مجلة أمريكية تحذر من خطر "الشبكات المتطرفة الشيعية" في سوريا

مجلة أمريكية تحذر من خطر "الشبكات المتطرفة الشيعية" في سوريا
قدر مسؤولون في إدارة ترامب بأن حوالي 80% من القوات التي تدافع عن بشار الأسد هي قوات من خارج البلاد، فالجزء الأكبر من هذه القوات يُدرب ويُزود بالمعدات اللازمة من قبل إيران.

دور إيران في عمليات التجنيد

وأشارت مجلة (ناشيونال إنترست) الأمريكية إلى أن جزءا كبيرا من المقاتلين في صفوف الأسد ليسوا فقط من شيعة لبنان أو العراق بل أعداداً كبيرة منهم من جنوب آسيا وخاصة من أفغانستان وباكستان، مما يضيف بعدا جديدا تماما إلى الأزمة السورية، والتي تدخل الآن سنتها السابعة. 

ويعاني نظام الأسد من الكثير من الإصابات في صفوف مقاتليه. العديد منهم إما قتل أو أصيب بجراح جراء عمليات القتال. ولتعويض النقص الحاصل في المقاتلين طلب النظام من إيران مساعدتها في تجنيد المقاتلين.

الفاطميون

 

وأضافت المجلة أن إيران تمكنت من استغلال طبيعة الصراع الطائفي في سوريا لحشد الأفغان الذين يعيشون في إيران كلاجئين، والذين يشكلون حوالي ثلاثة ملايين نسمة. ينمتي المقاتلون الأفغان إلى وحدة عسكرية تعرف باسم "لواء الفاطميون" والتي تقع تحت قيادة وسيطرة الحرس الثوري الإيراني. ووفقاً لمصادر رسمية إيرانية يتراوح تعداد هؤلاء بين بين 10 ألاف إلى 12 ألف مقاتل. وقد خاض العديد من هؤلاء المقاتلين معارك كبيرة في سوريا، في حلب ودرعا ودمشق واللاذقية ومنطقة القلمون. وتشير بعض التقارير إلى أن المئات قد لقوا مصرعهم ضمن معاركهم في سوريا.

البعض الآخر من هؤلاء المقاتلين هم قوات مرتزقة يقاتلون بدافع المال، ولتشجيعهم قامت السلطات الإيرانية بتقديم وعود لهم منها تقديم تصاريح الإقامة بشكل قانوني لهم ولأسرهم.  أما الجزء الأخر تم إغرائهم للدفاع عن "الأضرحة المقدسة" تحت حجة أن على المؤمنين واجب ديني لحماية الأضرحة الشيعية، بما في ذلك ضريح السيدة زينب الذي يحظى بشعبية بين صفوف الشيعة، وفي كثير من الحالات يبدو أن معايير التوظيف منخفضة جدا  حتى للمجرمين حصة في القوات المقاتلة، حيث يتم إرسالهم للقتال في الصفوف الأمامية في أغلب الأحيان.

الزينبيون 

بالإضافة إلى الأفغان، يقاتل الشيعة من باكستان في وحدة خاصة تابعة لهم، تسمى باسم "لواء زينبيون" وهذا يمثل تطوراً كبيراً في أعداد الباكستانيين الشيعة. في البداية كانوا يقاتلوا ضمن ألوية أخرى بشكل دائم خصوصاً أنهم كانوا يفتقرون للأعداد والتدريب ليكونوا فعالين في ساحة المعركة. إلا أنه وبدءا من عام 2013، بدأت أعداد كبيرة من الشيعة الباكستانيين من قبيلة "توري" والذين ينتمون إلى منطقة "كورام" القبلية وعرق "هازاراس" من منطقة "كويتا" بالتوافد إلى سوريا. في نفس الوقت تقريبا، انتشرت مواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الأردية تشجع الشيعة الباكستانيين للانضمام للقتال في سوريا. 

التهديد الذي يواجه باكستان وأفغانستان

 

تميل معظم التحليلات في مراكز الأبحاث والجامعات الغربية للتركيز على التهديد الذي يشكله الجهاديون السنة المنتمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة. إلا أن نمو الشبكة الجهادية الشيعية التي بأوامر الإيرانيين والمدربة على الأسلحة والحركة التكتيكية وحتى حرب الدبابات يمثل تحدياً كبير بالنسبة للمجتمع الدولي. وعقبة كبرى أمام استقرار الشرق الأوسط.  

ومع التدريب المستمر من قبل الحرس الثوري الإيراني، وقواته التابعة له كحزب الله اللبناني الإرهابي، فإن ما كان يعتبر من قبل ميليشيات متفرقة من المقاتلين غير المنضبطين تطورت ببطء إلى جنود مدربين تدريبا جيدا ومزودين بموارد قوية. هؤلاء الجنود يمكن نشرهم في جميع أنحاء سوريا لتعزيز الوحدات الموالية للأسد ونظامه. وعلى الرغم من أن هذه الوحدات تحظى بمستويات عالية من الإصابات، فإنها تكتسب أيضا خبرة قتالية قيمة وتعمل جنبا إلى جنب مع الجماعات المتشددة المتطورة التي يمكنها أن تعلمهم طرق مختلفة لتحسين تكتيكاتهم وتقنياتهم وإجراءاتهم. 

قلق متزايد

وحتى لو تم تدريب "ألوية فاطميون وزينبيون" على القتال ضمن سوريا. إلا أن هناك قلق متزايد من خطورة هؤلاء المسلحين على دولهم الأم في أفغانستان وباكستان. خطر يهدد بانتشار الفوضى ببلدانهم اللهم إلا إذا قررت إيران الاستفادة منهم وزجهم في أماكن أخرى تقاتل فيها جماعات تابعة لها بالوكالة، بما في ذلك العراق واليمن، حيث تسعى طهران لتوسيع نفوذها أمام السعودية في كفاح مستمر من أجل التفوق الإقليمي.

دور الولايات المتحدة وحلفائها

تراقب الولايات المتحدة وحلفاؤها التطورات الجارية في سوريا بقلق متزايد. أحد أكبر المخاوف، هو شبكة المقاتلين الأجانب والتي من الممكن أن تتحول لخارج الشرق الأوسط وتتمدد إلى جنوب آسيا.

باحثون في مجلس العلاقات الخارجية اعتبروا أنه "عندما يعود هؤلاء المقاتلون المدربون جيداً إلى دولهم الأصلية بعد أن تدربوا وضللوا من قبل إيران وكونوا شبكة متجانسة إيدلوجياً من الناس، فأنهم سيتحولون إلى شبكات عبر وطنية لتعزيز الطموحات الإيرانية القديمة في جنوب آسيا." ومن المفترض أن ينصب تركيز الولايات المتحدة وحلفائها السنة في المنطقة - وخاصة السعودية – في العام القادم إلى تبني دور أكثر فعالية، ومواجهة متماسكة، لاحتواء شبكة التهديد الإيرانية على وجه الخصوص بما فيها ثقافة الوحدات الشيعية المقاتلة العابرة للحدود. 

المصدر:

https://nationalinterest.org/feature/where-assad-getting-his-fighters-its-not-just-lebanon-iraq-23899?page=show

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات