شبكة عسكرية أثرية في سوريا كشفتها الأقمار الصناعية

اكتشف علماء آثار بعد تحليل صور التقطتها الأقمار الصناعية، سوراً عسكرياً فريداً من نوعه، يمتد على مساحة شاسعة من الأراضي السورية ويعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.

فحسب موقع مجلة "بوبيولار أركيولوجي"، أقام باحثو مركز "أركورينت لابوراتوري"، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، بحثاً، نشر في مجلة "باليورينت"، اعتمد على تحليل صور جوية وغيرها ملتقطة عبر الأقمار الصناعية، وكشف عن شبكة مراقبة وتواصل ضخمة تعود لعصر البرونز الأوسط في سورية.

تقع المنطقة التي تم استكشافها شرق مدينة حماة وتمتد 7000 كم في الاتجاه ذاته، وهي منطقة مأهولة ومستغلة بشكل دائم من قبل سكان المنطقة لوقوعها على مشارف مناطق الهلال الخصيب المستقرة من الغرب، والسهوب الشديدة الجفاف التي سكنها البدو الرحل من الشرق. وكانت شبكة المراقبة المحصنة، التي تعود للفترة ما بين عامي 1550 و2000 ما قبل الميلاد، من ضمن أهم مكتشفات فريق البحث في الموقع. فهذا أول نظام واسع محصن يكتشف في هذه الأراضي، وفقاً لما ذكرته المجلة. 

وبينت المجلة المختصة بالآثار بأن الهيكل الضخم لهذه الشبكة "الاستثنائية في امتدادها" والذي صمم لحماية المناطق الحضرية، والأراضي الخلفية التابعة لها، يتألف من سلسلة من الحصون الكبيرة والصغيرة والأبراج والضمائم (الغرف)، تمتد بمحاذاة السلسلة الجبلية وسط سوريا، كما هو مبني من القطع الحجرية المصفوفة على بازلت غير مصقول ليشكل جدراناً تمتد عدة أمتار في السماكة والعلو.

كما أضافت المجلة بأن موقع كل واحد من الحصون مصمم بطريقة يكون كل حصن مرئياً للحصون الباقية وترى منه في آن واحد، فالتنظيم المكاني لهذه الشبكة الأثرية اعتمد على قدرة التواصل من خلال الضوء أو الدخان لإيصال رسائل سريعة لمراكز القوة الأساسية.

ومن المرجح حسب المجلة أن الغرض من هذه الشبكة المحلية الدفاع عن الأراضي والمراقبة وحماية معابر النقل، وفوق كل ذلك حماية الأراضي الأكثر خصوبة.

وتقول المجلة بان هذه النتائج تعزز أبحاثاً ميدانية سابقة وان الصور الجوية وغيرها المأخوذة عبر الأقمار الصناعية، منذ عام 1960 حتى يومنا هذا، مكنت العلماء من التوسع لاكتشاف مناطق أبعد من تلك المكتشفة ميدانياً فقط.