نيويورك تايمز: حرب ترامب الآن هي سوريا

نيويورك تايمز: حرب ترامب الآن هي سوريا
على ضوء إعلان الولايات المتحدة عن خطة لإنشاء قوة عسكرية جديدة لها في سوريا، نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) بافتتاحيتها مقالاً يتناول مضمون هذا الإعلان بعد هزيمة "داعش" وتأثيره على السياسية الأميركية.

الإعلان المفاجئ

وأشارت الصحيفة إلى أن دونالد ترامب حذر من الحروب الخارجية، عندما كان مرشحاً للانتخابات الأمريكية لا سيما في سوريا، إلا أنه وبعد عام على رئاسته يضيف ترامب سوريا إلى قائمة الصراعات المفتوحة، والتي تضم كلاً من أفغانستان والعراق. 

وتساءلت (نيويورك تايمز) عن سبب عدم إعلان ترامب خطته عن طريق الكونغرس لطلب السلطة اللازمة والتمويل للتواجد العسكري في سوريا. حيث تم إعلان خطته الجديدة عن طريق خطاب لوزير الخارجية (ركس تيلرسون) في معهد هوفر بجامعة ستانفورد والذي أوضح فيه أن "الولايات المتحدة ستبقي تواجد عسكري لها في سوريا يركز على عدم عودة داعش وظهورها مرة أخرى" وأضاف "أن مهمة الجيش الأمريكي في سوريا ستبقى حسب الظروف" بعبارة أخرى ما قصده وزير الخارجية أن هذه القوات لا يوجد موعد محدد لرحيلها أو معايير معينة يتم قياس بها مدى نجاح مهمتها.

 

ما هو سقف هذه القوات؟

ارتفع عدد القوات الأمريكية المتواجدة إلى حوالي ألفي مقاتل بعد أن كان هذا العدد يصل إلى 500 مقاتل في العام الماضي يتألف من خليط من القوات تضم وحدات هندسية ووحدات مهام خاصة تقاتل وتدرب ميليشيات محلية في حربها ضد تنظيم داعش.  وتساءلت الصحيفة ما الضامن أن الرقم لن يكون أعلى والمهمة لن تصبح أكثر عمقاً. سوريا مشكلة معقدة. وهذه الخطة تبدو ضعيفة، وتعتمد بشدة على العمل العسكري، وتغذيها التمنيات.  

وأوردت (نيويورك تايمز) أن الهدف من مبادرة الجيش الأمريكي في سوريا كان لمواجهة "داعش" والذي اجتاح مناطق واسعة في سوريا والعراق في 2014. هذه المبادرة التي بدأت فيها إدارة أوباما واستمرت فيها إدارة ترامب حررت أكثر من 98% من المناطق التي كانت سابقا تحت سيطرة "داعش" كما خلصت أكثر من 7.5 مليون شخص من قبضة التنظيم الوحشية. 

تكرار سياسة إدارة أوباما

وعبرت الإدارة الحالية للبيت الأبيض، عن رغبتها بتجنب أخطاء ارتكبتها إدارة أوباما، والتي أدت أوامره بسحب القوات من العراق إلى ظهور المتطرفين. بالإضافة إلى خذلان الحلفاء الأوروبيين في إعادة الاستقرار إلى ليبيا بعد ضربات "الناتو" والتي أدت إلى إسقاط القذافي. وتضيف الصحيفة أن الأهداف في سوريا متغيرة وغير قابلة للتحقيق، الأمر الذي يترك القوات الأمريكية هناك إلى الأبد. مع ذلك أكد (تيلرسون) عزم الإدارة الحالية على تحويل هزيمة تنظيمي (داعش) و(القاعدة) إلى "هزيمة دائمة" والتأكيد على أن سوريا "لن تتحول مجدداً" إلى ملاذ آمن للإرهابيين. كما أنه يريد حل النزاع في سوريا من خلال عملية سياسية تنتج سوريا مستقرة مع رحيل بشار الأسد.

وبحسب الصحيفة فأن الحل الذي حاول تطبيقه أوباما في سوريا لإنهاء الصراع بين النظام والثوار، لن يكون سهلاً الآن مع وجود دعم كبير للنظام من قبل الروس والإيرانيين. الأمر الذي يجعل من الصعب أن تختلف سياسة ترامب في نتائجها عن سياسة أوباما.

الاصطدام مع تركيا

تقارير عديدة، تفيد أن الأميركيين، سيستخدمون 2000 جندي لتدريب حلفائهم في الحملة المناهضة لتنظيم "داعش" والمقاتلين الأكراد في شمال سوريا الذين يشكلون غالبية قوات الحدود التي يبلغ عدد أفرادها 30 ألف فرد والتي ستكلف بحماية الجيب الكردي، كل هذا يثير احتمالا قاتما بأن تتصارع القوات الأمريكية مع تركيا، حليفة "الناتو".

"كيف لا تتحول هذه إلى حربا لا نهاية لها؟" سأل السيناتور (توم أودال) مسؤول وزارة الخارجية (ساترفيلد)، الذي أجاب ببعض العبارات السياسية العامة.  إلا أنه وبحسب (النيويورك تايمز) فالشعب الأمريكي يستحق إجابة حقيقية على هذا السؤال.

للاضطلاع على المقال الأصلي:

اضغط هنا

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات