قيادي في الجيش الحر لأورينت: روسيا قد تلجأ للحسم العسكري بسبب سوتشي

قيادي في الجيش الحر لأورينت: روسيا قد تلجأ للحسم العسكري بسبب سوتشي
شهد ريفي حماة و إدلب في الأشهر الماضية هجمة عسكرية شرسة شنتها ميليشيا نظام الأسد والميليشيات الأجنبية مدعومة بطيران الاحتلال الروسي، تمخض عنها سيطرة القوات المهاجمة على منطقة أبو الظهور الاستراتيجية في إدلب المحافظة التي باتت تعتبر من أهم معاقل الثورة السورية ما يطرح تساؤلاً عن مصير إدلب في الأيام القادمة بعد أن توغل النظام بريفها الجنوبي. 

وحول هذا الموضوع التقت أورينت نت العقيد المنشق عن قوات النظام (مصطفى البكور) القيادي في الجيش الحر، كما تحدث (بكور ) أيضاً عن أهمية التوجه السياسي الذي تلعبه روسيا التي تحاول الانفراد بصياغة حل سياسي في سوريا يؤمن مصالحها مع الحفاظ على النظام و رأسه (بشار الأسد) كما أشار  إلى السيناريو الذي قد تتبعه موسكو في حال فشلت بجهودها الرامية لدفع المعارضة لقبول الشروط التي تنتج عن الاجتماعات التي تشرف عليها بدءا من اجتماعات أستانا وصولاً إلى سوتشي، مسلطاً الضوء على مصير ما تبقى من المناطق المحررة في ريفي حماة وإدلب. 

وفي مايلي  نص الحوار:

كيف تقرأ  سيطرة النظام والروس والميليشيات الأجنبية على مساحات واسعة من المناطق المحررة في ريفي حماة وإدلب وتزامنها مع انطلاق العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين حيث كثر الحديث عن أن ما حصل كان نتيجة اتفاقات أستانا ومقدمة لما يخطط له الروس في سوتشي نهاية الشهر الحالي ؟. ماذا بعد ريفي حماة وإدلب؟

الحقيقة كثرت التسريبات ومن مصادر مجهولة في الأيام الماضية عن هدنة طويلة الأمد ودخول تركي لمحافظة إدلب وتشكيل إدارة مدنية للمناطق المحررة ودفع الفصائل العسكرية للتحول إلى العمل السياسي والبدء بعودة المهجرين وانطلاق حملة إعادة الإعمار والكثير من التوقعات للكثير من المحللين والناشطين داخل سوريا وخارجها والتي لم تتأكد ولم يتم التحقق من صحتها حتى الآن. 

سأتحدث اليوم عن محافظة إدلب وريف حماة الشمالي والغربي الذي يمكن أن يشكل بؤرة صراع في الأسابيع القادمة بين الروس والميليشيات الأجنبية من جهة والفصائل الثورية من جهة أخرى في إطار سعي روسيا لتقليص مساحة الأرض التي تسيطر عليها الفصائل الثورية لتضييق الخناق عليها في محافظة إدلب. 

يتوقع الكثير من الخبراء العسكريين أن تكون الأيام القادمة عبارة عن استراحة للميليشيات الأجنبية لإعادة ترتيب أوراقها بعد الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها في معارك ريفي حماة وإدلب الشرقيين بينما سيستمر الطيران الروسي بشن هجماته على كافة المناطق المحررة وخاصة قبل سوتشي المزعوم لتشكيل ضغط على الحاضنة الشعبية للثورة وخاصة في المناطق التي كانت تعيش هدوءا نسبياً خلال سنوات الثورة وتحتضن الكثير من المهجرين من المناطق الساخنة. 

سيحاول الروس من خلال اجتماعات جنيف أو فيينا الحصول على ما يخططون له في سوتشي لكن هنا تحت رعاية الأمم المتحدة وهنا يتوقع أن تتدخل أمريكا وأوروبا لإفشال المسعى الروسي وقد بدأت المساعي الغربية بهذا المجال تتوضح من خلال التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين والفرنسيين حول معاقبة مستخدمي الكيماوي ورفض المشاركة بإعادة الإعمار بوجود الأسد وغيرها من التصريحات.  الأمر الذي قد يدفع المعارضة للتمسك بجنيف ورفض سوتشي تحت تأثير الضغط الأمريكي والأوروبي. إذا حصل ذلك فإن فشل جنيف في تحقيق المتطلبات الروسية سيكون محتوماً. 

