شاب من معرة النعمان قتله القصف الروسي بطريقة توقعها قبل يومين

شاب من معرة النعمان قتله القصف الروسي بطريقة توقعها قبل يومين
أصبح من المألوف أن يتوقع المدنيون في المناطق المحررة وفاتهم في أي لحظة بعد أن بات استهداف كل تجمع مدني مباحا لروسيا ونظام الأسد في ظل صمت وعجز دولي عن المجازر المرتكبة بحق السوريين.

ومع كل تكثيف للقصف من قبل طائرات الاحتلال الروسي وطائرات نظام الأسد ومدافع الميليشيات الأجنبية لمنطقة محررة ترتفع نسبة التوقع بالموت لدى سكان تلك المنطقة ويبدؤون بتهيئة أنفسهم لذلك مع كل مجزرة مروعة يشاهدونها بأعينهم.

(حسن النحاس)، من سكان معرة النعمان في ريف إدلب توقع أنه سيفارق الحياة، وصرح بذلك على حسابه الشخصي في فيس بوك قبل يومين فقط من مقتله، حيث كان يتجول في مدينة معرة النعمان أثناء تحليق عدة طائرات فوق سماء المدينة كانت تقوم بقصف المدنيين وبعد مشاهدته لضحايا القصف الذين يقوم الدفاع المدني بانتشالهم من تحت الأنقاض كتب حسن منشوره الأخير قائلاً "الرعب. الهلع. الفزع. الخوف. لا أدري إن كانت أبجديات العالم قادرة على وصف شعوري حينما كنت أسمع صوت الطائرة وهي تحلق في السماء".

وأضاف "أتحسس جسدي وأتساءل أي عضو سأفقد اليوم. أخاف الموت بشظية تخترق القلب مباشرة، بقدر خوفي من الموت اختناقاً تحت الأنقاض".

تمنى (حسن) ابن الـ28 عاماً، في منشوره أن لايموت بشظية أو اختناقاً تحت الأنقاض، لكن أمنيته لم تتحقق، فقد أصابته شظية في رأسه وظل تحت الأنقاض مع زوجته لساعات طويلة قبل أن تتمكن فرق الدفاع المدني من انتشاله، يقول صديقه الناشط الإعلامي (محمد الظاهر) الذي أوضح لأورينت نت أن غارة جوية أصابت منزل (حسن) يوم (الأربعاء) ما أدى إلى تهدم البناء المؤلف من أربعة طوابق بالكامل، لافتاً إلى أن مدينة معرة النعمان شهدت في هذا اليوم حملة قصف عنيف من قبل النظام وروسيا بالصواريخ البالستية أدت لوقوع عشرات الشهداء والجرحى واحتراق عشرات المنازل والمحال التجارية.

وأردف (الظاهر) "حسن طالب في كلية الحقوق لم يتمكن من إكمال دراسته بعد استشهاد والده في عام 2012 إثر قصف للنظام ولديه طفلة عمرها عام ونصف لم تكن متواجدة في المنزل لحظة القصف كما أن لحسن 3 إخوة و3 أخوات وهو يعمل نجار موبيليا"، ولفت (الظاهر) إلى أن (حسن شاب مؤدب ومحبوب من رفاقه).

ليست قصة مقتل (حسن) الوحيدة التي انتشرت خلال اليومين الماضيين في المناطق المحررة أثناء عمليات القصف المكثف من قبل روسيا والنظام، حيث تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي (الخميس) مقطع فيديو يظهر أحد أفراد الدفاع المدني، وهو يحاول إنقاذ والدته من تحت ركام المنزل، جراء قصف لطائرات النظام الحربية ضمن حملة الإبادة الممنهجة التي تتواصل منذ أسبوع على مدن وبلدات الغوطة، وأظهر المقطع شاب وهو ينتظر فرق الدفاع المدني كي تصل إلى مكان القصف لإنقاذ والدته، إلا أنها فارقت الحياة جراء سقوط سقف المنزل عليها.

وفي الغوطة أيضاً تعرضت امرأة نازحة من منطقة النشابية التابعة للمرج إلى مديرا للموت مرتين، بعد أن تعرض المبنى الذي تقطنه لقصف من قبل طائرات النظام الحربية بما يقارب 6 صواريخ، وتمكنت فرق الدفاع المدني من انتشالها من تحت الركام على أنها متوفية بسببب توقف قلبها، وجرى بعد ذلك تغسيلها وتكفينها من  قبل الأهالي، لكن وأثناء خروجهم بجنازتها ليدفنوها عادت لتتحرك مرّة أخرى، ليكتشفوا أنّها لم تفارق الحياة بعد، إلا أنه وبعد أربع ساعات عاودت طائرات النظام قصف البلدة، لتحول المرأة إلى أشلاء متناثرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات