تفاصيل تنشرها تركيا لأول مرة عن عملية القبض على (أوجلان)

تفاصيل تنشرها تركيا لأول مرة عن عملية القبض على (أوجلان)
كشفت وكالة الأناضول التركية في تقرير لها حمل عنوان "ستون ثانية فارقة في القبض على أوجلان" عن تفاصيل جديدة حول إلقاء القبض على زعيم تنظيم "بي كي كي" الكردي في عام 1999.

ونقلت الوكالة عن البروفيسور (حسن إشغوزار) عضو هيئة التدريس في كلية الحقوق بجامعة أنقرة، أبرز التفاصيل عن العملية التي تم من خلالها القاء القبض على (اوجلان).

وقال (إشغوزار) والذي كان يشغل حينها وظيفة مستشار في وزارة المواصلات، ومسؤولا عن الطيران المدني، عندما تم ضمه إلى فريق العملية: "الأمر بدأ مع قدوم مسؤولين من جهاز الاستخبارات التركية MIT وإبلاغي بحاجتهم لي في توفير عدد من الوثائق اللازمة لطائرة ستغادر تركيا للقبض على أوجلان واقتياده إلى البلاد".

وأضاف: "وصل الجهاز معلومات تفيد بتأجير اليونان طائرة لنقل أوجلان من كينيا التي كان مختبأً فيها إلى هولندا، فبدأ العمل على تجهيز طائرة من نفس الطراز، وتحمل نفس اللون والمواصفات للطائرة المُستأجرة؛ لاستخدامها في خطفه ونقله إلى تركيا".

وتابع: "لم نجد في تركيا طائرة تحمل المواصفات المطلوبة إلا لدى رجل أعمال تركي واحد، وتم التفاهم معه واستئجارها منه، دون إبلاغه بأي معلومات عن العملية".

وأوضح (إشغوزار) أنه بعد إتمام كافة الإجراءات اللازمة وتغيير معالم الطائرة، وجعلها مطابقة لنظيرتها الهولندية، تمت مغادرة تركيا وعلى متنها طياران و4 أو 5 أشخاص من الجهاز" مضيفاً "لاحقا تم إبلاغ الطيارين أن مصر ثم أوغندا هما وجهتا السفر، وكما هو متبع في مثل هذه الأمور تم إرسال بيانات الركاب إلى الإدارة العامة للطيران المدني، لكنها كانت مزيفة تظهرهم في صورة تجار موز".

وفسّر البروفيسور التركي وفقاً للأناضول "سبب عدم توجه الطائرة مباشرة إلى كينيا" قائلاً: "مطار كينيا كان صغيرا، ووجود أي طائرة فيه تحمل نفس مواصفات الطائرة الهولندية، كان سيثير قلقا وريبة في نفوس كثيرين؛ لذا آثرنا البقاء في أوغندا لعشرة أيام، وتم التحرك وفقا للهويات المزيفة، دون جذب انتباه السلطات".

وأضاف: "أقلعنا من مطار أوغندا، بعد وصول معلومات مؤكدة عن مغادرة الطائرة الحقيقية هولندا، وهبطت طائرتنا في مطار كينيا قبل وصول الأخيرة بساعتين كاملتين". 

60 ثانية فارقة

وحول طريقة "خداع أوجلان" أوضح (إشغوزار) أن "زعيم (بي كا كا) كان يختبئ في سفارة اليونان بكينيا، التي تحرك منها إلى المطار في موكب من 4 سيارات، أولها تقل عناصر من الشرطة الكينية، والثانية فريق حماية تابع للسفارة اليونانية والثالثة تقل أوجلان والرابعة عناصر من منظمته".

وتابع: "الأمر صار في إطار طبيعي وتلقائي للغاية، حيث دخلت سيارة أوجلان قبل بقية السيارات، وكان هو في غاية الراحة والاطمئنان، وفي صورة أنيقة يرتدي بدلة وربطة عنق" واستطرد "وفي غضون 60 ثانية، فُتح باب الطائرة، وألقي القبض على أوجلان حال دخوله، وسرعان ما أغلق الباب، ثم غادرت الطائرة على الفور قبل وصول سيارات المرافقين لأوجلان".

18 دقيقة رعب

ووفقاً لـ (إشغوزار) فقد تعرضت الطائرة لعدد من المخاطر عند دخولها المجال الجوي لقبرص اليونانية، نظراً لالتزام كل طائرة بالقواعد الدولية المتبعة في مثل هذا الأمر، حيث يتوجب إبلاغها الدولة التي تدخل مجالها الجوي ببياناتها.

وأوضح أن المسؤولين القبارصة طلبوا إرسال رمز ذيل الطائرة، وتم إخبارهم به، لكنهم لم يصلوا إلى بيانات توثق هذه الطائرة، فتم مماطلتهم وإبلاغهم ببيانات خاطئة والتذرع بعدم إتقان اللغة الإنجليزية، حتى مرت 18 دقيقة، دخلنا بعدها المجال الجوي التركي".

وبحسب المصدر فقد تمت عملية الاعتقال في 15 فبراير/ شباط من عام 1999، حيث وصل (أوجلان) إلى القاعدة العسكرية التركية في منطقة (باندرما) شمال غربي تركيا في اليوم التالي.

يشار إلى أن (أوجلان) يقضي حالياً حكمًا بالسجن مدى الحياة في سجنه بجزيرة (إمرالي) في بحر مرمرة.

دور حافظ الأسد في العملية

وأسهم حافظ الأسد في تسليم أوجلان بعد تهديد تركي بالإطاحة بنظامه عام 1998، حيث كان حافظ يستخدم أوجلان كورقة للمساومة والبيع والشراء حين تحين الحاجة لذلك، وقد سمح له بإقامة معسكرات تدريب لأعضاء حزبه في سهل (البقاع) اللبناني الذي كان يخضع لنفوذ الأسد.

وعلى خلفية التهديد التركي على لسان الرئيس التركي آنذاك (سليمان ديمريل) لنظام حافظ الأسد، تدخّل الرئيس المصري (حسني مبارك) والذي قام بجولات بين أنقرة ودمشق، أسفرت عن اتفاق يقضي بطرد حافظ الأسد لعبد الله أوجلان خارج دمشق، وقد تم طرد أوجلان خلال أيام عام 1998.

ولم يكن طرد أوجلان "الطعنة" الوحيدة التي تلقاها الأخير من حافظ الأسد، حيث أمر الأسد جهاز مخابرته بتمرير صورة عن جواز سفر أوجلان المزور إلى المخابرات التركية، ليلاحقوا مساره عبر مطارات العالم، حيث توجه (أوجلان) إلى روسيا، والتي رفضت استقباله، ثم إلى إيطاليا واليونان، كما تنقل بين أسبانيا والبرتغال وتونس والمغرب، ليظهر أخيراً في هولندا عام 1999، والتي لم تقبل هي الأخرى بوجوده على أراضيها.

وتذكر بعض المصادر أن أحد ضابط الأمن الهولنديين في مطار (سخي بولهي) بأمستردام أخبر الموساد الإسرائيلي في هولندا بالأمر وأعلمهم بأن أوجلان قد توجه إلى نيروبي على متن طائرة تابعة لخطوط KLM الهولندية، ليتم القاء القبض عليه من قبل المخابرات التركية في يوم 15 فبراير ـ شباط من العام 1999.

التعليقات (1)

    عمر ابوبكر

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    نطالب السلطات التركية بأعدام هذا الارهبي وتعليقة في الساحات ليكمن عبرة الغيرة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات