أورينت تفتح ملف الأدوية الإيرانية "الفاسدة" في سوريا

أورينت تفتح ملف الأدوية الإيرانية "الفاسدة" في سوريا
بعد انقطاع أدوية الكلى المستوردة منها والمصنعة محلياً عن الأسواق في سوريا، لم يجد (زاهر) أمامه إلا الاعتماد على الأدوية الإيرانية والتي لم تكن بالفعالية المطلوبة حتى انتهى الأمر به إلى قسم غسيل الكلى. حال أبو جود، 64 عاماً، لا يختلف كثيراً عن حال زاهر، حيث يواظب على تناول دواء لضغطه المرتفع، إلا أن أدوية الضغط بات أيضاً نادرة في السوق، دفعته قلة الخيارات المتاحة للاعتماد على البديل الأجنبي المنتج في إيران والنتيجة أن أدى به ارتفاع الضغط التدريجي دون أن ينتبه لغياب فعالية الدواء الجديد إلى تأذي شبكية عينيه وتراجع نسبة الرؤية لديه إلى 18% فقط.

أطباء يحذرون من الأدوية الإيرانية

ويقول الدكتور صابر – اسم مستعار- من مستشفى المجتهد بدمشق لـ (أورينت): "إن قسم الكلية استقبل نحو 37 حالة مشابهة لحالة زاهر كان السبب الرئيس فيها انعدام فعالية الأدوية البديلة التي اعتمدتها وزارة الصحة عوضاً عن الأدوية الأوروبية التي لم يعد بالإمكان استيرادها، وهنا يجب على الأطباء في المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني أن تدق ناقوس الخطر بخصوص الأدوية الحساسة التي يؤدي الخلل بها إلى مضاعفات لا يمكن تلافيها بعد فوات الآوان مثل أدوية الكلية والانسولين وأدوية الأمراض المزمنة".

الصيدلاني عبد الحميد يعمل لدى شركة آسيا للأدوية في ريف دمشق، يقول: "وزارة الصحة حاولت الحصول على الأمصال الأولية من خلال السوق الإيرانية والروسية لكن الأصناف كانت رديئة، كما سمحت حكومة النظام – بشكل غير مباشر- لشركات الأدوية بتصدير الدواء للسوق العراقية وذلك بهدف إدخال القطع الأجنبي للبلد عبر خط من دمشق إلى مطار القامشلي ومن ثم للعراق عبر خط بري".

الحرس الثوري والقطاع الطبي

لا تقف هيمنة وصلاحيات الحرس الثوري الايراني على السلاح والتجنيد فقط وارسال المليشيات، وإنما تصل هيمنته إلى إجبار حكومة النظام بشراء الدواء من معامل خاصة به داخل إيران (منها معمل في بندر عباس وأصفهان) وذلك عبر خطوط الائتمان التي بظاهرها توحي بالمساعدة للنظام وفي مضمونها تظهر بأنها تصريف لبضائع كاسدة لقبض ثمنها ملايين الدولارات من النظام، وظهر ذلك جلياً بالاتفاق الموقع آنذاك بين رئيس حكومة النظام في 2012 وائل الحلقي ورئيس مجلس إدارة شركة "أبرار" الإيرانية القابضة، محمد تقي حسيني، لتمرير هذه الصفقات.

نظرية المؤامرة

 

وكعادته النظام يحاول أن يرمي بكل فساده على إسرائيل حيث أكد مصدر مسؤول من "وزارة الصحة" دخول كميات من الدواء نوع "باراسيتامول" مصدره إسرائيل نوع B500  ذو لون أبيض ناصع، مشيراً إلى أن الدواء دخل عن طريق الحدود الأردنية وهو نوع يحتوي على فيروس "ماشبو" الذي يعتبر من أخطر الفيروسات على الإطلاق.

صناعة الأدوية تحتضر

وتراجعت نسبة صناعة الدواء في المعامل المحلية من 93% في 2010 إلى 17% بالوقت الحالي، وذلك فقاً لتقارير وزارة الصحة التابعة للنظام، وأدى ذلك إلى خلق مشكلة صحية، نتيجة نقل غالبية المعامل أنشطتهم إلى الدول المجاورة. 

وهذا ما يؤكده الدكتور زهير فضلون رئيس المجلس العلمي للصناعات الدوائية، حيث قال: "إن كل من يسعى لعرقلة إنتاج الدواء المحلي فإنه يشجع الاستيراد الذي يجب أن نقلل منه لكوننا في حالة حرب، وهذا المستورد تكلفته أعلى من المحلي حوالي 12 ضعفاً، وتقلبات سعر الصرف تهدد المعامل بتوقف الإنتاج لكونها تبيع بخسارة".

يذكر أن أمين سر نقابة الصيادلة في سورية طلال العجلاني قال في شهر حزيران الماضي إن النقابة بصدد إعداد مؤتمر مع الجانب الإيراني يتعلق بإنتاج الأدوية في سورية، وقال العجلاني: "إن كوبا أبدت استعدادها لتقديم امتيازات من خبراء ومستلزمات للمساهمة في تطوير إنتاج الأدوية في سورية، معتبراً أن ذلك يساهم إلى حد كبير في عودة سورية إلى وضعها الطبيعي في الإنتاج".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات