مؤتمرات التفاوض يفتقد إلى الجدية وتطبيق القانون الدولي.

مؤتمرات التفاوض يفتقد إلى الجدية وتطبيق القانون الدولي.
لعل الكثيرين من السوريين يدركون مدى خطورة الذهاب إلى مؤتمر سوتشي بعد إعلان موسكو بأن لا مكان في سوتشي لمن يطالب برحيل الأسد من رأس السلطة.

شخصيا لا أرى في ذلك عيب أو لائمة على موسكو لأنها حاليا الأقوى في سوريا سياسيا وعسكريا وكما هو معروف على مدى التاريخ فإن الأقوى هو من يكتب بنود أي إتفاق. ولكن لا يعني ذلك إستسلام المعارضة لقرارات موسكو والذهاب إلى هناك متناسيين المطلب الأساسي للشعب السوري. فالقضية السورية لم تعد فقط مرتبطة برأس النظام بشار الأسد ورحيله أو بقاءه وإنما أصبحت قضية شعب منهك طحنته رحى حرب لمدة سبع سنوات كما أنها قضية معتقلين مخفيين قسريا منذ عدة اعوام كما أنها قضية لاجئين تركو بلدهم بسبب الحرب المدمرة التي أحرقت الأخضر واليابس.

لا استبعد حاليا أن الدول الكبرى وتركيا وإيران لا تريد ان تجد حلا في سوريا وتعمل على إطالة عمر المفاوضات بالدعوة إلى مؤتمرات كثيرة كجنيف وأستانا وسوتشي وكل مؤتمر يعتبر مرحلة تمهيدية لمرحلة مقبلة لا أحد يعلم ما هو البيان الي سينبثق عنها.على الرغم من أن الحل في متناول الأيدي ألا وهو رحيل بشار الأسد عن السلطة والشروع بمرحلة إنتقالية بقيادة حكومة مؤقتة تكون كاملة الصلاحيات في سوريا...حتى ولو كان فاروق الشرع رئيس المرحلة الإنتقالية فلا مانع برأي وعلى المعارضة أن تقبل بذلك الطرح حتى تنقذ الشعب السوري من القتل والقصف اليومي فهدف المعارضة يجب أن يكون إنقاذ الشعب السوري لا الإستيلاء على السلطة أو تقاسمها مع احد..بشار الأسد لن يقبل في هذا الطرح لأنه يعلم بأن أي تنازل سيتسبب في إسقاطه. لذلك يجب أن تكون هناك ضمانات وضغوط دولية عليه حتى يتخلى عن منصبه وفقا لقرارات جينيف 1 التي يحاول النظام وروسيا وبقية الدول تجاهلها علما أنها كانت ناتج حوار دولي يقضي بإقصاء الأسد عن منصبه وبالتالي حل نهائي للقضية السورية.

أنا أدعو المعارضة السورية إلى محاسبة روسيا على دعوتها المشروطة لمؤتمر سوتشي بأن لا مكان لمن يريد رحيل الأسد من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن ..وشخصيا أتمنى من المعارضة إحياء بيان جنيف 1 لأنه ومن وجهة نظري الحل الأمثل للقضية السورية..فنحن نسعى لإيجاد حل سلمي وسياسي لا يؤدي إلى إنهيار الدولة السورية.

أخيرا أرى أنه من واجب المعارضة أن يكون لديها خطة سياسية واضحة عن الحل في سوريا وأن تكون ذات مواقف واضحة لا تراجع فيهامهما كانت الضغوطات الدولية عليها مع وجود البديل دائما والمرونة في السياسة والدبلوماسية التي وبنظري يفتقد لها الكثير من المعارضين السوريين وأن تطالب بأن يكون هذا الحل ملزما من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة ومن ثم العمل على صياغة دستور جديد للبلاد وتنظيم إنتخابات نزيهة برعاية أممية تفضي في نهاية الامر إلى إنتخاب رئيس جديد للبلاد وبالتالي حياة سياسية جديدة.

أطالب المعارضة بأن يكون لها خطوات حل واضحة جدا وأدعوها أن تتخلى عن فكرة الإستيلاء على السلطة لأن من يريد أن يحكم سوريا المقبلة عليه أن يعلم بأنها لن تكون مهمة سهلة بعد كل ما حصل في سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات