ما هي دوافع موسكو للتعاون المشترك مع أنقرة بشأن سوريا؟

ما هي دوافع موسكو للتعاون المشترك مع أنقرة بشأن سوريا؟
 لم تشهد العلاقات بين موسكو وأنقرة استقرارا مطلقا خلال العقود الماضية، حيث يمكن تلخيص العلاقات الثنائية بين البلدين بالمتأرجحة في الغالب، والمتطورة وفق ما تقتضيه المصالح المشتركة لكلا الطرفين.

وعلى الدوام مثّل العامل الاقتصادي حجر الأساس في مسار التقارب التركي-الروسي، وأدّى الموقع الاستراتيجي بين البلدين والتقارب الجغرافي دورا كبيرا في هذا الصدد.

وتُعد تركيا سابع أكبر شريك تجاري لروسيا، فضلا عن كونها الوجهة الأولى التي يفضلها السيّاح الروس، وثاني أكبر أسواق التصدير بعد ألمانيا بالنسبة إلى شركة (غاز بروم) الروسية، في حين تُعد روسيا الثانية بين الشركاء التجاريين بالنسبة إلى تركيا.

انطلاقا من العلاقات الثنائية بين موسكو وأنقرة، ما الذي يدفع بروسيا إلى التعاون المشترك مع تركيا فيما يخص الشأن السوري بالتحديد؟ ولماذا فتحت موسكو المجال الجوي أمام أنقرة؟ وإلامَ تسعى روسيا من خلال التعاون مع أنقرة في الملف السوري؟ أسئلة يجيب عنها المحلل والكاتب "سيدات أرغين"، حيث أشار إلى أنّ من أهم نتائج عملية غصن الزيتون هو كسب العلاقات الثنائية بين كلّ من موسكو وأنقرة زخما وتسارعا كبيرين.

وبحسب الكاتب الأسباب التي تقف خلف تعاون روسيا مع تركيا فيما يخص الشأن السوري تتلخص بما يلي:

1- تعاونها مع أنقرة يتوافق مع مصالحها:

بحسب الكاتب أبدت روسيا تعاونا مع تركيا لكون ذلك يتوافق مع الاتجاه العام للعلاقات الثنائية بين البلدين، مضيفا "لدى روسيا مصالح اقتصادية وسياسية مهمة وقيّمة مع تركيا، ففي ظل وقوفها مع تركيا في عفرين، تلبّي روسيا مقتضيات مصالحها، فعند وضع تركيا بكفة الميزان، ووضع الأكراد على الكفة الأخرى من الواضح أنّ كفة تركيا هي التي سترجح بالنسبة إلى موسكو، وتفكر روسيا في الوقت نفسه من خلال تعاونها مع أنقرة بأنّها قدمت لفتة لتركيا، واضعة في حسبانها تقوية أوراقها التي ستستخدمها بوجه أنقرة، فضلا عن كون هذه اللفتة ستخلق ردود فعل إيجابية لدى المجتمع التركي إزاء موسكو بحسب اعتقاد الأخيرة".

2- ستظهر روسيا بمظهر صانعة الألعاب:

"منذ 2015 وروسيا تشارك في سير الأحداث في سوريا، وتسلّمت دورا رئيسا فيها، وهذا الأمر أفاد مع مرور الزمن بأنّ جميع الطرق في سوريا تمرّ من موسكو، وروسيا تهيّئ القاعدة الأساسية لتمركزها في الشرق الأوسط، وتعاونها مع تركيا سيدعم رغبة الرئيس بوتين في جعل روسيا لاعبا عالميا وفاعلا على الساحة السياسية في المنطقة".

3- الرغبة في استمالة الثقل التركي إلى جانبها:

"تحسب روسيا إيجابيات تعاونها المشترك مع دولة مثل تركيا التي تُعدّ بدورها من الدول الأكثر فاعلية في سوريا، ولا سيّما أنّ هذا التعاون الروسي-التركي من شأنه أن يقوي يد موسكو على الطاولة، وعلى نحو خاص خلال المرحلة الراهنة".

4- إبعاد تركيا عن أمريكا:

"لا يمكن التفكير بحملة روسيا وتعاونها مع تركيا في الملف السوري بمعزل عن سياستها تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تدهور العلاقات الأمريكية-التركية أكثر والذي سيؤدي بطبيعته إلى خلق صدع في بنية حلف الشمال الأطلسي، أمر لن تقابله روسيا بالأسف أبدا، بل على العكس سيكون تطورا من شأنه أن يسعد موسكو، وروسيا بإسهامها في العملية التي بدأتها تركيا على الرغم من معرفتها بالموقف الأمريكي لن يزيد أنقرة إلا بعدا عن واشنطن، فبحسب رؤية موسكو تركيا التي تزداد بعدا عن الغرب ستشعر بضرورة التقرّب من روسيا.".

 

5- ضرب خطة واشنطن المتعلقة بالأكراد:

"تحاول روسيا من خلال تعاونها مع تركيا ضرب خطة أمريكا التي تسعى إلى التمركز في شمال سوريا من خلال استخدام الأكراد هناك، وتكون بهذا موسكو قد أفهمت الأكراد أنّ لتعاونها مع أمريكا، وسعيها خلف القدر نفسه مع واشنطن لهما بدل كبير على أرض الواقع، هذا فضلا عن أنّ عدم تلقيهم -والحديث عن الأكراد- الدعم الكافي من أمريكا ضد تركيا التي بدأت عمليتها العسكرية ضدهم من شأنّه أن يؤدي إلى خلق أزمة حقيقية فيما بينهم وبين واشنطن. وما سبق بدوره يُعد عاملا داعما للأهداف الروسية".

 

6- تحسين علاقة أنقرة مع دمشق:

توجد على الساحة قوات عسكرية لكلّ من تركيا ونظام الأسد، ولا بد من الحوار -ولو كان غير مباشر- بين الطرفين للحيلولة دون وقوع تصادم على الأرض، ومن هنا بإمكاننا أن نخمن رغبة موسكو في إذابة الثلوج بين الطرفين، فروسيا في الوقت الذي ترغب فيه بلعب دور مهم في تحسين علاقات أنقرة مع نظام دمشق، تحاول من جهة أخرى أن تعزّز من قوّة نظام الأسد".

 

7- روسيا تُريح النظام في إدلب:

"انشغال الجيش السوري الحر في عملية عفرين سيريح النظام في إدلب، فبينما أنظار العالم ملتفة حول العملية التي تقوم بها تركيا في عفرين، نظام الأسد سيحاول جاهدا على استحواذ مناطق من إدلب التي تقع تحت سيطرة الجيش الحر، وانشغال العالم عنه سيخفف من الضغوطات العالمية عليه".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات