"جيش اليرموك" يكشف لأورينت نت الخطط البديلة لتوقف الدعم

"جيش اليرموك" يكشف لأورينت نت الخطط البديلة لتوقف الدعم
كشف الممثل السياسي لـ "جيش اليرموك" (أكبر فصائل الجيش الحر السوري في الجبهة الجنوبية)، لأورينت نت، أن الدعم العسكري لفصائل الثوار في الجنوب والشمال سيتوقف اعتباراً من مطلع العام القادم.

وأوضح (بشار الزعبي)، أنه جرى إبلاغ كافة فصائل الثوار من قبل غرفتي الاستخبارات الدوليتين "الموك والموم"، بإيقاف الدعم، دون وجود خطط بديلة لتلك الفصائل، سوى "الاعتماد على النفس والعودة إلى بدايات الثورة للدفاع عن المناطق المحررة وإسقاط النظام"، وفق قوله. 

ويأتي قرار إيقاف الدعم عن ثوار الجنوب بعد سلسلة تفاهمات روسية أمريكية حول الجنوب السوري، انتهت إلى الإعلان عن اتفاق ثلاثي مع الأردن مطلع الشهر الماضي بشأن منطقة "خفض للتصعيد" في الجنوب، مع بقاء مصير معبر نصيب غامضاً.

مسألة خطيرة

ويؤكد الزعبي على إصرار الحر على البحث عن حلول بديلة، لافتاً إلى إمكانية الاعتماد على الذات بالنسبة للمقاتلين: "لا يوجد إلى الآن أي بوادر لحل هذه المسألة؛ إلّا أن يعود كل شخص للعمل الموازي في الجيش الحر"، مشيراً إلى "عرض بعض الدول لبرامج جديدة لكنها غير واضحة مثل حرس الحدود والشرطة المحلية".

ولفت الزعبي إلى أن مسألة توقف الدعم مسألة خطيرة، وأن فصائل الثوار طرحت هذا الموضوع على كافة الدول ووعدوا بمعالجته، مضيفاً أنه بعد توقف الدعم "لا مجال للتراجع أو الانهزام وستبقى الفصائل مرابطة بالحد الأدنى، وسننتظر بدايات العام المقبل لنرى ماذا سيحصل من أصدقاء سوريا، هل سيتركون هذه الفصائل؟ أم سيكون هناك تخطي لبعض الفصائل لأمور أخرى؟"، وكان نظام الأسد قد خرق الأسبوع الماضي اتفاق وقف إطلاق النار، حيث استهدف الأحياء السكنية في درعا البلد، وردت غرفة عمليات "البنيان المرصوص" على مصدر النيران مبدية استعداداً للرد في حال تكرار الخرق من النظام.

وكانت الولايات المتحدة قد انهت في أواخر تموز الماضي، برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية المعني بتسليح فصائل الثوار، والذي أطلقته الوكالة في عهد الرئيس السابق (باراك أوباما)، وبرر ترامب إيقاف الدعم بحجة إنه "خطير وغير فعّال".

استسلام لروسيا!

وجاء تبرير "ترامب" بعد ثلاثة أيام على إعلان قائد القوات الخاصة الأميركية الجنرال (توني توماس)، أن بلاده أوقفت العمل بالبرنامج المستمر منذ أربع سنوات، مؤكداً أن القرار "لم يتخذ لإرضاء روسيا الحليفة الرئيسية لنظام الأسد".

ورأت جهات أمريكية في قرار ترمب "خضوعاً لضغوط روسية"، حيث نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالاً عقب قرار ترامب ، بعنوان: "التعاون مع روسيا أصبح نقطة اساسية في استراتيجية ترامب ازاء سوريا"،ما دعا ترامب إلى الإسراع للرد في تغريدة له عبر موقع تويتر بالقول: "واشنطن بوست لفقت وقائع حول قراري وضع حد لمدفوعات طائلة وخطيرة وغير فعالة للمقاتلين السوريين الذين يحاربون بشار الاسد".

أما السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية (ليندسي غراهام) والمعروف بمواقفه الداعمة للثورة وانتقاده لسلوك الإدارة الأمريكية في الملف السوري، فأعرب عن قلقه من هذه الخطوة، واصفاً إياها في تغريدة على تويتر، بأنها "إذا ما ثبتت صحتها.. فستكون أشبه بالاستسلام الكامل للأسد وروسيا وإيران".

وأكد في تغريدة أخرى على أن وقف تسليح المعارضة السورية، إذا صح فإن ذلك سيكون "خسارة كبيرة" أولا: للسوريين الذين يتعرضون لهجمات بلا هوادة من قبل الأسد، وثانيا: لشركائنا من العرب، وثالثا: لوضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، معتبراً أن مثل هذه الخطوة ستعني بالضرورة "منح عاصمة عربية أخرى للإيرانيين".

يشار إلى أن برنامج المخابرات المركزية الأمريكية، بدأ في 2013 في إطار جهود إدارة الرئيس باراك أوباما في ذلك الحين لـ “الإطاحة بنظام الأسد"، إلا انه لم أي يحقق أي نجاح يذكر، كون الإدارة الأمريكية تعمدت عدم تزويد فصائل الجيش الحر بالأسلحة النوعية والفتاكة، كما هو الحال مع ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية" التي تتزعمها ميليشيا الوحدات الكردية.

جدير بالذكر، أن الرئيس الأمريكي قد صرح في تشرين الثاني الفائت، أنه يرجح قطع الدعم عن فصائل الجيش الحر، وقال حينها: "لا نعلم من هؤلاء"، فيما تستمر بدعم ميليشيا "الوحدات" الكردية بهدف التمدد في شمال سوريا والاستيلاء على المزيد من الأراضي العربية، بحجة محارية تنظيم "الدولة".

توازن القوى

وتعتبر "الموك" غرفة مخابرات دولية تأسّست في أواخر 2013 باتفاق وتنسيق بين مجموعة أصدقاء سوريا، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول، ولهذه  الغرفة مقر رئيسي في الأردن، حيث لعبت الغرفة دوراً كبيراً في المحافظة على توزان القوى بين الثوار وقوات الأسد في محافظة درعا، وكانت تقدم دعماً استخبارتياً ولوجستياً للثوار في كثير من المعارك وتقوم بمنعهم من القيام بمعارك أخرى، وذلك باللجوء لمعاقبة الفصائل التي تقوم بأي معركة منفردة وغير موافق عليها، والتهديد بإيقاف المساعدات والرواتب والسلاح وإغلاق الحدود الأردنية أمام الجرحى الأمر الذي انعكس على عمل الثوار.

توقف الدعم

بالتزامن مع العدوان الروسي على سوريا، في 30 أيلول 2015، بدأت غرفة عمليات "الموك" بتقليل الدعم تدريجياً، لمعظم فصائل "الجبهة الجنوبية"، وذلك ضمن اتفاقيات دولية، الأمر الذي أدى إلى برود الجبهات مع النظام في عموم منطقة درعا وحوران، لاسيما أن معارك الفصائل مع لواء "شهداء اليرموك"، المتهم بمبايعة تنظيم داعش تسنزف الكثير من المقاتلين والعتاد؛ أما"الموم" غرفة لتنسيق دعم فصائل الجيش الحر في الجبهات الشمالية لسوريا، وتتخذ من تركيا مقراً لها.

التعليقات (2)

    ahmad

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    السوريون عندما خرجوا لم يأخذوا إذنا من أحد, التمويل المشروط كان أصل مصائب الثورة: منع الحسم وحافظ على تفرق الفصائل.."وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"

    احمد

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    و اعدوا لهم ما استطعتم . يا ثوار اعلموا ان الله هو الرزاق دو القوة المتين و انتظروا منه و منه فقط الدعم . فهده المساعدات التي تاتيكم لا تعبر عن حاجيات الشعب السوري و لا تشبع مستلزمات ثائر واحد و بفضل الله وحده استطعتم الصمود بل و الانتصار في كثير من المرات . وفقكم الله .
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات