أورينت الإنسانية أول الغيث إلى الجنوب السوري.. وهذا دور إسرائيل!

أورينت الإنسانية أول الغيث إلى الجنوب السوري.. وهذا دور إسرائيل!
كسرت مؤسسة أورينت الإنسانية الحصار الذي يفرضه نظام الأسد منذ سنوات على إدخال المساعدات إلى الجنوب السوري وتحديداً محافظة القنيطرة، واستطاعت "أورينت" بالتعاون مع المنظّمة الأمريكية "تحالف الأديان من أجل سوريا" أن تُنشئ اثنين من المشافي المتخصّصة بعد إدخال التجهيزات والمعدات الطبّية عبر الحدود مع إسرائيل.

"أورينت" تكسر حصار الأسد على القنيطرة!

على الرغم من الحساسيات التي تحيط بأي مشاريع إنسانية داخل سوريا تكون لإسرائيل صلة بها، بيدَ أن "أورينت الإنسانية" لم تجد في ظل العجز والتراخي الأممي، وعراقيل دول الجوار، والحصار الذي يفرضه نظام الأسد إلا هذا الطريق لإغاثة مئات آلاف المنكوبين في الجنوب السوري.

الإنجاز الذي حقّقته أورينت الإنسانية، بتوسيع نطاق نشاطها من شمال ووسط سوريا إلى محافظة القنيطرة وإنشاء مشفيين أحدهما مختص بالولادة_ هو الأول من نوعه في المنطقة_ ليس إلا باكورة مشاريعها، إذ سيتبعه مشاريع تعليمية تستهدف 35 ألف طالب.

ومع ذلك تظلّ هذه الإنجازات مثار تساؤلاتٍ حول توقيت هذه المشاريع، ونوع التعاون مع المنظمة الأمريكية، فضلاً عن إشكالية الدور الإسرائيلي في إيصال المساعدات.. وقد تناول برنامج "هنا سوريا" بتاريخ 4-2-2018 هذا الموضوع، واستضافت مقدّمة البرنامج أحلام طبرة كلاً من الدكتور عمار مارتيني مدير مؤسسة أورينت الإنسانية، وشادي مارتيني مسؤول الإغاثة في منظمة "تحالف الأديان لأجل سوريا"، وكذلك شارك مراسل أورينت في القنيطرة فادي الأصمعي.

د. عمار مارتيني: من العيب تسييس أوجاع الناس 

استهلّت طبرة الحديث مع د. عمار مارتيني الذي قال "منذ نهاية العام 2014 وحتى نهاية 2016 خاضت أورينت الإنسانية لقاءات عديدة في إسبانيا ودول أوروبية أخرى مع منظّمات منضوية في "تحالف الأديان من أجل سوريا"، بهدف فتح الطريق أمام المساعدات الطبية والإنسانية إلى الجنوب السوري، حيث كانت العقبة الأكبر تتمثّل بوجود رفض من إسرائيل نتيجة عدم توافق القوى الإسرائيلية".

وتابع د. مارتيني "نحن كأطباء يهمّنا إدخال المساعدات الطبية إلى المريض السوري، بغضّ النظر إن كان ذلك عن طريق دول الجوار العربية أو عن طريق إسرائيل.. المهم أن تصل بالطريقة الأسرع، لأننا مررنا بتجارب قاسية خلال محاولة نقل مساعدات من مناطق حدودية حيث استغرق الأمر بين شهرين وأربعة أشهر، ما أدى إلى تلف المواد الطبية وضياع جزء كبير منها قبل وصولها".

وأضاف د. مارتيني "حاولنا إدخال المواد الطبية عن طريق الداخل السوري بشاحنات، لكن جرى قصف 4 شاحنات بفترات مختلفة وتدميرها بشكل كامل وبالتالي وجدنا أنفسنا أمام أمرٍ واقع ولم نجد أي طريق آخر".

وحول الخشية من الاتهام بالعمالة لإسرائيل بسبب دورها بإيصال مساعدات مؤسسة أورينت الإنسانية، قال مارتيني "من العيب أن تُسيّس أوجاع الناس..أنا طبيب وأعمل كطبيب وعندما يدخل مريض إلى العيادة أوغرفة العمليات لا أسأله عن الانتماء أو العرق أو الدين، وبالتالي ما يهمني هو إدخال المساعدات الطبية إلى من يحتاجها في سوريا".

الناس لن يحتاجوا إسرائيل بعد اليوم!

ولفت د. مارتيني  إلى أنه "عندما يكون هناك غرف عمليات جاهزة وتجهيزات  طبية كاملة وأدوية متوفّرة، لن يكون هناك دواع  لذهاب المرضى إلى دول الجوار، بل يتلقّى الناس العلاج في بلدهم وعلى أيدي أطباء سوريين، ومن خلال مؤسسة سورية، فأين العيب؟. الإنسان في الجنوب محاصر وليس لديه سوى الحدود الإسرائيلية، بالتالي هدف أورينت الإنسانية هو تغطية احتياجات المنطقة الجنوبية، وكما فعلنا في الشمال السوري، عندما كان الشخص يذهب إلى تركيا للعلاج، ولكن عندما تمّت تغطية الاحتياجات من قبل مؤسسة أورينت والمنظمات الأخرى لم يعد يضطر المريض لدخول تركيا إلا للحاجات الضرورية".

هدفنا إيصال المساعدات بغض النظر عن الطريقة!

وأوضح د. مارتيني أنّ أول مشفى قامت أورينت بتأسيسه في الجنوب هو المشفى الجراحي الذي تم تجهيزه بالكامل بمساعدة منظمة "تحالف الأديان"، حيث انطلق العمل به منذ 3 أشهر، مشيراً إلى أن المشفى استقبل 8 آلاف مريض وألف حالة عمل جراحي، وفق قوله.

وفي سياق متّصل أشار د. مارتيني إلى أن مؤسسة أورينت الإنسانية تتسلم الحاويات التي تتضمّن مساعدات طبية خلال 20 يوم، حيث يتم تسليمها للمشفى التابع للمؤسسة داخل سوريا، منوهاً إلى استعداد الكثير من الأطباء السوريين والأجانب في الخارج للدخول وإجراء عمليات جراحية.

وشدّد د. مارتيني على ضرورة الفصل بين السياسي والإنساني بالقول "عندما لا أستطيع إنقاذ حياة المرضى عن طريق النظام الذي يقتل الناس، سأبحث عن أي مسارٍ آخر، لأنني كطبيب همي الأول دخول الدواء ومعالجة الناس، فمن العيب تسييس أوجاع الناس، ونحن كمؤسسة إنسانية لا نتدخل بالأمور السياسية، بل نعمل ضمن نطاق التحالف الإنساني الذي يجمع منظمات من كل الأديان".

شادي مارتيني: تعقيدات دول الجوار قادتنا إلى إسرائيل

بدوره قال شادي مارتيني مسؤول الإغاثة في منظمة "تحالف الأديان من أجل سوريا" الأمريكية، إنّ المنظمة "تقوم بالتنسيق مع إسرائيل بسبب حساسية الموضوع بالنسبة للمنظمات السورية، كما تقوم بأخذ المساعدات ونقلها إلى الأراضي السورية عبر الجولان، بسبب وجود تعقيدات مع بعض دول الجوار الأخرى، وأتمنى أن نوصل المساعدات أيضاً لمخيم الركبان في الأردن".

وعمّا إذا كان هناك شروط أو أجندة يتم فرضها من قبل إسرائيل أكّد مارتيني أنّ المنظمة "لم تواجه أي شروط سياسية أو ضرائب مالية، من حيث دخول الحاويات إلى مرافئ إسرائيل، بل حصلنا على عرض رائع ومغرٍ جداً، وهو ما دفعنا للتنسيق مع اسرائيل".

وأضاف مارتيني "يجمع تحالف الأديان 90 منظمة عالمية معظمها في الولايات المتحدة، وخلال 3 سنوات من تأسيس التحالف انضمت لنا منظمات سورية ومسيحية بالإضافة إلى تلقينا مساعدات من المساجد والكنائس والمعابد اليهودية والبوذية، بالتالي التحالف هو تجمع إنساني بحت".

وأوضح مارتيني أنّ المساعدات بدأت بالوصول إلى الداخل السوري في نهاية عام 2016 وبداية 2017، مشيداً بدور مؤسسة أورينت الإنسانية في الجانب الطبي.

نظام الأسد لا يجرؤ على قصف القوافل الطبية!

وعن وجود حماية لقوافل المساعدات من قصف نظام الأسد، قال مارتيني "لا يوجد مخاطر من عمليات قصف، وذلك لقرب المنطقة من السياج الحدودي وخشية النظام من الرد الإسرائيلي، وهو ما يجعل القوافل والمنشآت في مأمن. كما لا يوجد تعاون مع النظام بسبب وجود عقوبات دولية وأمريكية لأن غالبية البضائع تأتي من أمريكا ومن أوروبا وليس من إسرائيل." 

وأشار مارتيني إلى عدم وجود دور للمنظمات الأممية، بل العمل خاص مع منظمات المجتمع المدني السوري، وذلك بسبب مرونتها وخاصة تواجدها في الداخل، ولفت إلى أن هدف تحالف الأديان هو التنسيق بين المنظمات، ومعرفة الحاجات الضرورية، والابتعاد عن العشوائية، وتقديم المتطلبات الضرورية، فضلاً عن مساعدة اللاجئين السوريين بأمريكا وتجديد الحماية المؤقتة لهم.

وحول فكرة "تحالف الأديان" قال مارتيني "الفكرة جاءت لأن المأساة السورية كانت منسية في أمريكا رغم مرور 4 سنوات عليها، فقامت مجموعة من المنظمات من مختلف الأديان المسلمة والمسيحية واليهودية والهندوسية بإنشاء تحالف لمساعدة السوريين في الداخل."

فادي الأصمعي: الأهالي تخلصوا من عبء العلاج في إسرائيل

بدوره قال مراسل أورينت في الجنوب فادي الأصمعي إن الوضع الإنساني في الجنوب السوري كارثي ومأساوي منذ سنوات، حيث تقف الأمم المتحدة عاجزة عن إدخال أي مساعدات بسبب الحصار المفروض من قبل نظام الأسد، مشيراً إلى أنّ محافظة القنيطرة تخلو من أي مشفى للتوليد، فضلاً عن اضطرار الأهالي نتيجة الظروف القاهرة إلى قبول المساعدات الإسرائيلية الإنسانية وخاصة بالنسبة للعمليات الطارئة، ولفت الأصمعي إلى أن نسبة من تلقوا إعانات إنسانية من إسرائيل قليلة جداً، وأوضح أنّ آلاف المدنيين يتوقون لوجود مؤسسات إنسانية سوريّة، وهو ما تحقق بوصول أورينت الإنسانية، ما يخلّصهم من عبء الاضطرار لقبول الإغاثة من إسرائيل، في الوقت الذي يقصفهم فيه نظام الأسد ويمنع عنهم أي مواد إغاثية أو طبية.

yWhuQLtlGW8

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات