أورينت استبقت الكارثة.. هكذا يقع السوريون ضحايا الموت على الحدود اللبنانية!

أورينت استبقت الكارثة.. هكذا يقع السوريون ضحايا الموت على الحدود اللبنانية!
أثارت صور أجساد السوريين الممددة بلا حراك في جرود الجبال الشرقية على الحدود مع لبنان حالة من الصدمة والألم، حيث توفيت عدة عوائل مع أطفالها تجمداً وهم يحاولون التسلل إلى لبنان بسبب منع الدخول عبر الطرق النظامية.. وذكرت قوى الدفاع المدني اللبناني أنها وجدت تسع جثث لسوريين وتستمر في البحث عن آخرين.  

برنامج هنا سوريا كان قد تناول في حلقته بتاريخ 17-1-2017 هذه المعاناة قبل الكشف عن الكارثة التي حدثت، إذ وصلت إلى البرنامج رسائل عديدة تطرح هذه الأزمة الإنسانية نتيجة الإجراءات المعقدة والشروط التعجيزية التي تضعها الحكومة اللبنانية بشأن دخول السوريين إلى لبنان، وهو ما يجعل السوريين الهاربين من القتل في سوريا فريسة لعصابات التهريب وقطّاعي الطرق، يستغلون حاجة السوريين بالدخول للأراضي اللبنانية، قبل أن يقوموا بسرقة ما بحوزتهم من أموال ومقتنيات وتركهم بالعراء تائهين بين حدود البلدين.

تورط مسؤولين في الأمن العام!

واستضافت مقدّمة البرنامج أحلام طبرة الناشط فواز أحمد الحمد وهو أحد الذين تعرضوا "للنهب والابتزاز" من قبل تلك العصابات، حيث تحدث عن تركيبة هذه العصابات وطريقة عملها، وقال "يعمل المهربون بشكل هرميّ، حيث يكون ورأس الهرم على علاقة مباشرة بأحد المسؤولين في الأمن العام اللبناني ومحمي من قبلهم، وتحت هذا الرأس مجموعة من الأشخاص تحت إمرته يطلق عليهم اسم "الرعاة"، مهمتهم البحث عن السوريين الذين منعتهم السلطات اللبنانية من الدخول للأراضي اللبنانية لعدم استيفاء الشروط".

وتابع الحمد: "يتواصل الراعي مع الأشخاص المضطرين للخروج من سوريا، ويتفق معهم على مبلغ يتراوح ما بين الـ 100 – 300 دولار أمريكي، وبعد الاتفاق على المبلغ يقوم بإبلاغم بنقطة ووقت التجمع، ثم يتم الاجتماع ويأخذ المبالغ المالية، فيقوم "الراعي" بالجري بين الجبال الحدودية، ومن يستطيع اللحاق به يصل إلى الداخل اللبناني أيّ إلى المخيمات، وغالباً ما يقوم "الراعي" بتمويه من خلفه ومحاولة التخلص منهم بأي طريقة كانت، ومن يبقى معه من السوريين الفارين يقوم بتسليمهم لـ مُهرب آخر وهكذا حتى يصل القليل منهم لمبتغاه".

فرائس في شباك المهربين!

وأضاف الحمد أن العديد من السوريين الذين يقعون في شباك هؤلاء المهربين يكون مصيرهم إما الوفاة جراء البرد والإرهاق أو القتل عمداً ومنهم من تعرض للاغتصاب.

وتحدث الحمد عن موقف تعرض له أثناء عبوره الحدود مع أحد "الرعاة" وكيف قام بالتخلي عنهم قبل أن يوقفهم أحد قطاعي الطرق ويطلب منهم خلع ملابسهم وتسليم أوراقهم الثبوتية وجميع ما لديهم، الأمر الذي دفعه للهروب وحده بين الجبال.

وبحسب الحمد، تجري عملية التهريب من سوريا إلى لبنان عبر طريقتين، فهناك مهربون يقومون بإدخال السوريين دون المرور بالنقاط الحدودية في كلا البلدين، وهذه الطريقة مكلفة إذ تبدأ بـ 2000 دولار أمريكي، فيما تتمثّل الطريقة الأخرى بالتسلل عبر مهربين بين الحدود.

إشكالية الإجراءات المعقدة!

كما استضافت الحلقة الكاتب الصحفي أحمد القصير الذي قال "إن عصابات تهريب البشر بين سوريا ولبنان ظاهرة قديمة ومتواجدة منذ زمن طويل، كون الحدود بين البلدين طويلة والمسالك والثغرات فيها كثيرة، وبحسب القصير فإن هذه العصابات تتبع لمافيات وليس بالضرورة أن تكون على علاقة بالأجهزة الأمنية.

وأضاف القصير، أن السوريين يلجؤون للمهربين بسبب الإجراءات المعقدة والتكلفة المالية الكبيرة التي تفرضها الجهات الأمنية اللبنانية لدخول السوريين، وطالب القصير السلطات اللبنانية بتسهيل مرور السوريين وتوعيتهم من قطاعي الطرق والمهربين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات