مقترح المنطقة الآمنة في سوريا نصر تركي أم خبث أمريكي؟

مقترح المنطقة الآمنة في سوريا نصر تركي أم خبث أمريكي؟
نقل وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" قبل أيام مقترحا أمريكيا على لسان وزير الخارجية ريكس تيلرسون،  والذي ينص على إنشاء منطقة أمنية بامتداد 30 كم، وذلك للحيلولة دون تعرّض تركيا لهجمات إرهابية عبر حدودها مع سوريا.

فسّر بعض المحللين القرار الأمريكي على أنّه بمثابة انتصار لتركيا التي تمكّنت من إثبات قوّتها على الأرضن من خلال إصرارها على عملية غصن الزيتون التي بدأتها مؤخرا، والتي أجبرت واشنطن على التخفيف من حدّة اعتراضها حيال العملية، فيما رأى بعض المحليين وكتّاب الرأي على أنّه مقترح يخدم أهداف أمريكا في المنطقة بالدرجة الأولى.

أمريكا قدّمت مقترح أنقرة لتركيا على شكل عرض جديد

الكاتبة والإعلامية "بيريل ديديه أوغلو" من صحيفة يني شفق لفتت إلى أنّ قضية حماية تنظيم "بي كي كي" مع إلقاء القبض على زعيم التنظيم "عبد الله أوجلان" انتقلت من الدول الأوروبية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأبدت ديديه أوغلو استغرابها من الاقتراح الأمريكي، قائلة: "اقترحت واشنطن منطقة آمنة بامتداد 30 كم في سوريا، من الغريب أن تعود أمريكا لتقدّم المقترح -الذي لطالما قدّمته أنقرة في السابق- على شكل عرض جديد لتركيا، قد يبدو الأمر تطورا إيجابيا، والتطورات في سوريا توضح أن أمريكا ترغب بالتراجع ولكن من خلال اتّباع سياسة التصادم، إلا أنّها في الوقت نفسه لا ترغب بترك "الوحدات الكردية" بمتناول أيدي الآخرين، وإنما ترغب بنقلهم نحو الداخل".

المقترح محاولة أمريكية لإنقاذ "الوحدات الكردية"

وبحسب الإعلامي أحمد ككيش فإنّ المقترح الأمريكي بإنشاء منطقة آمنة في سوريا للحيلولة دون تعرّض تركيا لهجمات إرهابية، يأتي كمحاولة من واشنطن لإنقاذ "الوحدات الكردية" في سوريا، ومنع قيام عملية منبج المحتملة.

لماذا أمريكا التي رفضت المقترح في السابق توافق الآن؟

وتابع الكاتب: "من الغريب أن يأتي المقترح الأمريكي في هذا التوقيت بالذات، على الرغم من كونها -أمريكا- لم تلبِ مطلب أنقرة فيما يخص إنشاء منطقة آمنة في سوريا منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة، لماذا أمريكا التي قالت للمقترح آنذاك لا هي ذاتها التي تقول الآن نعم؟ حال أمريكا هنا كأنها تقول لتركيا (ها هي المنطقة الآمنة التي تريدونها، ولتكن بامتداد 30 كم، فقط أوقفوا عملياتكم العسكرية".

ولفت ككيش إلى أنّ الشروط التي اقترحت تركيا حينها إنشاء المنطقة الآمنة في سوريا تختلف عن الشروط الحالية التي تقترح فيها واشنطن عرضها، مضيفا: "المقترح التركي آنذاك كان يهدف إلى إقامة منطقة آمنة يُحظر فيها الطيران وتحت رقابة مجلس الأمم المتحدة، وكان هذا المقترح سيحول دون تدفق اللاجئين نحو تركيا، وكذلك سيضيّق الخناق على الإرهابيين، أمّا الآن فالحال تختلف عن السابق، فالديمغرافية السورية الآن دُمّرت، الرقة ومنبج تحت سيطرة الإرهاب، وعلى أساسه المنطقة الآمنة التي تقترحها أمريكا الآن لا تشتمل على مناطق الإرهابيين، وبالتالي المقترح من شأنه أن يحمي العناصر الإرهابيين بالدرجة الأولى".

المقترح الأمريكي خطة خبيثة

ومن جانبه نهاد علي أوزجان يرى أنّ الأمريكي ليس سوى خطة أمريكية جديدة تهدف إلى استكمال البناء العسكري والسياسي للوحدات الكردية.

وأضاف أوزجان: "إن اقتراح أمريكا بإنشاء منطقة آمنة للحيلولة دون تعرّض تركيا لهجمات من قبل "الوحدات الكردية" كفيل لمعرفة خبث أمريكا السياسي، ولمعرفة العقلية التي تحلّ بها واشنطن المشاكل........ وفي حال تطبيق المقترح على أرض الواقع فإن تركيا لن تكون هدفا للقذائف الإرهابية، ولكن في المقابل ستكمل أمريكا وحليفها سيرهما نحو أهدافهما في المنطقة، والتي تتلخص بإنشاء مجد عسكري وسياسي للتنظيم، ظنا منها -والحديث عن أمريكا- أنّ تركيا في هذه الحال -وفي نشوة فرحتها لتخلّصها من قذائف الإرهابيين- ستكتفي بمشاهدة عَلف التنظيم الإرهابي وتسمينه على يد أمريكا".

ما يقلق الغرب ليس خوفها على التنظيمات الإرهابية

كورتولوش تاييز من صحيف أكشام ذهب إلى أنّ ما يقلق الولايات المتحدة الأمريكية من عملية عفرين التي بدأتها تركيا، ليس خوفها على التنظيم الإرهابي الذي دعمته بالسلاح وإنما عودة تركيا من خلال العملية العسكرية إلى الساحة، والتي تسببت بعدم ارتياح لأمريكا والغرب معا.

ويقول الكاتب: "إن عملية غصن الزيتون جاءت بمثابة إثبات القوة والشجاعة من قبل تركيا، والسبب خلف الصدى الذي أثارته "غصن الزيتون" لم يكن نتيجة خوف الغرب من ضربات تنفذها تركيا ضد تنظيمات إرهابية، فالتنظيمات الإرهابية تذهب وتعود، الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنين وهي تفعل ذلك، إنشاء تنظيم إرهابي بالنسبة إلى الغرب سهل بسهولة تجميع أحرفا من الأبجدية جنبا إلى جنب".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات