إلى أي حد أصبح "الإنترنت" أساسياً في الحياة اليومية بإدلب؟

إلى أي حد أصبح "الإنترنت" أساسياً في الحياة اليومية بإدلب؟
"لا تعرف قيمة الشيء حتى تفقده" مثل شعبي انطبق على مجمل السكان القابعين في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في الشمال السوري، عندما انقطعت خدمة الإنترنت التركي (ADSL) وغيرها لمدة يومين في منتصف كانون الثاني الماضي، تزامنًا مع العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا والجيش الحر في منطقة عفرين (41 كم شمال مدينة حلب).

فلم يعد الإنترنت من الكماليات فقط إنما بات من الضروريات في وقتنا الراهن، خاصة في المدن والبلدات المحررة بعدما قطع النظام شتى وسائل الاتصالات عنها السلكية واللاسلكية، لتغدو الشبكة العنكبوتية أساسًا لا يمكن الاستغناء عنه سواء في العمل أو تواصل السكان مع بعضهم أو النافذة على العالم الخارجي.

وفي هذا السياق عبر السكان عن رأيهم في الحياة من غير اتصالات، بعضهم كان سعيداً والآخر قدم رأياً مغايراً.

 (سلوى عبد الرحمن) العاملة في جريدة (حبر) قالت في حديث لأورينت نت : "سعدت جداً بانقطاعنا عن العالم الافتراضي كوني شعرت أن أطفالي تركوا جوالاتهم ولبوا بعضًا من طلباتي، أيضًا ركزت على امتحاني وابتعدت عن متابعة الأخبار لأريح رأسي قليلاً من عرقلة التكنولوجيا لو لساعات".

بينما أبدى (أسامة) الذي يعمل في صالة إنترنت بمدينة إدلب عن سعادته طالما أنه تمكن من مجالسة عائلته التي أبعده العمل عنها لساعات طويلة يوميًا.

كما رأت هديل طالبة البكالوريا (الشهادة الثانوية)، أنها تمكنت من استغلال وقتها في ظل غياب الاتصالات فعادت لفتح كتبها من جديد محاولة التركيز على دراستها أكثر.

لكن أحد أصحاب محلات الصرافة كان له وجهة نظر مختلفة خلال حديثه لــ أورينت نت، فرأى أنه تعطل عن العمل لمدة يومين ولم يتمكن من استلام أو تحويل أي مبلغ مالي وهذا قد يسبب خسارة مادية نسبية له.

من جانبه أعرب (محمد) مهندس التحكم عن قلقه واعتبر انقطاع الإنترنت كارثة لدى سكان الداخل السوري ولا سيما أن تلك الأيام صادفت سفره إلى تركيا ليبقى متوترًا لكونه لا يتمكن من الاطمئنان على عائلته، موضحاً أن ملايين السوريين من المهجرين خارجها ليس لديهم وسيلة اتصال بأسرهم سوى الإنترنت.

يشار إلى أن المحطات الأرضية (الأبراج) المتصلة بخطوط الانترنت من تركيا أي البطاقات الصغيرة ذات رصيد معين، توقفت عن العمل من مصدرها الرئيسي (الشركات التركية) المغذية لتلك الأبراج، والتي يشتريها السكان بأسعار مختلفة، ناهيك عن أن (ADSL) المتوفرة بالمناطق المحررة عن طريق كابلات ضوئية من تركيا والتي تُخدّم مقسم إدلب بالانترنت لم تعد متاحة. 

حيث تعطلت أعمال غالبية الناس خاصة الشركات والمؤسسات العامة، باستثناء بعض من مراكز الدفاع المدني، ومراكز الشرطة الحرة، والمقرات والنقاط العسكرية والإعلاميين الذين يمتلكون(TOO WAY ) ، وهو عبارة عن جهاز يتصل بالأقمار الصناعية ليؤمن الإنترنت كما هو حال جهاز الثريا.

ربما بات الجميع يرى في عالم ماوراء الشاشة امتداداً للواقع في الوقت الحالي لا غنى عنه من صغيرهم حتى كبيرهم، فبغض النظر عن أن انقطاعه وطد العلاقات الاجتماعية، لكن بحال طالت مدة إيقافه أكثر من يومين لكانت تبدلت أقوالهم حقًا، وهذا ما أثبتته الآراء السابقة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات