كاتب تركي مقرّب من الحكومة: سندخل عفرين وهذه خطة العملية

كاتب تركي مقرّب من الحكومة: سندخل عفرين وهذه خطة العملية
تصدّرت عفرين مؤخرا -وعلى نحو خاص بعيد إعلان القرار الأمريكي فيما يخص إنشاء قوّة عسكرية جديدة في سوريا تحت إشراف قوّات قسد- قائمة اهتمامات الرأي العام والإعلام التركي الذي خصص مساحات واسعة للتطورات وتصريحات المسؤولين الأخيرة حول العملية.

الكاتب والإعلامي البارز لدى صحيفة حرييت، والمعروف بقربه من حكومة العدالة والتنمية (عبد القادر سيلفي) تطرّق في مقاله الأخير، والذي جاء تحت عنوان "سندخل عفرين أم سنقود حربا؟" إلى  الخطة التي ستتبعها القوات المسلحة التركية في عفرين، بالإضافة إلى المفاوضات الأخيرة التي تسيّرها تركيا مع القوى الخارجية لإعلان البدء بالعملية.

وأكّد سيلفي على أنّ القوات المسلحة التركية ستدخل عفرين لا محالة، لافتا إلى أنّ انتهاء المفاوضات التي تقودها أنقرة في هذا الصدد هو الذي سيحدّد الليلة الظلماء التي ستباغت فيها القوات التركية التنظيمات الإرهابية في عفرين.

ولفت الكاتب إلى أنّ رئيس هيئة الأركان العامة التركي (خلوصي أكار) -المتواجد في بروكسل بهدف حضور اجتماعات حلف الشمال الأطلسي والذي كان من المقرر أن يعود إلى الآن ولم يعد- عقد لقاء مهما مع نظيره الأمريكي (دانفورد)، موضحا أنّ النتائج التي تمّ التوصّل إليها خلال المباحثات في بروكسل ستُناقش اليوم على طاولة مجلس الأمن القومي التركي.

وذكر سيلفي أنّ بدء عملية عفرين رهين بانتهاء المفاوضات التي تقودها أنقرة مع موسكو، مضيفا: "الرئيس أردوغان في 13 كانون الثاني / يناير حدد موعد عملية عفرين -عندما قال (بإذن الله سيرى اللصوص الذين اجتمعوا فيما بينهم وظنّوا أنّهم أسسوا جيشا، خلال مدّة أقصاها أسبوع واحد فقط، الآلية التي سنقضي بها عليهم)- والمدّة التي أعلن عنها أردوغان أوشكت على الانتهاء، إذن ما الذي ننتظره؟ الرئيس أردوغان أيضا هو من أعطى شيفرة الجواب عن هذا السؤال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في مبنى البرلمان عندما قال (أجريت اتصالا هاتفيا قبل يومين أو ثلاثة مع بوتين، واتصالاتنا الدبلوماسية ما زالت مستمرة).

وبحسب الكاتب فإنّ عملية عفرين ستتم على مرحلتين اثنتين، الأولى تتلخّص بضرب القوات الجوية التركية لمواقع YPG التي تمّ تعيينها بوساطة طائرات من دون طيار، والتي يتم تحديث المعلومات الخاصة بها -والحديث عن المواقع- باستمرار، وسيتم ضرب الأهداف برّا بوساطة القذائف المدفعية، وكذلك جوّا عبر القيام بعمليات جوية مكثفة قد تستغرق من 6 إلى 7 أيام.

وأردف أنّه بعيد ضرب أهداف YPG بالطائرات الجوية، ستدخل القوّات التركية الخاصة مع الجيش السوري الحر إلى عفرين.

وتابع سيلفي: السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ستكون الساحة الجوية السورية مفتوحة أمام الطائرات التركية للقيام بعملية عفرين؟ هل ستتمكن تركيا من استخدام قوّتها الجوية في العملية؟ القوات الجوية كما هو معروف تؤدي دورا كبيرا في مثل هذه العمليات، إذ أدّت الطائرات دورا فاعلا في عملية درع الفرات سابقا، المفاوضات بين أنقرة وموسكو في هذا الصدد ما زالت مستمرة، فتركيا تريد استخدام الساحة الجوية السورية على الأقل من 15 إلى 20 يوما، والتعاون في هذا الصدد مع روسيا ضروري جدّا ولا سيّما لإيقاف المنظومة الدفاعية السورية عن العمل خلال هذه المرحلة.

إلامَ تهدف عملية عفرين؟

وأشار الكاتب إلى أنّ عملية عفرين تهدف إلى أمرين اثنين، الأول الوصول حتى مسافة 6 كيلو متر من المدينة، وإنشاء نطاق أمني، بحيث تعمل القوّات الرائدة الأمامية في أثناء العمليات العسكرية على حفظ أمن القوات التنفيذية، والأمر الثاني هو البدء من شمال عفرين ومن ثمّ الاتجاه نحو الداخل.

ونوّه إلى أنّ تركيا تستعد لعملية عفرين في ضوء عملية درع الفرات التي قامت بها سابقا في جرابلس والباب، مضيفا: "المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش (ريان دايلون) صرّح بأنّ عفرين تقع خارج نطاق عمليات التحالف، الأمر الذي فُهم على أنّه ضوء أخضر من البنتاغون لبدء العملية، ولكن اللقاء الأهم في هذا الإطار هو ذلك الذي عقده رئيس هيئة الأركان العامة التركي مع نظيره الأمريكي في بروكسل.

وبحسب سيلفي فإنّ أردوغان بتصريحاته المتكررة فيما يخص عفرين يقود حربا نفسية، لافتا إلى أنّ الرئيس التركي كلّما قال (دخلنا وسندخل عفرين، وسنباغتهم في ليلة ظلماء) تحدث تحرّكات مهمة على أرض الواقع، ويحاول تنظيم YPG تمكين مراكزه أكثر، واتخاذ تدابير كبرى في هذا الصدد، وعلى ضوء ذلك تعمل أنقرة على تثبيت وتدوين الخطوات والتغييرات الأخيرة التي تحدث على الأرض.

وأشار الكاتب في ختام مقاله إلى أنّ التنظيم وبانسحابه نحو مركز المدينة المأهول بالمدنيين، يستعد لما يسمّى بحرب المدنية، مضيفا: "بحسب المعلومات فقد بلغ الدعم العسكري الأمريكي لـYPG ما يقارب 4 آلاف و900 شاحنة محملة بالعتاد، وبعض هذا الدعم تمّ تسليمه للتنظيم في عفرين، والدعم يتضمّن قذائف مضادة للطيران، ويبدو أنّ التنظيم بتعليمات مباشرة من أمريكا انسحب من الحدود التركية نحو مركز المدينة متبعا سياسة حفر الخنادق، استعدادا منه لحرب المدينة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات