سوتشي.. إهانة أم إهانة؟

سوتشي.. إهانة أم إهانة؟
في الوقت الذي أعلنت فيه موسكو استعدادها لإطلاق مؤتمر سوتشي، بدأ النقاش حول ما يمكن أن يتمخض عنه ومدى أهميته في ضوء التطورات وكذلك لتزاحمه مع مؤتمرات كأستانة وجنيف وأخيراً فيينا.

افترشوا أرض المطار

وربما بدا الترقب لمن سيحضر إلى هذا المؤتمر أكثر من انطلاق المؤتمر نفسه، وزاد الاهتمام، عندما أعلنت شخصيات محسوبة على المعارضة كخالد محاميد عدم ذهابها إلى المؤتمر رغم تصويته بنعم للذهاب إلى سوتشي! 

توجهت الأنظار بعد رفض وفد الرياض الذهاب إلى سوتشي، إلى وفد استانة الذي لم يعلن موقفه من الذهاب بشكل رسمي وصريح، وما أن وصلت الطائرة التي تقل أعضاء من وفد استانة حتى انتشرت صور لهؤلاء الاعضاء مفترشين صالة المطار بطريقة مذله ومهينة.https://orient-news.net/news_images/18_30/pa_1517330859.jpg'>

انتشار الصور جاء بعد رفض وفد استانة وشخصيات مختلفة، حضور المؤتمر مالم يتجاوب الروس مع تعديل شعار المؤتمر واعتماد علم الثورة.

اجتاحت التحليلات لسبب طرح إشكالية "شعار المؤتمر" بعد وصول الوفد وليس قبل وصوله، كان بعضها يشير إلى أنه "استجابة لرغبة تركية بعد تعرض رتل عسكري تركي للاستهداف المدفعي في ريف حلب، وذلك ليلة وصول الوفد".

لكن وسائل إعلام نقلت عن أعضاء من المفترشين أرض المطار الروسي، بأن هناك اتفاقاً مسبقاً مع الروس على تغيير العلم ليلة وصول الوفد إلى المطار.

"كوميديا"

انعقد المؤتمر باعتلاء المنصة كل من قدري جميل ورندا قسيس وأحمد الجربا وغيرهم ممن باتوا في حساب كثير من أنصار الثورة بأنهم الطابور الخامس المكلف من قبل النظام للانقلاب على الثورة واختراق المعارضة، لكن حتى هؤلاء لم يكملوا مشوارهم في سوتشي، حيث انسحبوا اعتراضاً على طريقة التصويت بسبب تحولهم إلى أقلية، ثم عادوا دون تفسير في مشهدٍ أقرب إلى "الكوميديا السياسية".

 وبدا مشهد المؤتمر الذي غاب عن كلمته الافتتاحيية المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان ديمستورا، بدا وكأنه اجتماع داخل أروقة مبنى مجلس الشعب في دمشق. 

إهانة.. أم إهانة؟

عنجهية موسكو كانت واضحة، حيث ظهرت أنها غير مكترسة بالمؤتمر، إن لم يحقق أهدافها منه، واستمرت مع انعقاد المؤتمر بشن غاراتها على المدن والبلدات السورية، وكذلك في سياسة استهداف المستشفيات كما في سراقب. 

موسكو التي لم تخف هدفها من المؤتمر، قالت بشكل واضح من خلال تصريحات دبلوماسيها، بأن من يرفض بقاء الأسد لا داعي لحضوره إلى سوتشي، وزادت في الإيضاح، عندما نشرت صور علم النظام في الشعار وفي المطار وحتى على الأكواب. 

بالتأكيد لا يمكن تحديد طبيعة الإهانة التي يتحدث عنها الوفد، هل هي كما قال بأنها تتعلق باستخدام علم النظام أم بسبب تعامل السلطات الروسية معهم في قاعة المطار؟ أم هي أساساً تتعلق بإهانة وجهها السوريون لكل من يذهب إلى سوتشي؟ 

أسئلة كثيرة ستطرح من اليوم فصاعداً حول أكثر وأسرع المؤتمرات السياسية الدولية فشلاً في مايخص الملف السوري، وكذلك عن إهانة شخصيات محسوبة على المعارضة لنفسها بشكلٍ غير متوقع وإلى هذا الحد. 

التعليقات (2)

    ابومحمد

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    هذا التعليق الخمسين واورينت لاتنشر فالكذب شعارنا...

    غازي كنيص

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    روسيا وسياسييها ... دولة غبية خبيثة ببلادة منذ الصغر وانا أشعر أن هذ المكون لاينتمي للشرق ولا للغرب
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات