخر في عفرين هو علامة على الضعف. حيث يعتر الهجوم، الذي وقع الأسبوع الماضي، على دير الزور، والذي شنه المرتزقة، فرصة للتحقيق في رد الولايات المتحدة.

ويضيف (ليك) أن الخبر السار، هو استجابة الولايات المتحدة السريعة والوحشية. فعلى لرغم من عدم وجود أرقام ثابتة حول الإصابات، إلا أن بعض وسائل الإعلام الروسية ذكرت أن أكثر من 200 من المرتزقة الروس قتلوا خلال الاشتباكات.

اللعب بالنار

وهذا يعيدنا إلى "ماتيس" ولماذا رفض توجيه اللوم مباشرة لروسيا على الحادثة. "تخميني، أنه قال، إن الأمر محير، لأنه كان يرسل إشارة إلى الروس: ’أنا على استعداد لإعطائكم بعض الوقت لإنهاء ذلك، ولكن، لا تفعلوا الأمر ذاته مرة أخرى" قالت (فاركاس) وأضافت "أن الروس يعرفون أنهم يلعبون بالنار، إذا نظرتم إلى كيفية ردهم".

يقول الكاتب مع ذلك هناك جانب سلبي، فعلى الرغم من هذا النوع من "الكذب النبيل"، إلا أنه وبالنظر إلى المرتزقة من أمثال "فاغنر"، والذي يشكلون الجزء الأساسي من استراتيجية وتكتيكات روسيا الأوسع، فمن المهم أيضا للولايات المتحدة أن ترفض سياسية الإنكار الروسية. ويختتم (ليك) بالقول "روسيا بحاجة إلى أن يقال لها، في المستقبل، فإن الهجوم الذي ستقوم به مرتزقتها، سيعامل على أنه هجوم من قواتها المسلحة"

للاطلاع على التقرير (إضغط هنا)

التعليقات (1)

    ندى

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    أهم شيء في القصه الحرب على أيران وتدمير حزب اللَّات
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات