اتهامات واستدعاء للسفراء.. تركيا تخرج عن صمتها إزاء المجازر في إدلب

اتهامات واستدعاء للسفراء.. تركيا تخرج عن صمتها إزاء المجازر في إدلب
دخلت العلاقات بين دول مثلث "سوتشي" (تركيا وروسيا وإيران)، الضامنة لاتفاق خفض التصعيد، "مرحلة حرجة"، مع ارتفاع النبرة التركية الرافضة لتصعيد قوات النظام، ومعها الطيران الحربي الروسي، قصفها على إحدى مناطق خفض التصعيد في ريفي إدلب وحماة.

وزارة الخارجية التركية استدعت (ليل الثلاثاء) سفيري روسيا وإيران للاحتجاج على انتهاكات قوات النظام لاتفاق خفض التصعيد في إدلب وحماة، ووصل (صباح الأربعاء) السفير الإيراني إلى مبنى وزارة الخارجية لتسليمه مذكرة الاحتجاج.

واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو (الثلاثاء) أن "استهداف النظام للمعارضة المعتدلة يقوض عملية السلام السياسية في البلاد".

وقال جاويش أوغلو في تصريحات صحفية بمقر البرلمان التركي إن "قوات النظام تستهدف المعارضين المعتدلين تحت ذريعة مواجهة جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حالياً)، وهذا أمر يقوض عملية الحل السياسي الجارية"، بحسب وكالة الأناضول.

كما أكد الوزير التركي على أنه من الضروري أن تتجنب الأطراف التي ستجتمع في مدينة سوتشي الروسية ارتكاب مثل هذه الأفعال، والمتوقع في الفترة من 29 إلى 30 كانون الثاني/يناير الجاري.

وفي اليوم التالي للحراك الدبلوماسي التركي الذي دشنته باستدعاء سفيري روسيا وإيران، أجرى جاويش أوغلو مقابلة مع وكالة الأناضول لتوضيح الموقف التركي من مجازر النظام وحلفائه في إدلب.

إذ شدّد وزير الخارجية التركي على ضرورة أن تتحمّل إيران وروسيا مسؤولياتهما، إزاء هجمات النظام على محافظة إدلب المشمولة باتفاق مناطق "خفض التصعيد". داعياً موسكو وطهران إلى لجم هجمات النظام على مناطق خفض التصعيد المتفق عليها.

وأشار جاويش أوغلو أنّ تركيا تسعى منذ عام كامل إلى تحقيق وقف إطلاق النار في سوريا، والإقدام على خطوات من شأنها رفع مستوى الثقة المتبادلة. وتابع: "الأوضاع على الساحة السورية معقدة، لذا من المتوقع أن يحدث بعض الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن ما يحصل في الفترة الأخيرة من اعتداءات على مناطق خفض التوتر، تجاوز حد الانتهاكات المتوقعة".

وأردف قائلاً: "هناك العديد من المناطق المحاصرة في سوريا، وقد تم فتح معابر من تلك المناطق نحو محافظة إدلب، من أجل انتقال المدنيين، لكن بعض المجموعات الإرهابية دخلت إدلب من خلال تلك المعابر"، في إشارة إلى مجموعات من مقاتلي داعش التي سهل النظام وصولها إلى محافظة إدلب بعد السيطرة على مناطق دير الزور.

في السياق ذاته، أكّد جاويش أوغلو أنّ قوات بلاده تواصل إنشاء نقاط مراقبة وقف إطلاق النار داخل حدود محافظة إدلب، مشيراً أنّ 95% من الانتهاكات تأتي من قِبل قوات النظام والداعمين لها.

وعلى صعيد متصل، جدد الوزير التركي التأكيد على أن بلاده لن تقبل بمشاركة تنظيم "ب ي د/ ي ب ك" في مؤتمر الحوار السوري المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية أواخر يناير/كانون ثاني الجاري. وقال: "أعلنّا أننا لن نكون في مكان يوجد فيه تنظيم ي ب ك".

الروس يتهمون!

ويبدو أن تصعيد قوات النظام يلقى دعماً من موسكو يندرج في سياق الرغبة الروسية بـ"الانتقام" للهجوم على مطار حميميم قبل أيام من قبل طائرات مسيرة والتي خلفت خسائر مادية في عدد من الطائرات الرابضة على مدرجاته.

فقد أفادت صحيفة "النجم الأحمر" الناطقة باسم وزارة الدفاع الروسية، بأن الطائرات المسيرة التي هاجمت قاعدة حميميم انطلقت من جنوب غرب منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، على حد زعمها.

وذكرت الصحيفة أنه "تم التحقق من أن عملية إطلاق الدرونات جرت من منطقة خفض التصعيد إدلب الخاضعة لتشكيلات مسلحة تابعة لما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة"، بحسب ما نقلته وكالة نوفوستي.

وتابعت الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية بعثت رسالة إلى رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة التركية، الجنرال "أكار خالوصي"، وأخرى لرئيس جهاز الاستخبارات التركية "هاكان فيدان".

وجاء في الرسالتين أن أنقرة "يجب أن تنفذ الالتزامات التي تعهدت بها في مجال ضمان مراعاة نظام وقف العمليات القتالية من جانب الفصائل المسلحة الموالية لها في المنطقة، وتنشيط العمل في مجال نشر نقاط مراقبة في منطقة تخفيض التصعيد إدلب بهدف منع مثل هذه الهجمات بواسطة الدرونات ضد أية منشآت ومواقع"، بحسب موقع روسيا اليوم.

وإلى أن تهدأ "عاصفة" تبادل الاتهامات بين أنقرة وموسكو حول المسؤولية عن التصعيد الأخير الحاصل في إحدى مناطق التصعيد في محافظة إدلب، تتزايد وتيرة القصف الذي يستهدف المدنيين في إدلب، ومعه ترتفع موجة النزوح من المناطق المستهدفة قبل أيام من عقد الجولة التاسعة من مباحثات جنيف (المتوقعة في 22 كانون الثاني/ يناير) وعقد الاجتماع الأول لمؤتمر سوتشي (29-30 كانون الثاني/ يناير)، ما يهدد المسار السياسي بالعودة إلى نقطة الصفر، وتعريضه لاحتمال "التجميد" حتى حسم الأمور الميدانية. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات