معركة عفرين عملية "جراحية" أم عسكرية متكاملة؟

معركة عفرين عملية "جراحية" أم عسكرية متكاملة؟
اعتبرت تركيا القرار الأمريكي بإنشاء قوّة عسكرية جديدة في سوريا تحت إشراف ميليشيا قسد استفزازاً لها، مما دعا أنقرة لتسريع قرارها في الهجوم على عفرين، لإنهاء تواجد ميليشيا "pyd" في تلك المنطقة حيث لطالما عبّرت تركيا عن مخاوفها بخصوص ما تسميه "ممراً ارهابياً" يصل المناطق التي تسيطر قسد عليها في شرق سوريا مع عفرين وصولاً للمتوسط، وحملت الأيام الأخيرة تصعيداً إعلامياً وسياسياً تركياً كبيراً باتجاه تنظيم "PYD" الذي يسيطر على عفرين مما عزز من احتمالات نشوب المواجهة قريباً.

لكن رغم السيناريوهات التي طرحت حول معركة عفرين ومحاور الهجوم المتوقعة، إلا أن محللين عسكريين ذهبوا إلى أن العملية "جراحية" أكثر مما هي معركة حامية الوطيس، نظراً للكثافة البشرية في المدينة وطبيعتها الجغرافية، كما أن عفرين تعتبر  مطوقة أصلاً منذ أن أنشأت تركيا نقاط مراقبة في القسم الجنوبي منها والذي يعدّ نقطة تقاطع ما بين إدلب وعفرين.

عملية جراحية

 المحلل العسكري العقيد (أديب عليوي) قال في حديث لأورينت نت، إن "هناك نقطة هامة يجب أن نركز عليها وهي أن لا نعتقد أن معركة عفرين هو عبارة عن اجتياح وهو الذي يعني دخول الدبابات التركية من محاور معينة بل أن الأتراك لن يعملوا بهذا الشكل لأن ذلك مخالف لكل الأعراف الدولية حتى لو كان في داخل عفرين الجناح العسكري لبي كي كي ، وبالتالي فإن العملية هي أقرب ما يكون إلى للعملية الجراحية التي سيتم من خلالها طرد وحدات حماية الكردية وذلك بتوجيه ضربات جوية على بعض النقاط والتجمعات العسكرية التي تسيطر عليها، وبالتالي بعد عملية تطويق  الجيش التركي لعفرين من أكثر من جهة يمكن أن يتم تمهيد مدفعي وجوي وبعدها يمكن أن تتقدم الوحدات الخاصة التركية على بعض النقاط لمعسكرات المليشيات الكردية والسيطرة عليه".

الهروب من عفرين لمناطق النظام

ولفت (عليوي) إلى أن "النظام أخرج منذ فترة مجموعات من عفرين لمساندته في ريف معارك إدلب الجنوبي، وأن هناك تعاون وثيق مع المليشيات الكردية، حيث في معركة تحرير مطار منغ العسكري من قبل الثوار كان هناك الكثير من الضباط  داخل المطار وهربوا مع دبابات إلى داخل عفرين، وبالتالي إذا أرادت المليشيات الكردية الانسحاب فإن المجال مفتوح لهم باتجاه النظام ويرحب النظام بذلك لاستخدامهم واستثمارهم من جديد".

اللسان أهم محور لانطلاق العملية 

بدوره رأى العقيد (فايز الأسمر) في حديث لأورينت نت، أنه في حال جرى الهجوم على عفرين فسيكون أهم محور لانطلاق العملية العسكرية هو من مدينة كلس التركية وصولاً اعزاز - مارع باتجاه القرى الخاضعة للمليشيات الكردية (المشيرفة والوحشية ومرعناز وعين دقنة وتل رفعت) وهي داخلة مثل اللسان في مناطق درع الفرات، وبالتالي فإن هذا اللسان في حال السيطرة عليه سيقطع على النظام مساندة المليشيات الكردية في المعركة والتي يهدف منها الاستفادة من خسارة الطرفين".

وأشار (الأسمر) إلى أن "العملية ضد عفرين ستكون على مراحل ومتدحرجة، وأنه من الممكن أن يفتح الأتراك محور آخر من أقليم هاتاي من أجل تشتيت قوة المليشيات الكردية"، وخاصة أن منطقة عفرين جبلية والطرق المعبدة فيها قليلة مما قد يدفع تركيا إلى عمليات إنزال الوحدات الخاصة، إضافة إلى إنزالات جوية على نقاط معينة لتأمين القوات المتقدمة من الخلف".

القرار السياسي ومعركة عفرين

من جانبه رأى المحلل العسكري العقيد (خالد المطلق) في حديث لأورينت، أن الهجوم على عفرين يمكن أن يتركز عبر محورين أساسيين الأول: "انطلاقا من المنطقة الوقعة مابين اعزاز ومارع في ريف حلب الشمالي باتجاه تل رفعت للسيطره عليها ومن ثم الى جنوب عفرين مابين كفر بطره وعين داره".

والمحور الثاني: "من جنوب عفرين ما بين دارة عزه وأطمه باتجاه جنديرس إلى جنوب غرب عفرين ليلتقي بالمحور الأول ويتم الهجوم على عفرين من هذا المحور".

وحول التعداد البشري لعناصر المليشيات الكردية المتواجدة داخل منطقة عفرين قال (المطلق)  إن "عدد عناصر وحدات الحماية الكردية مع القوات الرديفة لها من قوات سوريا الديمقراطية المتواجدة في عفرين وماحولها وخاصة في الجهه الشرقية من المدينة لايتجاوز 6000 مقاتل على أبعد تقدير".

ورجّح العقيد أن تقوم روسيا "بتقدّم الدعم للمليشيات الكردية ليس فقط عن طريق منبج وعين العرب وإنما عبر نبل والزهراء إن لم تتمكن القوات التركية قطع طرق الامدادات هذه من بداية المعركة"، مردفاً أن "القرار السياسي سيلعب دور أساسي في المعركة"، حسب تعبيره.

الموقف الأمريكي من عملية عفرين

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، أعلنت أنها لا تدعم المليشيات الكردية في عفرين شمالي حلب، ولا تراهم جزءاً من قوات مكافحة تنظيم داعش، وأنها ليس لديها أي صلة بهم، ولا تدعمهم بالسلاح أو التدريب،  وأنها ليست أيضاً جزءاً من أي عملية عسكرية تركية محتملة في عفرين حسب وكالة الأناضول.

 pyd يناشد المجتمع الدولي

بدورها دعت ميليشيا "PYD" قوى العالم لإيقاف القصف التركي لمنطقة عفرين وتحمل مسؤولياته تجاه عفرين"، كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن التحرك الفوري والعمل بما يلزم كي تكون منطقة شمال سوريا بغرب الفرات وشرقها منطقة آمنة".

يذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، توعد في وقت سابق بأن بلاده "ستدمر قريباً أوكار الإرهابيين في سوريا، بدءاً من مدينتي عفرين ومنبج، بالريف الشمالي لمحافظة حلب، وحذر  من عملية وشيكة تستهدف عفرين، بعد أن قالت قوات التحالف الدولي إنها تعمل مع ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" لتشكيل قوة حدودية جديدة شمالي سوريا قوامها 30 ألف فرد، كما أكد أردوغان أنّ مقاتلين من المعارضة السورية سيشاركون في عملية عفرين التي تعتزم بلاده البدء بها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات