السويد تخلع ثوب الحياد.. وتستعد لمواجهة روسيا!

السويد تخلع ثوب الحياد.. وتستعد لمواجهة روسيا!
بعد مرور عشرات السنين على التزامها سياسة "عدم الانحياز" في السلم، و"الحياد" زمن الحرب، تتجه السويد، ثالث أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة، إلى تغيير سياساتها الخارجية والاستعداد لحرب محتملة مع روسيا.

وتستعد الحكومة السويدية لطباعة كتيبات تعليمية تحتوي على إرشادات بخصوص التصرف في حال حدوث حرب في البلاد وتوزيع تلك المطبوعات على مواطنيها، بحسب ما نقله موقع يورو نيوز.

كتيب إرشادي حربي

عنوان الكتيب الإرشادي "إذا حصلت أزمة أو حرب"، سيتم توزيعه على نحو 4.7 مليون منزل، ويضم مجموعة من المعلومات والنصائح للمواطنين حول مشاركتهم في حمايتهم لأنفسهم وللبلاد، بالإضافة إلى سلسلة من الإجراءات المتعلقة بكيفية استعدادهم للحرب من ناحية تخزين المؤن من غذاء وماء وحتى الملابس.

وتشرح مديرة هذا المشروع التوعوي الصادر عن وكالة الطوارئ المدنية في السويد "كريستينا أندرسون" الهدف الأساسي وراء إطلاق هذه الكتيبات: "يجب على جميع المواطنين وليس الجيش فحسب، أن يكونوا مستعدين في حال حدوث حرب. فالبلاد لم تسمع عبارات مثل: إنذار حرب أو استنفار منذ خمس وعشرين أو ثلاثين سنة وربما أكثر، وهذا يعني أن الناس حالياً لا يمتلكون الخبرة المطلوبة".

يحتوي الكتيب أيضاً على ملحق يشرح للسويديين كيفية التصرف وإجراءات الأمان في حال حدوث هجوم إرهابي أو كارثة طبيعية وعن كيفية التعامل مع الإشاعات والأخبار الكاذبة.

يقول مارتن كراغ، مدير مشروع الدراسات الروسية في المعهد السويدي للعلاقات الدولية في حديثه مع نيويورك تايمز: "نحن نتوقع الآن حدوث ما كان غير محتمل منذ خمس سنوات مضت، حتى ولو كان احتمال حدوثه ضعيفاً. إنها سياسة إجراءات مختلفة".

جدير بالذكر أن هذا الكتيب التعليمي هو إعادة إصدار مستحدثة لمنشورات تم توزيعها في السويد خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن توقفت طباعتها عام 1991 مع نهاية الحرب الباردة.

مخاوف سويدية

تشعر السويد بالقلق جراء تصرفات روسيا مؤخراً في أوروبا، بدءاً من دعمها للانفصاليين الأوكرانيين وضم شبه جزيرة القرم، واختيارها لإجراء تدريباتها العسكرية في أماكن حول البلطيق والدول الاسكندنافية.

وقامت الحكومة السويدية في فبراير/ شباط 2015، وللمرة الأولى منذ 10 سنوات، بتعزيز الإنفاق الدفاعي بمقدار 720 مليون دولار أمريكي على مدار 5 سنوات، وتجنيد قواتها بهدف حشدها في مناطق استراتيجية كجزيرة غوتلاند ببحر البلطيق، بحسب وكالة الأناضول.

كما أعادت في مارس/ آذار الماضي فرض التجنيد الإلزامي لكل من الرجال والنساء؛ بسبب ما وصفه وزير الدفاع بيتر هولتكفيست، حينئذ، بالوضع الأمني المتدهور في أوروبا وحول السويد.

وألغت السويد نظام التجنيد الإلزامي للرجال عام 2010 عندما كان يوجد ما يكفي من المتطوعين لتلبية احتياجات الجيش، فيما لم تفرض السويد تجنيداً إلزامياً على النساء من قبل.

وفي عام 2017 قامت السويد بالمشاركة في مناورات عسكرية مع عدة دول كالولايات المتحدة الأمريكية وفنلندا والدانمارك وإستونيا والنرويج وفرنسا. 

ومع أن السويد ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لكنها لا تتوانى عن المشاركة في عمليات عسكرية مختلفة يقودها الحلف وتتمتع بعلاقات جيدة معه من خلال مشاركتها بحلف السلام ومجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية.

الروس غاضبون

السفير الروسي لدى السويد، فيكتور تاتارينتسيف، أعلن بداية العام الجاري، أنه في حال انضمام السويد إلى حلف الناتو، فإن بلاده ستضطر لتغيير خططها العسكرية لحماية نفسها من أي هجوم من قبل الحلف.

وقال السفير الروسي في حديث لصحيفة "داغينس اندوستري" رداً على سؤال حول رد فعل بلاده في حال رغبت السويد بالانضمام إلى الحلف: "واضح أن روسيا لن تقفز فرحاً وسعادة من مثل هذا القرار، لكن من جهة أخرى، سيكون هذا قراراً سيادياً للشعب السويدي". وأضاف: "سيتغير الوضع راديكالياً بالنسبة لتخطيطنا العسكري. إذا طرأ مثل هذا الوضع فسنضطر لاتخاذ تدابير لحماية أنفسنا من هجوم الناتو من الأراضي السويدية".

وافتتح (الأحد) الماضي المؤتمر السنوي السويدي لشؤون الأمن شمالي السويد "الشعب والدفاع"، حيث شارك الأمين العام لحلف الناتو بالمؤتمر. وتحدث تتارينتسيف للصحيفة عن أن السفارة حاولت منذ الربيع الماضي، أن تحصل من المنظمين على دعوة للخبراء العسكريين الروس، لكن دون جدوى، وقال السفير: "إذا كان الناتو هناك، فيجب أن تكون روسيا أيضاً حاضرة. إذا كانت السويد مستقلة عن التحالفات فيجب مراعاة الالتزام بالتوازن".

وكانت روسيا قد اختبرت لأكثر من مرة باختبار دفاعات الدول الاسكندنافية، من خلال إرسال طائرات مقاتلة بالقرب من حدود تلك الدول. وبدأ الجيش السويدي استعداداته لمعركة محتملة بين 2016 و2020، ليكون جاهزاً في حال وقوعها، وهي المرة الأولى منذ فترة بعيدة، التي يصرّح فيها مسؤول عسكري سويدي أن البلاد قد تكون على وشك الدخول في حرب.

آخر الحروب

آخر حرب خاضتها السويد كانت عام 1814، عندما أجبرت السويد جارتها النرويج بالوسائل العسكرية على عقد اتحاد استمر حتى عام 1905

وظلت السويد "رسمياً" على الحياد خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، على الرغم من أن حيادها خلال الحرب العالمية الثانية كان موضع جدل. إذ وقعت السويد تحت النفوذ الألماني لفترة طويلة من الحرب، وانقطعت علاقاتها مع بقية العالم بسبب الحصار، واضطرت لتوريد الصلب وقطع الآلات لألمانيا طوال فترة الحرب.

التعليقات (1)

    فارس

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    التقرير نسي يذكر ان السويد كانت الدولة الوحيدة في التاريخ التي احتلت اجزاء من روسيا، الامر الذي عجز عنه كل من نابليون وهتلر. الجيش الفرنسي والالماني عجز عن التعامل مع البرد الشديد، بينما السويدي معتاد عليه، ربما هذا كان السبب. وايضاً لنتذكر بأن حرباً قد قامت بعد الحرب العالمية الثانية ما بين روسيا وفنلندا، فقدت فيها روسيا العديد من القتلى ولم تنجح في احتلال سوى جزء تافه من فنلندا
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات