وزير الخارجية الأمريكي: قواتنا باقية في سوريا لتحقيق هذه المهام

وزير الخارجية الأمريكي: قواتنا باقية في سوريا لتحقيق هذه المهام
أعلن وزير الخارجية الأمريكي (تيري تيلرسون) أن الوجود العسكري لبلاده في سوريا سيستمر دون أن يحدد سقفاً زمنياً لهذا التواجد، وأكد على ضرورة رحيل بشار الأسد في "نهاية المطاف" ومواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في سوريا.

التحلي بالصبر

تصريحات تيلرسون جاءت في خطاب يتعلق بالسياسة الأميركية حيال سوريا ألقاه (الخميس) في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا، وأكد تيلرسون أن بلاده تسعى بالسبل الديبلوماسية لخروج الأسد من السلطة لكنه دعا إلى التحلي بما سماه "الصبر" من أجل ذلك موضحاً أن الدعم الإيراني الروسي للأسد زاد من قوته ولن يترك السلطة الآن على الأرجح.

وقال تيلرسون إن إجراء انتخابات حرة تتسم بالشفافية يشارك فيها السوريون الذين يعيشون بالخارج "ستؤدي إلى رحيل الأسد وعائلته عن السلطة بصورة دائمة، هذه العملية ستستغرق وقتا وندعو إلى الصبر على رحيل الأسد وإرساء قيادة جديدة"، مضيفاً أن التغيير "المسؤول" ربما لا يأتي "على الفور مثلما يأمل البعض وإنما من خلال عملية تدريجية تشمل إصلاح الدستور وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. لكن هذا التغيير سيأتي".

"لن ندفع دولاراً واحداً"

وأكد تيلرسون على أن قيام "سورية مستقرة وموحدة ومستقلة، يتطلب بنهاية المطاف قيادةً لما بعد الأسد"، معتبرا أن "رحيل الرئيس السوري في إطار عملية السلام التي تقودها الامم المتحدة سيخلق الظروف لسلام دائم"، كما اعتبر أن "الوجود الأميركي على المدى الطويل في سورية، سيساعد ايضا السلطات المدنية المحلية والشرعية على ممارسة حكم مسؤول في المناطق التي تم تحريرها".

وأشار وزير الخارجية الأمريكية إلى أن بلاده لن تعطي دولاراً واحداً لإعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وتشجّع حلفاءها على أن يحذو حذوها، وطلب بالمقابل من الدول مواصلة الضغط الاقتصادي على الأسد مع توفير المساعدات للمناطق التي خرجت من تحت سيطرة تنظيم "الدولة".

لن نكرر أخطاء الماضي

وعن الوجود العسكري لبلاده في سوريا أكد تيلرسون أنه في حين أن جانباً كبيراً من الاستراتيجية الأمريكية سيركز على الجهود الدبلوماسية فبلاده ستحتفظ بوجودها العسكري في سوريا "فلنكن واضحين: سوف تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في سوريا، يركز على ضمان عدم عودة ظهور تنظيم داعش"، مضيفاً أن الحفاظ على وجود عسكري ودبلوماسي أميركي في سوريا أمر أساسي لمصلحة الأمن القومي الأميركي وأن بلاده لن تسمح بتكرار الأخطاء السابقة "كما في العام 2011، عندما سمح الخروج المبكر من العراق لتنظيم القاعدة بأن يبقى على قيد الحياة".

كما أكد الوزير الأمريكي أن بقاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا سيمنع إيران من تعزيز مواقعها في سوريا فتسوية الصراع "لن يسمح لايران بالاقتراب من هدفها الكبير وهو السيطرة على المنطقة".

وقال تيلرسون إن واشنطن ستقوم "بمبادرات لتحقيق الاستقرار" مثل إزالة الألغام وإعادة الخدمات الأساسية للمناطق التي لم تعد تحت سيطرة تنظيم "داعش" موضحاً أن "الاستقرار ليس مرادفا لعملية غير محدودة المدة لبناء الدولة أو مرادفا لإعادة الإعمار".

تدريب فقط وليس قوة حدودية

وبما يخص نية الولايات المتحدة على |إنشاء قوة عسكرية على الحدود الشمالية والشرقية لسوريا قال تيلرسون في وقت لاحق للصحفيين على متن طائرة حكومية أمريكية إن بلاده لا تعتزم إنشاء أي قوة حدودية في سوريا، وأضاف بحسب الأناضول أن بلاده مدينة بتوضيحات لتركيا حول ما تناقلته وكالات أنباء عن اعتزام الولايات المتحدة إنشاء قوة أمنية حدودية في سوريا.

وأضاف وزير الخارجية الأميركي، في تصريحات صحفية "هذا أمر تم تصويره وتعريفه بأسلوب خاطئ، وبعض الأشخاص تحدثوا بطريقة خاطئة. لا ننشئ أي قوة حدودية"، وأشار إلى أنه تحدث بشكل مطول مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو حول الموضوع على هامش مشاركتهما في اجتماع حول كوريا الشمالية بمدينة فانكوفر الكندية. 

وأوضح أن نية بلاده هي تدريب العناصر المحلية في المناطق المحررة من تنظيم داعش في سوريا،  ومضى قائلاً "نرى أن هناك هجمات لتنظيم داعش في شمال غربي سوريا وعلى طول حوض الفرات. ولذلك فالغاية هي تقديم المزيد من التدريب ومحاولة إغلاق سبل الفرار أمام داعش". وشدد وزير الخارجية الأمريكي على تفهم بلاده رد فعل تركيا إزاء ما ذُكر عن إنشاء قوة حدودية في سوريا.

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، العقيد ريان ديلون، قال الأحد الماضي إن واشنطن بصدد تشكيل "قوة أمنية حدودية" شمالي سوريا، قوامها 30 ألف مسلح، بالتعاون مع ميليشيا "سوريا الديمقراطية/قسد"، التي يستخدمها تنظيم "ب ي د" واجهة لأنشطته الإرهابية.

وخلال الأيام الماضية، حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من عملية عسكرية تركية وشيكة تستهدف مدينة عفرين، في ريف محافظة حلب الشمالي بسوريا، "حيث يشكل الإرهابيون في هذه المدينة تهديدا لأمن تركيا"، بحسب قوله. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات