طفلة سورية تحدث صدىً واسعاً على صفحات التواصل الاجتماعي التركية

طفلة سورية تحدث صدىً واسعاً على صفحات التواصل الاجتماعي التركية
ما زال السوريون في بلاد اللجوء يلفتون أنظار العالم إليهم، سواء بنجاحاتهم التي يحققونها أم بكفاحهم الذي يجسدونه لتأمين قوت عيشهم للتمكن من الاستمرار في الحياة على الرغم من المآساي والصعوبات التي تواجههم، وذلك تأكيدا منهم على إصرارهم في حب الحياة والعيش بإنسانية.

ولاية إزمير التركية معقل الجمهوريين، والمعروفة بمعارضتها على الدوام لسياسة الحكومة الحالية، والتي كانت في كثير من الأحيان شاطئ النجاة بالنسبة إلى السوريين الذين لطالما حلموا بالسفر إلى أوروبا، والتي انتهت ببعضهم بالموت غرقا في سواحلها، كانت هذه المرّة مسرحا لحكاية طفلة سورية تمكّنت من إدخال الدفء إلى قلوب المارة من السكان الأصليين المعروفين بحساسيتهم الكبيرة تجاه الحيوانات، على الرغم من البرد القارس في الولاية.

صحيفة ملييت المعارضة وغيرها من الصحف الأخرى، على خلفية الشهرة التي حققتها الطفلة نوران برفقة كلبتها،  أعدّوا تقريرا عنها وعن أختها، اللتين تقودان كفاحا مشتركا سعيا منهما لتأمين مستلزمات الحياة الضرورية، مساعدة والديهما.

ما هي قصّة نوران؟https://orient-news.net/news_images/18_1/1516194013.jpg'>

تحضر الطفلة نوران محمد (13 عاما) -والتي قدمت قبل سنوات من مدينة حلب هربا من الدمار والقصف- بشكل يومي إلى شارع (شهداء قبرص) الشهير في إزمير برفقة أختها مريم التي تصغرها بسنة واحدة، حاملتين على ظهريهما حقيبتيهما المدرسيتين -على الرغم من عدم ذهابهما إلى المدرسة- باحثتين عن بضع ليرات يضعها بعض المارّة لهما مقابل عزفهما على آلة موسيقية بسيطة.

وتحاول الأختان (محمّد) -اللتان لا تعيران أي اهتمام للطقس البارد والمطر المنهمر في بعض الأحيان- من خلال الجلوس فوق قطعة كرتونية يقدّمها لهما أصحاب المحال التجارية والعزف على آلتيهما الموسيقيتين، بهدف مساعدة أسرتيهما في دفع أجار منزلهما الشهري.

ولا شيء يُشعر نوران وأختها -في ظل الصعوبات التي تواجهها الأختان (نوران ومريم) اللتان تعملان لتأمين مصاريف الدراسة لأخوتهم الذين يصغرنهم- بطفولتهما سوى الصداقة التي تجمعهما بالكلبة "بيلا" التي يلعبان معها في أوقات الراحة من العزف على الآلة.

وتمكّنت نوران وأختها من خلال كفاحهما، وصداقتهما التي تجمعهما مع بيلا من لفت أنظار المارّة الذين التقطوا لهما الصور، والتي نشروها على صفحات التواصل الاجتماعي، لتحصد خلال ساعات قليلة الآلاف من الإعجابات والتفاعلات.

وأهدى أحد المارّة الطفلةَ نوران صورة التقطها لها وهي تحتضن بيلا من دون أن تعير اهتماما للمطر المنهمر، وسط هروب وهلع المارّة خوفا من البلل، لتحفر الصورة المذكورة بدورها مكانة في أذهان ومتابعي صفحات التواصل الاجتماعي. 

أحاول مساعدة أبي لتأمين أجار منزلنا الشهري

وتحدّثت الطفلة نوران في لقاء أجرته معها (الأناضول) عن الصعوبات التي تواجهها، وعن الكيفية التي قدمت بها إلى تركيا منذ سنوات طويلة برفقة عائلتها، مشيرة إلى أنّ والدها عقب قدومه إلى إزمير بدأ بالعمل كملمّع للأحذية بحثا عن لقمة العيش، موضحة أنّها كل مساء تخرج إلى الشارع للعزف على الآلة الموسيقية وكسب بعضا من النقود بهدف مساعدة والدها في تحمّل أعباء المنزل.

وتقول نوران: "كنت أحلم بالذهاب إلى المدرسة، لأصبح ممرضة في المستقبل، ولكن ظروف الحياة أجبرتني على مساعدة أبي، وذلك كي نتمكن من إرسال أخوتي الصغار إلى المدرسة، ولكن على الرغم من كل شيء سأبذل جهدي لتحقيق حلمي".

لدي العديد من الكلاب الأصدقاءhttps://orient-news.net/news_images/18_1/1516194136.jpg'>

وتابعت نوران: "العمل في الشارع صعب للغاية، ولكنني أشعر بسعادة كبيرة عندما أقضي بعضا من الساعات برفقة الكلاب، يوجد لدي (العديد من الكلاب هم أصدقاء لي)، أحبهم كثيرا، ولا أخاف منهم، ولا أخاف من الشوارع أيضا على الرغم من احتمالية وجود اللصوص في بعض الأحيان، أحب بيلا أكثر بقليل من غيره، قابلنا بعضنا البعض للمرة الأولى في بهو أحد المساجد، بعد ذلك أخذتها معي إلى المنزل، حيث قمت بتحميمها، وبدأت بجلبها فيما بعد إلى هنا.

ولفتت نوران إلى أنّ المرّة الأولى التي أولى فيها الناس اهتماما كبيرا بها، كانت لحظة تغطيتها لـ بيلا بسترتها التي كانت ترتديها على خلفية هطول الأمطار، مضيفة: "بدأ المطر يهطل، وضعت القطعة الكرتونية على الأرض وبدأت بالعزف، جاءت بيلا وتمددت على قدمي، خلعت سترتي وقمت بتغطيتها، أبي لا يسمح لي باصطحاب بيلا إلى المنزل، ولكنني أحبها كثيرا، في بعض الأحيان يمرّ طلاب المدارس من هنا، كنت أودّ لو أني مكانهم، كي أصبح ممرضة في المستقبل لأعتني بالحيوانات بشكل أفضل".

وختاما عبّرت نوران عن سعادتها لدى معرفتها بانتشار صورها الكبير على صفحات التواصل الاجتماعي التركية، داعية الجميع إلى الرفق بالحيوانات والاعتناء جيّدا بالكلاب.

التعليقات (4)

    طارق ليدر ناقد لا حاقد من الجزائر المحتل من قبل الجنرلات المتحالفة من نظام الاسد الارهابي

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    ساعدو الشعب السوري ايها الاتراك لا تكونو مثل الشعوب العربية التي تنكرت للشعب السوري مثل الانظمة العربية القمعية الاسف و كل الاسف الشعوب العربية اصبحت باردة القلب بل ميتة القلب بلا احساس و لا مشاعر كان الله في عون الشعب السوري الحر الابي

    حسين

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    إعادة الامل الموعود في كل مكان حكماء لايعرفون الملل لحقوق الإنسان في سورية

    باسم

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    يالله رحمتك يارب العالمين السؤال يوم القيامة جاي يالله لا تؤاخذنا عن تقصيرنا يا رب العالمين حكام العرب في عالم والشعوب بعالم آخر حسبي الله ونعم الوكيل

    احمد

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    شكرا للشعب التركي على استضافة السوريين
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات