ثلاثة أهداف وراء الإصرار الإيراني على احتلال منطقة الحص في ريف حلب

ثلاثة أهداف وراء الإصرار الإيراني على احتلال منطقة الحص في ريف حلب
تمكنت قوات نظام الأسد والميليشيات الأجنبية المساندة لها بعد قرابة الـ100 يوماً من المعارك الضارية مع الفصائل المقاتلة من السيطرة على مواقع هامة في ريف حلب الجنوبي معتمدة على الدعم الجوي الروسي المكثف الذي ساندها منذ اليوم الأول رغم دخول المنطقة بـ"اتفاق خفض التصعيد" بحسب ناشطين. وبهذه السيطرة قلّصت قوات النظام المسافة التي كانت تفصلها عن مطار أبو الظهور العسكري الذي يُعد أحد أهدف إيران الثلاثة التي ستحققها في حال تمكنت من الهيمنة بشكل كامل على منطقة الحص بحسب المحلل السياسيي سعد الوفائي.

وتحدث مراسل أورينت إبراهيم الخطيب (الخميس) عن تركز المعارك في ريف حلب الجنوبي حول منطقة هوبر وتلة أبو رويل التي كانت تشكل خط الإمداد الوحيد إلى منطقة الحص الإستراتيجية وتل الضمان ومناطق الحاجب التي تعتبر بحكم الساقطة بيد النظام مما ساهم في تطويق مطار أبو ظهور العسكري من جهة الجنوب الشرقي حيث أصبح محاطا من 3 جهات. 

وفي هذا الإطار، أوضح القيادي في "الفرقة 23" التابعة للجيش الحر (خلدان) الطريقة التي اتبعها النظام للتوغل بريف حلب الجنوبي. وقال لأورينت نت "نتيجة لارتفاع حدة المعارك التي صد من خلالها الثوار محاولات الميليشيات الإيرانية التقدم. استخدمت روسيا كما المعتاد سياسة الأرض المحروقة عبر قصف مواقع المدنيين والفصائل بشكل متواصل بالصواريخ الفراغية وبالقنابل المحرمة دولياً مدمرة البيوت المدارس والمستشفيات فوق رؤوس الناس".

خطة النظام العسكرية

وبحسب (خلدان) أفشلت الفصائل مرات عدة هجمات النظام منذ منتصف الشهر التاسع  2017 والتي كانت تبدأ عبر الدبابات والقوات الأرضية بغية تطويق المنطقة من اتجاه خناصر - أبوظهور، ما دفعه (النظام) لتغيير خطته والهجوم من اتجاه أبودالي - مطار أبوظهور ما أدى لمحاصرة منطقة جبل الحص لقلة عدد الثوار وضعف إمكانياتهم التي لا تقارن بما تملكه قوات النظام التي تقدمت إلى جبل الحص وفتحت جبهة جديدة باتجاه أبو ظهور من جهة الشرق إضافة للجهة الجنوبية والجنوبية الغربية.

وأضاف القيادي، أن الفصائل أعادت انتشارها في خطوط دفاعية جديدة على تلة الشهيد والعطشانة وفتحوا جبهة جديدة لصد النظام من الشرق. مؤكداً تشكيل غرفة عمليات جديدة وتمكنها من استعادة عدد من القرى والنقاط التي خسرتها في الأيام السابقة.

أهمية المنطقة

تعد منطقة الحص بريف حلب الجنوبي من المناطق الجبلية الهامة كونها تشرف من الشرق على مملحة الجبول وعلى سهل البادية من الجنوب وعلى سهل المتخ حتى أبو ظهور من الغرب ومن الشمال تشرف على معامل الدفاع والسفبرة ومما يزيد في أهميتها هو تداخل الجبال والهضاب والوديان والسهول والممرات في طبيعتها مما يشكل عدة عقد ربط بين الطرق التي تسيطر على مداخل المنطقة.

من جانبه، رأى الناشط الإعلامي في ريف حلب، ياسين أبو رائد أن أهمية منطقة الحص تكمن في تأمين مدينة حلب من الجهة الجنوبية. وقال لأورينت نت "في عام 2016 تعرضت أهم قطعات النظام العسكرية للهجوم من الريف الجنوبي مثل الراموسة وغيرها لذلك النظام يعمل على تأمينها".

وأضاف أن الغرض الآخر هو عزل مطار أبو الظهور في إدلب أو رصده نارياً، أما الأهمية الأخيرة بحسب أبو رائد هي السيطرة على منطقة الحص وجعلها نقطة انطلاق لعمليته العسكرية باتجاه بلدتي كفريا والفوعة (ذات الغالبية الشيعية ) المواليتين للنظام.

أهداف إيران

وعن تداعيات التوغل الإيراني في الريف الحلبي عبر الميليشيات الأجنبية المدعومة بالطائرات الروسية، بين المحلل السياسي سعد الوفائي أن هناك ثلاث غايات تسعى إيران لتحقيقها: أولها السيطرة على أبو الظهور والثانية جعل منطقة الحص نقطة انطلاق باتجاه كفريا والفوعة والأخيرة تتمثل في شقين الأول إصرار إيران على خلق التوتر في "مناطق خفض التصعيد" والثاني ربط دمشق وحلب عبر سكة حديد الحجاز. 

وقال المحلل السياسي لأورينت، إن "ما يحصل من معارك في أرياف حلب وإدلب وحماة -رغم دخولها في مناطق خفض التصعيد- يقع في إطار التسابق على تحسين المواقع على الأرض بين الدول المتنازعة على النفوذ في سوريا، فالجميع يخشى أن ينجح أياً من المسارات (سوتشي، استانا، جنيف) في وقف الصراع دون أن تكون مناطقه هي الأفضل، فهذا سيضعف موقفه وموقف حلفائه في المفاوضات التي يمكن أن تلي وقف إطلاق النار او وقف الصراع". واصفاً إيران بالحلقة الأضعف في الصراع الدولي والإقليمي الجاري على الأرض السورية.

2018 عام المعارك

وتوقع الوفائي، أن يكون 2018 عام عودة المعارك على الأرض السورية. وأوضح أن إيران تسعى للسيطرة على مطار أبوظهور لجعله قاعد عسكرية بدلاً من قاعدة عزان التي تنطلق منها في الوقت الحالي وهذا سيجعلها مؤهلة للانطلاق باتجاه الفوعة في حال رغبت في ذلك، بحسب قوله.

وأضاف أن "السعي الإيراني سيحسن من وضع حليفه الهش (نظام الأسد) إذ سيربط بين دمشق وحلب عبر سكة حديد الحجاز ويعيد شريان اقتصادي هام للجريان". 

اختلاف في وجهات النظر

في هذا الإطار أوضح المحلل السياسي أن ماتقوم به إيران عبر ميليشياتها في ريف حلب لا يعجب تركيا، معتبراً أن مطار أبو الظهور نقطة استراتيجية هامة لها (تركيا) خاصة وأنه لم يكن هناك موافقة تركية على رغبة روسيا وإيران بالسيطرة على منطقة شرق السكة.

وأردف قائلاً "في الواقع هناك خلاف كبير في وجهات النظر حول نتائج مسار أستانا بسبب نتائجه الضبابية، والتي لم تحقق غايتها للمشاركين به أو حتى لمن كان خارجه كواشطن التي بدأت تشعر بأن إيران تتغول فانطلقت تتكلم عن 30 ألف جندي مدرب من قبلها". 

وختم وفائي كلامه بالقول "من المعلوم أن إيران وفي أكثر من مرة حاولت إعادة التوتر لمناطق خفض التصعيد لأنها لم تكن راضية عما اتفقت عليه كل من تركيا وروسيا. في الوقت الذي تتكلم في واشطن عن حد تمدد الإيرانيين في سوريا".

XMeUaC7lJ_o

التعليقات (1)

    محمد صباغ

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    مكروا ويمكر الله والله خيرو الماكرين الله
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات