في حلب.. النظام يُعيد ما دفنته الثورة

في حلب.. النظام يُعيد ما دفنته الثورة
أعاد نظام الأسد إلى الأذهان مشاهد ودّعها السوريون منذ اندلاع الثورة عام 2011، بعد تنظيم  شبيحته مهرجاناً في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب، معيداً استخدام عناصر جيشه وطلاب المدارس، في استعراضات لا تهدف إلا لتلميع النظام وإعادة تدويره من جديد.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام موالية "احتفال" نظام الأسد، أمس (الخميس) بمرور سنة على استعادة السيطرة على أحياء حلب الشرقية ، بعد أن دمّرها فوق رؤوس ساكينها وهجرهم وقتل الآلاف منهم.https://orient-news.net/news_images/17_12/1513959806.jpg'>

وأظهرت الصور  مسيرات تقليدية، وعروضاً لميليشياته وعناصره وفرقه الحزبية، وفرق الكشافة والآلات الموسيقية، إضافة إلى حشد طلاب مدارس في الشوارع حاملين صور بشار وأعلام البعث، في استعراض يبقي على الصورة النمطية للتبعية العمياء لنظام الأسد.

اعتماد نظام الأسد على المعدمين بدت واضحة من خلال الصور، حيث أكدت من جديد استخدام النظام لأسر وعوائل قتلى عناصره الذين قذف بهم في  معارك بقائه على كرسي الحكم، في تلك المهرجانات حاملين صور بشار الأسد، إلى جانب صور قتلاهم، في مشهد يرسم من جديد أنهم ما ماتوا إلا لأجل "القائد".

كما أستطاع النظام من خلال المهرجان زج أطفال المدارس في حملته الترويجية، لإسماعهم خطب أمناء فروع حزبه التي شبع منها الشعب السوري ودفنها تحت أقدام الثورة منذ 7 سنوات.

والجدير بالذكر، أن عملية تهجير أهالي أحياء حلب الشرقية وثوارها في أواخر كانون الأول العام الماضي، تمت بعد حملة عسكرية غير مسبوقة لميليشيات إيران وقوات الاحتلال الروسي استمرت نحو شهرين، ما أسفر عن استشهاد وجرح الآلاف من المدنيين، فضلاً عن الدمار الذي لحق بالبنى التحتية والمنشآت الخدمية، وفي مقدمتها المشافي، لتحتل تلك الميليشيات كامل الأحياء الشرقية، بينما يسيطر الثوار على حي الراشدين غرب المدينة، ومعظم الريف الحلبي.

كما أعلنت موسكو عن إرسال كتيبة من "الشرطة العسكرية الروسية" إلى حلب بحجة "توفير الأمن"، وذلك بعد يوم من إكمال عملية تهجير أهل الأحياء الشرقية للمدينة،  حيث اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السيطرة على أحياء حلب الشرقية أهم عوامل "التطبيع الكامل للوضع في سوريا والمنطقة بشكل عام".https://orient-news.net/news_images/17_12/1513959790.jpg'>

الأمم المتحدة: إجلاء حلب يعادل جريمة حرب

واتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، في مطلع آذار الماضي، قوات النظام وميليشياته بارتكاب "جرائم حرب" وعمليات "قتل انتقامية" أثناء العملية العسكرية للسيطرة على حلب، وجاء في التقرير "على اعتبار أن الأطراف المتقاتلة اتفقت على إجلاء شرق حلب لأسباب استراتيجية وليس من أجل ضمان أمن المدنيين أو لضرورة عسكرية ملحة، ما أتاح تهجير الآلاف، فإن اتفاق إجلاء حلب يعادل جريمة حرب للتهجير القسري".

وذكر التقرير أنه "منذ نهاية تشرين الثاني 2016، وحتى انتهاء عملية الإجلاء في كانون الثاني 2017، ارتكبت بعض الميليشيات الموالية للحكومة إعدامات في عمليات انتقامية".

خلال أسبوع دمرت منطقة بحلب بحجم مانهاتن

وأكدت منظمة العفو الدولية، في أواخر تشرين الثاني العام الماضي، استخدام قنابل انشطارية روسية الصنع في الغارات على أحياء حلب الشرقية، وهي أسلحة فتاكة للمدنيين بصورة خاصة ومحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية، حيث أوضحت المنظمة أن هذا القصف "يندرج ضمن استراتيجية عسكرية متعمدة لإفراغ المدينة من سكانها والسيطرة عليها".

وبحسب الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية وحللتها المنظمة، تظهر إصابة 100 موقع وأن 90 موقعاً تضرر أو دمر خلال أسبوع ضمن منطقة بحجم مانهاتن في نيويورك.

التعليقات (1)

    احممد محمود محمد

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    نطق الرصاص فمايباح كلام وجرى القصاص فالثائر لايلام
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات