المرشد الإيراني يحجّم نفوذ ميليشيا الحرس الثوري

المرشد الإيراني يحجّم نفوذ ميليشيا الحرس الثوري
أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتمي أن المرشد الإيراني علي خامنئي أمر ميليشيا الحرس الثوري بتخفيف قبضتها على الاقتصاد.

تأتي تصريحات حاتمي بعد احتجاجات على الوضع المعيشي أوقعت عشرات القتلى والجرحى فضلاً عن اعتقال الآلاف، وشهدت أيضاً ترديد شعارات مناهضة للنظام، علماً أن الرئيس حسن روحاني كرّر دعوته "الحرس الثوري"، الذي يسيطر على ثلث اقتصاد البلاد، إلى تخفيف تدخله بحسب ما نقلته وكالة اسيوشيتد برس.

وقال حاتمي لصحيفة "إيران" إن خامنئي أمر الجيش الإيراني والحرس الثوري بالنأي عن النشاطات الاقتصادية غير المرتبطة مباشرة بعملهما، مضيفاً: "نجاحنا يعتمد على شروط السوق".

وأشار إلى مؤسسة "خاتم الأنبياء" للبناء، والتي تضمّ 135 ألف موظف، ينشطون في التنمية المدنية وقطاعَي النفط والدفاع.

وكان خامنئي اعتمد على وسطاء لنقل أفكاره في شأن مسائل مثيرة للجدل، لا سيّما بعد الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009. لكن ميليشيا الحرس الثوري انتقدوا أي محاولات للمسّ بحصتهم في الاقتصاد، منذ إبرام الاتفاق النووي مع الدول الست عام 2015.

ومكّنت السلطات الرسمية ميليشيا الحرس الثوري من توسيع نشاطاته إلى المؤسسات الخاصة، بعد الحرب الإيرانية– العراقية (1980-1988)، والتي باتت تدير مرافئ وشبكات اتصالات، إضافة إلى جراحات للعين بواسطة الليزر.

وتقدّر "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" (مقرّها واشنطن) أن ميليشيا الحرس تسيطر على "20-40 في المئة من الاقتصاد" الإيراني، من خلال نفوذها في 229 شركة.

في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي تقديم تقرير لروحاني عن "الأحداث والاضطرابات الأخيرة في البلاد". وأضاف: "وفقاً لمعلومات الأجهزة الأمنية والشرطة، حُدِدت جذور الاضطرابات، وقُدِمت اقتراحات للحؤول دون تكرارها"، بحسب ما نقلته صحيفة الحياة.

أتى ذلك بعد ساعات على إعلان المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي "إصدار 54 لائحة اتهام في حق متهمين" بإثارة الاحتجاجات. وذكر أن عدد الموقوفين تراجع إلى أقلّ من 20 شخصاً"، لافتاً إلى أن قراراً في شأنهم سيُتخذ هذا الأسبوع، على حد زعمه.

أما وزير الاستخبارات محمود علوي، فتطرّق إلى الاضطرابات مقرّاً بأن "بداية الأزمة لم تنجم عن ممارسات الأعداء"، ومستدركاً أن "هؤلاء عمدوا إلى توسيع الاحتجاجات". 

ونبّه إلى "مشكلات تطرأ نتيجة الاستياء من الوضع المعيشي، ومعضلات اجتماعية أخرى"، لافتاً إلى إن "معالجتها ممكنة بواسطة استثمارات اقتصادية واستخدام سبل عقلانية أخرى".

واعتبر وزير الاستخبارات أن "الشعب الإيراني امتنع عن مرافقة الفوضويين، في ضوء ثقته بالنظام، فيما حاول أعداء بغيضون إثارة الأجواء وتضخيم الاضطرابات ونشرها في البلاد". وشدد على أن «النجاح في إنهاء هذه المعضلات في غضون 5 أيام جسّد اقتدار» النظام.

وكانت عشرات المدن الإيرانية قد شهدت الشهر الماضي مظاهرات عارمة ضد النظام في طهران جراء غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار سرعان ما تحرك الأمن الإيراني لقمعها واعتقل الآلاف من المتظاهرين، الذين رفعوا شعارات مناهضة لسياسات نظام الملالي في كل من سوريا ولبنان واليمن، وداعية إلى الاهتمام بالأمور المعيشية الداخلية للشعب الإيراني. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات