وصفة أميركية جديدة لتقسيم سوريا

وصفة أميركية جديدة لتقسيم سوريا
«جيش سورية الديموقراطية»، «وحدات حماية الشعب»، «وحدات حماية المرأة»، «جيش سورية الجديد»... إلى آخره من جيوش. كلها مجموعات تتلقى الدعم الأميركي، تسليحاً وتدريباً وتخطيطاً وتوجيهاً سياسياً، لتعويض الفشل الذي منيت به إدارة أوباما عندما دفعت مئات ملايين الدولارات لتسليح سوريين انتقلوا فور انتهاء تأهيلهم إلى صفوف «النصرة» و «داعش»، وبعضهم عاد ليلتحق بالجيش النظامي. لكن التعويض لا يتوقف عند تشكيل هذه «الجيوش» وعقد التحالفات لمحاربة «داعش»، على ما تدعي واشنطن، أو لمنع التنظيم من ملء الفراغ في المناطق التي استعادتها دمشق بالتعاون مع موسكو بسبب «تواطؤ النظام» أو «ضعفه». فلهذه التشكيلات العسكرية وظيفة أبعد من محاربة الإرهاب، وبعضها كان ضالعاً فيه.

«مؤسسة راند» (من أهم مراكز الأبحاث الأميركية المتعاونة مع الجيش) نشرت دراسة في عنوان «خطة سلام من أجل سورية»، يبدو أن إدارة ترامب تعتمدها حرفياً. تحرص الدراسة على تجذير نفوذ واشنطن في سورية، آخذة في الاعتبار استمرار وجود النظام، بعد إضعافه في معظم المناطق من خلال تشكيل إدارات محلية تتمتع بحكم ذاتي، لكل منها سلطاتها المستقلة عن دمشق في ما يشبه الاتحاد الكونفيديرالي. والحد من النفوذ الروسي والإيراني، من خلال وجود دائم للقوات الأميركية والحليفة، بموافقة الأمم المتحدة و «رقابتها». ويمكن تلخيص دراسة «راند» بالنقاط التالية:

- إنشاء ثلاث مناطق آمنة في الأراضي السورية: واحدة للعلويين تمتد على طول الساحل حتى الحدود اللبنانية.

- منطقة للأكراد في الشمال (تضمن واشنطن عدم تشكيلها خطراً على تركيا).

- منطقتان للمعارضة المعتدلة في حلب وحولها، وأخرى في درعا وما حولها.

- منطقة حرب إذا لم تنسحب «داعش» أو تهزم فيها، على أن تتولاها قوى دولية.

- الاتفاق على صيغة لامركزية لحكم سورية، وتسيير المناطق شؤونها، لا سيّما في الرقة التي ستكون تحت إشراف دوليّ بعد طرد «داعش».

- البدء بمفاوضات بين كل القوى المحلية والإقليمية تمهِّد لإصلاح سياسي.

تأخذ الدراسة في الاعتبار عدم التوافق على رئيس واحد لسورية أو على حدود هذه المناطق الآمنة فتقترح تأجيل عملية الانتقال السياسي الشامل، إلى حين التوصل إلى اتفاق. تشير كل الوقائع إلى أن واشنطن تسير بموجب هذه الدراسة خطوة خطوة. تؤكد ذلك تصريحات تيلرسون ومسؤولين آخرين عن عدم جدية النظام في محاربة «داعش»، و «سماحه» للتنظيم بالتحرك بحرية في المناطق التي يسيطر عليها. وإصرار واشنطن على تدريب الجيوش التي سبق ذكرها كي تكون جاهزة للتحرك في مواجهة دمشق، إو إفشال محاولاتها السيطرة على «المناطق الآمنة» دفاعاً عن «المكونات» المعرضة للإبادة. وإضعاف الحكم المركزي، سواء بقي الأسد أو لم يبق ليسهل تنفيذ خطة استراتيجية أوسع تتعلق بالمشرق كله. ويؤكد ذلك أيضاً الموقف الروسي الذي عبر عنه سيرغي لافروف عندما أعلن «جبهة النصرة» العدو رقم واحد بعد «داعش». و «النصرة»، كما هو معلوم، تحظى بدعم تركي وقطري باعتبارها الجناح العسكري لـ «الإخوان المسلمين».

لم يكن إفشال مؤتمر سوتشي الذي تعول عليه موسكو كثيراً سوى محاولة من واشنطن لتطبيق خطتها، بالتعاون مع الحلفاء، وعدم السماح لبوتين بالتفرد في الحل، مراهنة على أن ضعف روسيا اقتصادياً سيدفعها في نهاية المطاف إلى الرضوخ وتقديم تنازلات، وإلى التوقف عن اعتبار الوجود العسكري الأميركي والتركي غير شرعي، بالتالي القبول بالقواعد العسكرية الأميركية في الشمال، مقابل قاعدة طرطوس، وتقاسم النفوذ في سورية المقسمة إلى أقاليم ومحافظات و «مكونات» تتكفل «الجيوش» الدفاع عنها، بدعم «دولي» وإقليمي.

خطة «السلام في سورية» وصفة جديدة لتقسيمها.

التعليقات (10)

    حسن

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    انا اوافق الكاتب ذلك واوافق وجهة النظر هذا افضل حل للخلاص من سيطرة ايران وروسيا والطائفة الواحدة...وكذلك افضل طريقة لتثقيف البدو في سورية الذين يمثلون الرقة ودير الزور والحسكة واجزاء اخرى من سورية لانهم ليسو قادرين على القيام باي دور حضاري وتخلفهم هو السبب الكبير وراء انتشار داعش في مناطقهم...والآن يحاول النظام اعادة ربطهم وتاهيلهم على الرجوع لدورهم القديم في ادارة حزب البعث..وبالتالي تكريس الطائفة الحاكمة في سورية والديكتاتورية الامنية

    سوري حر

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    هذه الحقيقة الواقع سوريا اكل شعوبها وهذا ليس تقسيم وإنما الحل الوحيد ليعيش الشعوب السورية بالأمان

    احممد محمود محمد

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    ابن *** قسمت سوريا ومازال يبحث عن السيادة والاحتفاظ بحق الرد

    ااا

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    تحية لكم امابعد انه ليس من المستغرب ان نجد الدول الكبرى مثل روسيا مثلا وغيرها من الدول تسعى لتفتيت سوريا والمنطقة وذلك من خلال عقد مؤتمرات مشبوهة مثل مؤتمر سوتشي وذلك من خلال اجبار المعارضة على حضوره كما ان دعوة الاحزاب الانفصالية مثل البي كي كي والبيدة وغيرها من دعاة الانفصال وذلك للتشويش على اساس معاناة الشعب السوري وهو معروف وليس غايته الا كسب المزيد من الوقت من خلال دعوة احزاب لاتختلف عن داعش في شيئ حيث ان روسيا تعتبر كل من يعارضها هو ارهابي بينما تلك ليس لها الا مهمة واحدة سوى تفتيت سوريا و

    ااا

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    ان القضية لاتفق عند تفتيت سوريا بل ان دعوة تلك الاحزاب الغير السورية مثل البي كي كي. والذي لا يختلف عن داعش في شيئ سوى ان روسيا تريد تحقيق المزيد من المكاسب حتى ولول كان على حساب السوريين ان تلك الا احزاب لاتمثل احدا سوى ان لها مهمة تقوم بها لصالح مشغليها الاقليمين والدوليين ان الاحزاب الكردية والتي لاتمت لاكراد سوريا باي صلة مثل البي كي كي وذلك لتدمير العملية السياسية وفتح ابواب العداءمع دول الجوار كما ان سوتشي ليس من صالح الثورة السوريةلان تضحيات الشعب السوري ستذهب ادراج الرياح

    ااا

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    لذلك يجب اخذ الحذر من تلك المؤتمرات المشبوهة مثل سوتشي وذلك بوجود اطراف غايتهم تحقيق مكاسب شخصية وهم لهم مهمة محددة مايجر ي لايذكرنا الاباحداث الموصل لماذا حزب البي كي كي موجود في سوريا اليس لخدمةمخططات روسيا والقضاء على ثورة شعب ثم سنتسائل وهذا ماجرى في الموصل اين داعش وانتم تعرفون بقية قصة داعش فالبي كي كي ليس الا اداة بيد روسيا وهو مرفوض من المجتمع السوري كما انه ارتكب جرائم حرب في القرى العربية ويمارسون التهجير كما ان حزب العمال هو غير سوري لذلك هو لم يختلف عن داعش في شيئ ولذلك على وفدالم

    ااا

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    ولذلك على فريق التفاوض ان لا يستجيب لضغوط روسيا من اجل حضورمؤتمر يفرط بمصالح الشعب السوري مثل سوتشي وخاصة من ناحية ان خطر سوتشي يكمن من نا حية التمثيل للمكان الكردي السوري حيث ان الذين سيمثلونهم هم شخصيات غير مرحب بها لا على الصعيد المحلي ولا الاقليمي كما ان اثارة تلك القضية اي الاكراد ليس بالواقع ليس ابتزاز سياسيا. وخاصة في مساعي الا اكراد للانفصال وبالتالي يجب اخذ الحذر من. خطر التقسيم وهو مايشكل خطر على وحدة لذلك يجب التركيز على المحافظة على وحدة سوريا مع عدم اغفال تضحيات الشعب السوري

    ااا

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    ولكم جزيل الشكر وكل عام وانتم بخير كل ما اتمناه ان تبقى سوريا موحدة

    الحمصي

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    اقسم بالله كلكن كذابين

    Bbasim. Regina

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    باذن الله. لن تقسم سوريا وسيخرج بشار واعوانه وامريكا وايران وحزب الشيطان وكل الفصاىل الشيعية وسترجع سوريا موحدة ديموقراطيه حرة بدون ال الاسد وازلامهم وتعود معمرة بوجهه الطغاة،،،،،، وااله ولي الامر
10

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات