واشتعلت المواجهة الإعلامية بين الحليفين السابقين على إثر انتهاء معارك البوكمال وسيطرة قوات النظام على المدينة، بعد اتهام الأسد ميليشيا قسد بشكل غير مباشر بـ"الخيانة" لتعاونها مع القوات الأمريكية، ووصف نائب وزير خارجيته فيصل المقداد ذات الميليشيا بأنها "داعش الجديدة" في سوريا، ما استدعى رداً من ميليشيا قسد، ورد وصف "الخيانة" على نظام الأسد ذاته.
وكانت الأورينت نت قد نشرت تقريراً بتاريخ 21/12/2017، خلصت فيه إلى اقتراب نذر المواجهة العسكرية بين الجانبين، واستنفار ميليشيا الوحدات الكردية في مناطق سيطرتها، خوفاً من عمل عسكري محتمل من قبل قوات النظام وميليشياته الموالية، لا سيما في ظل تواصل نظام الأسد مع عدد من العشائر العربية الموجودة في مناطق سيطرة قسد، لشق عصا الطاعة عليها وجرها إلى صفها في المواجهة معها.
من البوكمال إلى إدلب!
في ظل التجييش الإعلامي الذي مارسه رموز النظام وإعلامه ضد ميليشيا قسد مؤخراً، كان من المنطق أن تندلع المواجهة في أقرب نقطة التقاء بين الجانبين، وهي محافظة دير الزور ومدينة البوكمال تحديداً، مع وجود آلاف المقاتلين التابعين لقوات النظام والميليشيات الإيرانية في تلك المنطقة، لكن النظام وحلفاءه قرروا تغيير ساحة المواجهة والتوجه شمالاً ونقل كامل قواته إلى الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، بحجة "مكافحة الإرهاب" في الظاهر، فيما تشير المعلومات والتسريبات إلى أن هدف الحملة الجديدة للنظام هي قسد!
إيران تحشد
ومع إرسال ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقية تعزيزات كبيرة إلى الحدود السورية العراقية، دخل ما يزيد على 10 آلاف مقاتل من إيران إلى سوريا عبر طريق طهران- بغداد- دمشق، تمهيداً لإطلاق ميليشيا الحرس الثوري عملية ضد حلفاء واشنطن.
وكشف مصدر في الحرس الثوري لصحيفة "الجريدة" الكويتية أن ما يزيد عن 10 آلاف مقاتل وصلوا إلى سوريا من إيران عبر طريق طهران- بغداد- دمشق، وقامت وحدات من ميليشيا الحشد الشعبي العراقية، خصوصا ميليشيا "النجباء"، و"حزب الله العراقي" بتأمين سفر هؤلاء عبر مرافقتهم خلال الأسبوعين الماضيين.
وأوضح المصدر أن "نصف هؤلاء المقاتلين سيستقرون على تخوم مدينة دمشق ومنطقة السيدة زينب لتأمينها، والنصف الآخر سيدعمون القوات الأخرى في الشمال والجنوب السوري أمام قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً".
ووفق المصدر، فإن "أعداداً أخرى تعادل هذه الأعداد من القوات يتم تجهيزها لإرسالها إلى سوريا، للمشاركة في عملية محتملة ضد قسد، حيث أنهم ينتظرون القرار السياسي للقيام بهذه العملية فقط".
أين ستكون المواجهة؟
الحشد الإيراني لميليشياتها لدعم تحركات النظام في محافظة إدلب شمال سوريا، وسحبهم من شرق البلاد، أثار المخاوف من احتمال شنّ النظام وميليشياته عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة التي تسيطر على ريف حلب الغربي ومعظم محافظة إدلب، لكن يبدو أن غاية الهجوم كما سربت مصادر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني هو "قسد" تحديداً، وهو ما يشير إلى احتمال أن يكون الهدف المقبل لعمليات النظام، في ظل الاحتقان القائم بين النظام وقسد، هو مدينة عفرين، حيث تسيطر ميليشيا قسد على كانتون عفرين، وتتخوف من عمل عسكري تركي وشيك نحوها، وهو ما قد يثير التوقعات بوجود "تفاهمات" جديدة لمواجهة طموح "المشروع الكردي" في شمال سوريا.
التعليقات (2)