وهنا من المتوقع أن تسعى روسيا إلى عقد مؤتمر سوتشي بمن يحضر من عملائها في الداخل والخارج ومحاولة تمرير ما ترغبه روسيا رغم معارضة أمريكا والغرب.

في حال نجحت الأطراف الدولية المعارضة للسياسة الروسية والتركية على حد سواء، ماذا سيكون الموقف الروسي أو السيناريو في ذلك الوقت؟ 

 السيناريو الأخطر هو أن تقوم روسيا بإلغاء سوتشي وتنتقل لمرحلة الحسم العسكري السريع المدمر باتجاه المناطق المحيطة بمحافظة إدلب الأمر الذي قد يجعلها في صدام غير مباشر مع أمريكا والغرب من خلال إعادة الغرب تفعيل برنامج الدعم لبعض الفصائل الرافضة لسوتشي ويجعل تركيا تتخلى عن اتفاقاتها مع روسيا طبعا بعد إنهاء مشكلة عفرين بذريعة عدم التزام روسيا والنظام باتفاقات مناطق خفض التصعيد مما يؤدي إلى خلط الأوراق على الساحة السورية من جديد. 

إذا  اختارت روسيا الحل العسكري لاستدراك الوقت والإجهاز على ما تبقى من مناطق محررة، برأيكم ما هي المناطق أكثر المناطق المرشحة كي  تشهد عمليات عسكرية بإدارة روسية مباشرة في البلاد ؟

في حال اختارت روسيا الحل العسكري وهو أمر غير مستبعد فمن المتوقع استخدام جبهة الساحل وريف حماه الشمالي الغربي مدخلاً لتنفيذ مخططها في الضغط على إدلب مع الاستخدام الكثيف وبشكل غير مسبوق للطيران الروسي والقوة الصاروخية الروسية من البر والبحر وكافة الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً من أجل إحراز تقدم سريع على الأرض لإحراج الغرب والتضييق على الفصائل الثورية وسيترافق ذلك بحملة إعلامية مركزة تهدف إلى دب الفتنة بين الفصائل والفصيل الذي سيكون مستهدفاً هذه المرة هو "حركة أحرار الشام" بسبب تواجدها الكبير في تلك المنطقة. 

إضافة الى تشكيل ضغط شعبي كبير على الفصائل من خلال المجازر والتهجير وأيضا تعتبر جبهة ريف حماه الشمالي الغربي من أضعف الجبهات بسبب التداخل الجغرافي لمناطق سيطرة النظام مع المناطق المحررة من خلال الهدن والمصالحات التي تم عقدها سابقا وتعتبر مدينة قلعة المضيق مثالا على ذلك حيث تعتبر ساقطة نارية بسبب تواجد قوات النظام داخلها وعلى جميع التلال المحيطة بها.

ما هو الحل الأمثل لمثل هكذا احتمال في حال قررت روسيا المضي بالحسم العسكري ؟ 

لتلافي حصول ما هو متوقع يعتقد الكثير من العسكريين  بأن القيام بعمل عسكري استباقي بفتح جبهة الساحل ونقاط تماس أخرى في مناطق متفرقة بما فيها مدينة دمشق ومحيط حلب ودرعا قبل موعد سوتشي وأثناء انعقاده سيؤدي إلى إفشال سوتشي الروسي وقلب الطاولة على مخططات الروس لإعادة تثبيت النظام وإكسابه الشرعية الروسية وتكريس الاحتلال الروسي لسوريا.

مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه أياً كانت الخسائر البشرية والمادية التي ستلحق بالسوريين نتيجة فشل سوتشي والمخططات الروسية لإبقاء الأسد ونظامه ستكون أهون على الشعب السوري من تمكن نظام الأسد والميليشيات الطائفية متعددة الجنسيات وعصابات الشبيحة والمرتزقة إعادة السيطرة على كامل التراب السوري لأن الملايين المهجرة لن يسمح لها بالعودة والملايين التي تعيش حالياً تحت سيطرة النظام سيتم تهجيرها بعد ارتكاب العديد من المجازر بحقها وكل ذلك في سبيل إنشاء وتمكين المجتمع المتجانس الذي بشر به بشار الأسد.

التعليقات (2)

    د الخطيب

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    انتم تريدون اطالة امد الحرب وقتل المزيد من سوريين ولا يهمكم لا دولة ولا غيره

    محي

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    سبحان الله نحمل من لاذنب له مسؤولية القتل في حين ان من بادر بالهجوم على ادلب والغوطة لايتحمل وزر المشكلة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات