وكانت ميليشيا النظام قد بدأت المعارك منذ أسابيع، منطلقة من الريف الشمالي الشرقي لحماة وصولاً إلى الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، بهدف الوصول إلى مطار أبو الظهور والسيطرة عليه، لجعله قاعدة متقدمة لقواته، قاطعاً الطريق بذلك أمام كل تفكير تركي للتحرك باتجاهه.
وبحسب المحلل العسكري (العقيد فايز الأسمر) فإن النظام يسعى في هذه المرحلة لإمكانية كسر الحصار عن مدينتي كفرية والفوعة الشيعيتين وبمعارك من الداخل والخارج عند الوصول لمشارفها، كما حدث في كسر الحصار عن مطار دير الزور واللواء 137 فيها، وبعد كسر الحصار سيستفيد من الميلشيات الموجودة فيها من ميليشيا "حزب الله" وغيرها والمقدرة اعدادهم بالآلاف وزجها في المعركة، لتطوير أي هجمات مقبلة.
ويؤكد الأسمر في حديثه لأورينت نت، أن هذا الأمر ليس ببعيد، وسيتمكن النظام من ذلك؛ إن لم يتم التحرك من قبل الفصائل لوقف زحف القوات المهاجمة وإقامة خطوط صد وأجهزة نيران قوية وقادرة على وقف تقدمه وإجباره على التراجع من خلال الهجمات المعاكسة.
سير المعركة وخطط النظام
ويوضح (الأسمر) أنه من خلال القراءة الصحيحة لخارطة العمليات والتحركات التكتيكية على مسرح العمليات ولطرق ومحاور هجوم النظام و ميليشياته نستطيع أن نستنتج أن هدف النظام في الوصول الى مطار ابو الظهور واضح ولكن الهدف الأهم هو تقطيع أوصال جبهة إدلب والسعي لعزل الفصائل في جيب من الأرض مساحته 3000 كم، حيث يقع هذا الجيب شرق طريق (حلب – دمشق) المار من خان شيخون - معرة النعمان - سراقب وصولا إلى حلب، عندها يفرض على الفصائل خيارين إما الانسحاب باتجاه غرب سكة الحجاز (غرب طريق دمشق حلب) أو حصارهم في هذا الجيب.
وتتجلى خطط النظام بالهجوم الواضح من ثلاث محاور بهدف تشتيت الفصائل وإرباكهم وإشغالهم على أكثر من محور، لمنعهم من المناورة والاسناد من جبهة إلى أخرى، مركزاً على توجيه ضربته الرئيسية كما هو واضح من محور (أبو دالي - سنجار) وباتجاه مطار أبو الظهور والذي يتقدم فيه بشكل متسارع، مسيطراً على أكثر من 80 قرية وتجمع على هذا الاتجاه منذ أن بدأ هجومه قبل شهرين وأصبح يفصل بينه وبين المطار من هذا المحور أقل من 20 كم، وفقاً للأسمر.
المحور الثاني للهجوم هو المحور القريب من طريق (خناصر - الحجارة - رسم السيالة) وباتجاه مطار أبو الظهور وقد أصبحت ميليشياته تبعد عن المطار من هذا المحور أقل من 25 كم.
المحور الثالث لهجومه من ريف حلب الجنوبي (الحاضر) وصولا إلى مطار إبو الظهور وهو من هذا المحور لا يبعد عن المطار أكثر من 20 كم.
خيارات فصائل الثوار
يقول المحلل العسكري والمنشق عن قوات النظام إنه في حال تقدم القوات المهاجمة والتقاء تلك المحاور للمعارك متزامنة في مطار أبو الظهور، فإن هذا الجيب الذي ينوي النظام حصاره سيكون امراً واقعاً "تُحاصر فيه الفصائل أو تنسحب"، حيث يضم هذا الجيب مناطق وقرى من ريف حلب الجنوبي الشرقي وريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الشمالي الشرقي.
وينوه الأسمر إلى أن النظام قد يفكر في فتح محاور أخرى للهجوم، انطلاقاً من سهل الغاب ومن جبال التركمان باتجاه مدينة جسر الشغور، لإرباك الفصائل وتشتيتهم وتسهيل مهمته للتضيق أكثر على مدينة إدلب.
التعليقات (1)