هل تمت إقالة الفريج بعد الخرائط التي قدمت للروس؟

هل تمت إقالة الفريج بعد الخرائط التي قدمت للروس؟
طرحت إقالة وزير دفاع النظام (العماد فهد جاسم الفريج)، وتعيين (العماد علي عبد الله أيوب) بدلاً منه، في أول مرسوم لبشار الأسد في 2018، علامات استفهام كبيرة حول الأسباب المباشرة وغير المباشرة لإطاحة النظام بوزير دفاع الحكومة في هذا التوقيت.

ورأى عضو وفد الفصائل في جولة المحادثات السورية (أستانا 8)، العقيد فاتح حسون،  في حديث لأورينت نت، أن هناك أسباب عدة لإقالة (الفريج) من منصبه، تتمحور حول "فشله في السيطرة على المناطق المحررة وخططه الساذجة ومنها الخطة التي أدت إلى انكشاف تواطؤ قوات النظام مع تنظيم داعش في معارك ريف حماة الشرقي"، المتمثلة بالسماح لعناصر داعش بالعبور إلى جنوب البلاد، مضيفاً أن روسيا اعتبرت عبور تنظيم داعش إلى مناطق تقع تحت سيطرة المعارضة السورية من ممرات مكشوفة للنظام، هي"مسرحية ساذجة".

كما أضاف (حسون) أن تقديم وفد فصائل الثوار في (أستانا8)، للوفد الروسي وثائق وخرائط تثبت تواطؤ النظام مع تنظيم داعش، "قد لا يكون سبب إقالة الفريج بنسبة 100%،  لكن للملف الذي تم تقديمه أثّر في ذلك، حيث كانت ردود الفعل الصادرة عن الروس في أستانا مستهجنة وغير راضية عما تم طرحه"، مردفاً أن وفد فصائل الثوار لا يزال ينتظر رد روسيا حول الخرائط والوثائق المقدمة.

خطأ الفريج

وحول ما إذا كان (الفريج) محسوب على إيران أم روسيا، أشار حسون إلى أن "مسؤولي النظام ونظراً لعدم وجود البنى الحقيقية التي تعمل على اتخاذ القرار وتنفيذه في مؤسسات النظام أصبحوا يقدرون الموقف بشكل شخصي ويتخذون القرار على ضوء ما يرونه الأنسب لاستمرارهم وعلى ما يبدو أن وزير الدفاع المقال الفريج أخطأ عندما نسق مع الإيرانيين بتسهيل مرور داعش إلى منطقة شرقي حماة".

ولفت (حسون) إلى وجود صراع روسي إيراني خفي في سوريا، مبيناً أن "التحالف بينهما على مبدأ الأخوة الأعداء أو تحالف الضرورة وهناك مواقف ميدانية عديدة لهذا الخلاف منها على سبيل المثال أن القوات الروسية لم تنفذ الغطاء الجوي للميليشيات الايرانية في إحدى معارك السيطرة على مدينة حلب العام الماضي".

واعتبر (حسون) أن وزير دفاع الجديد للنظام (علي أيوب) "في ضوء ما يجري على الساحة السورية من الناحية الميدانية قد يعمل على التوفيق بين الجانبين مستفيداً من التجربة الخاطئة التي أدت إلى إقالة العماد الفريج، وفي النهاية مسؤولي النظام حتى راس النظام هم هياكل لا قرارات لهم ودليل ذلك منع العسكر الروس لبشار الأسد من التقدم لرفقة بوتين في حميميم".

الانتقام من الفريج

بدوره أرجع الخبير العسكري والاستراتيجي (العميد أحمد رحال)، في حديث لأورينت نت، الإطاحة بـ(الفريج) لأسباب كثيرة حقيقية تمثلت" بأنه عجز عن السيطرة على قرية الرهجان في ريف حماة الشرقي مسقط رأسه، وكذلك ماحدث من تقدم للثوار في الغوطة الشرقية مؤخراً"، وبالتالي "جاءت الإقالة كنوع من الانتقام منه وتحميله مسؤولية كل ما حدث رغم أنه ليس صاحب قرار"، إضافة إلى أسباب غير حقيقية منها "موضوع الرشاوى وسرقة الإغاثة وشراء مزرعة بيعفور بـ 600 ألف دولار".

ولفت (رحال) إلى أنه كي لا تشكل إقالة (الفريج) "ضربة لجيش النظام" جرى إقالة وزيري الصناعة والإعلام معه.

كما اعتبر (رحال) أن قرار فتح النظام الطريق لداعش من ريف حماة الشرقي إلى جنوب البلاد، "ليس وزيرالدفاع من يتخذه، ولا حتى الأركان، ولا حتى بشار له سلطة ولا سلطة محلية، بل هو قرار روسي إيراني أسدي مشترك، ويتم إدخال داعش حجة لوجودها في المنطقة".

الصراع الخفي

في حين أكد (رحال) أن الصراع الروسي الإيراني في سوريا "خفي" بقوله "لا يمكن لروسيا أن تستغني عن إيران في سوريا، ولا العكس، وبالتالي فإنه في التفكير الاستراتيجي لبعيد، فإنه كل منهما يريد سوريا له خالصة، لكن روسيا لا يمكنها فعل شيء بسوريا دون المليشيات الإيرانية، وكذلك لا تستطيع إيران التحرك بسوريا من دون الطيران والفيتو الروسي، وبالتالي هم من أجل المنافع، يؤجلون الخلافات التي هي قادمة لا محال لكن هناك خطر مشترك هو ما يؤجل الخلافات بينهما".

وأشار (رحال) إلى أن وزارة دفاع النظام "محسوبة إجمالاً على روسيا، أما الأمن فمحسوب قليلاً على إلإيران، كما أن هناك  بعض المفاصل بجيش النظام محسوبة على إيران، مثل ضابط أمن الحرس الجمهوري الذي قتل اللواء احمد الغضبان في عين الفيجة، كما أن سهيل الحسن كان محسوبا على إيران ثم عاد للحضن الروسي".

ونوه (رحال) إلى أن "الفريج  وأيوب وأي وزير دفاع هم عبارة عن بيادق بيد من يتحدث في الساحة السورية وهم قاسم سليماني وقائد قاعدة حميميم".

وكان (الفريج) زار طهران مرتين خلال تسلمه منصبه، الأولى كانت في أواخر نيسان 2015، والثانية في مطلع 2016 لحضور اجتماع ثلاثي مع وزيري دفاع إيران وروسيا، بينما زار روسيا في أواخر كانون الثاني 2016، والتقى بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في موسكو.

يشار إلى أن فهد جاسم الفريج، عيّنه الأسد رئيسا لهيئة الأركان مع بداية الثورة السورية خلفاً لداوود راجحة الذي أصبح وزيراً للدفاع ، ليعود في تموز  2012 ويخلف (راجحة) بعد اغتيال الأخير في تفجير مبنى الأمن القومي بدمشق، وليصبح بمرتبة نائب القائد العام للجيش ووزيراً للدفاع.

ويعد (الفريج) هو خامس وزير دفاع في سوريا خلال 47 عاماً، أي منذ الانقلاب العسكري لحافظ الأسد عام 1970 وإحكام قبضته على السلطة في البلاد، ولم يكن اسما معروفا في الأوساط العسكرية قبل أن يتم تعيينه عام 2005 كأحد نواب رئيس هيئة الأركان، حتى أن (ماهر الأسد)، قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري كان قد اعترض على تعيين الفريج وزيرا للدفاع لعدم امتلاكه أي نفوذ عشائري أو عسكري. 

التعليقات (3)

    م،س

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    هرب من حمص وسلم كل شيء والآن يواصل اللعب على الشعب السوري باسم مفاوض او محلل عسكري ، أنهم يتبعون المال كالمغناطيس !

    سوري حر

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    الموضوع الي من كل هذه التحليلات. لمن لديه اطلاع على بواطن الشأن الداخلي له أن يعلم انها صفقة قديمة-جديدة بين ضباط الرستن المنشقين بحيث يكون وزير الدفاع من الرستن و عندها يسلمون الرستن و الحولة. الأيام القادمة ستكشف السبب وراء تغيير الوزير فلنراقب.

    سوري

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    إن الطابع المافيوي السائد في مؤسسات النظام له دور ...حيث علي أيوب يمتلك نفوذ في العصابة واصله الشيعي له دور بتعيينه .إضافة لما ذكره المحللين
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات