لسنا فاعلي خير!.. ثروات سوريا والبنى التحتية تثيران لعاب روسيا

لسنا فاعلي خير!.. ثروات سوريا والبنى التحتية تثيران لعاب روسيا
بعد زيارة خاطفة حملت من المدلولات السياسية والرمزية ما أسال حبر المتابعين للملف السوري، قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى قاعدة حميميم في سوريا، طار نائب رئيس الوزراء الروسي، ديميتري روغوزين، على رأس وفد اقتصادي إلى سوريا للقاء الأسد، والمطالبة باستحقاقات بلاده تجاه نظام الأسد.

ديميتري روغوزين، نائب رئيس الحكومة الروسية، شدد على ضرورة الإسراع في عملية إعادة الإعمار في سوريا، وأكد في ختام لقائه أن نظام الأسد يخطط للتعاون مع روسيا بصورة خاصة في هذه العملية.

روغوزين، المسؤول في الحكومة الروسية عن ملفات حساسة مثل الصناعات العسكرية والتعاون التقني العسكري، وصل إلى سوريا (الاثنين) على رأس وفد حكومي واقتصادي روسي، ضم نواب وزراء الخارجية والدفاع والتنمية الاقتصادية والطاقة والنقل والصناعة والتجارة، فضلاً عن السفير الروسي في دمشق ومديري عدد من أهم الشركات الروسية. وأجرى هناك محادثات مع رأس النظام بشار الأسد، ورئيس حكومته عماد خميس ووزير خارجيته وليد المعلم، بحث خلالها التعاون بين البلدين. 

ونقلت وكالة "تاس" عن روغوزين قوله إن المحادثات مع المسؤولين السوريين كانت مطولة واستمرت عدة ساعات، وأوضح أن تحضيرات ضخمة سبقت المحادثات، شاركت فيها الوزارات المعنية والمؤسسات الاقتصادية الروسية الموجودة في سوريا، وأكد التوصل نتيجة المحادثات إلى "اتفاقيات غاية في الأهمية، من شأنها أن تسمح بالنصر في هذه الحرب، من أجل الاستقرار في سوريا، ومن أجل أن يتم تثبيت ذلك النجاح العسكري الذي حققته القوات الروسية، (تثبيته) عبر هذا التوجه طويل الأمد لسوريا نحو السوق الروسية".

سوريا المستباحة 

"روغوزين" لم يتوان عن الكشف عن مطامع روسيا في سوريا، وقدومه إلى دمشق لقبض ثمن دفاع بلاده عن نظام الأسد، وفي تعبيره عن المصالح الروسية هناك، وقال نائب رئيس الوزراء الروسي إن "سوريا بلد غني بلا حدود، يحصدون هنا المحصول ذاته ثلاث وأحياناً أربع مرات في العام. ويوجد هنا ثروات باطنية، وموقع جغرافي فريد من وجهة نظر النقل، والكثير غيره"، وشدد بعد ذلك على أن "الشركات الروسية تملك الحق المعنوي في تطوير مشاريع اقتصادية ضخمة في سوريا، لا سيما في ظل وجود العسكريين الروس الذين سيبقون هناك للحفاظ على السلام والاستقرار". 

روغوزين أشار إلى ملف إعادة الإعمار، وأعاد إلى الأذهان في هذا السياق، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن "العدوان على سوريا ألحق بها أضراراً وخسائر تقدر بنحو 400 مليار دولار"، منوهاً إلى الدمار الواسع في المدن والمؤسسات الإنتاجية.

وعبر روغوزين عن قناعته بأن إعادة إعمار سوريا ستكون عملية طويلة الأمد، وأن "سوريا بهذا المعنى لن تكون عبئاً على روسيا، بل على العكس ستشكل استخداماً جدياً لخبراتنا، قوانا ووسائلنا"، وأن "هذا الأمر لن يكون مربحا للسوريين فقط، وبكل تأكيد لن تخسر روسيا في هذا المجال"، ووعد السوريين "الذين اشتاقوا للسلام والخبز والعمل" على حد تعبيره، أن يحصلوا على هذا كله بمساعدة روسيا. 

وكالة حصرية

اللافت في كلام نائب رئيس الوزراء الروسي، كشفه في سياق حديثه عن إعادة الإعمار، أن نظام الأسد أكد له الرغبة في العمل بصورة حصرية مع روسيا في هذا المجال، "ترغب القيادة السورية حالياً بالعمل مع روسيا بصورة استثنائية، فيما يخص إعادة إعمار كل الإمكانات في مجال الطاقة في البلاد"، لافتاً إلى أن "الأسد أكد أنه لا رغبة لدى سوريا بالعمل مع تلك الدول التي خانتها في لحظة ما". 

وتحدث نائب رئيس الحكومة الروسية عن مشاريع مشتركة مع النظام في مجالات إنتاج النفط، وإعادة تأهيل البنى التحتية، والسكك الحديدية، والموانئ، والطاقة الكهربائية، وأشار إلى أن "محادثات تجري الآن للحصول على الظروف الجيدة التي تضمن أمن عمالنا وموظفينا، الذين سنختارهم من المواطنين السوريين"، وأكد أن "هذا أمر غاية في الأهمية، لأننا لا نخسر المال هنا بل سنجنيه معا نحن والسوريون، وسيساهم الجانب السوري بحصته في إعادة تأهيل الاقتصاد". 

وأشار روغوزين إلى اتفاق مع النظام على تأسيس شركة مشتركة للعمل في إنتاج الفوسفات، وقال إن "هذا المنتج مطلوب في عدد كبير من الدول"، وأكد "اتفقنا مع الجانب السوري على تأسيس مشغل مشترك، وسنعمل في مناطق الإنتاج، وفي النقل وفي إيصال الفوسفات المعالج إلى الدول الأخرى التي تنتظر هذه البضاعة". ولم يستبعد في الوقت ذاته أن تستخدم روسيا الموانئ السورية لتصدير الحبوب الروسية إلى الدول المجاورة.

لسنا وكالة خيرية!

روغوزين كان حريصاً على التأكيد بأن روسيا لن تدخل الاقتصاد السوري بصفة "فاعل خير" أو "دولة مانحة"، بلا مقابل، وأنها لا تنوي التساهل فيما يخص مصالحها وأرباحها حتى إن كان الأمر مع سوريا. وقال إن "قطاع الأعمال الروسي سيحسب كل روبل"، موضحاً: "لأنه علينا أيضاً ألا نفكر بالآخرين فقط، حتى لو كانت دولة مقربة صديقة، والآن علينا أن نفكر كيف نجني الأموال لميزانيتنا، لمواطنينا، للناس الذين ينتظرون أيضاً مقابل ما، لقاء العمل الكبير الذي قامت به روسيا الاتحادية على الأراضي السورية"، في إشارة إلى العملية العسكرية التي دعمت من خلالها موسكو نظام الأسد والمشاريع الاقتصادية التي يخطط الروس لإطلاقها في سوريا جنياً لغنائم هذا التدخل!

التعليقات (4)

    احممد محمود محمد

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    اقبض ياضريط من ورا الحيط

    أبو خالد

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    لقد غاظني جدّا ما قاله هدا المغترّ. وما صرنا إلى هذا الوهن والضعف إلاّ لكوننا نعدم سلاحا متطورا ندفع به صول الصّائل وظلم الظالم. فكلاهما، أعني أمريكا وروسيا، يمرح ويسرح في بلادنا ولا نملك ردّ عربدتهم وفسادهم. فما العمل؟ ليس لنا إلآّ اللّه وكفى به نصيرا ثمّ تركيا. نعم تركيا يوشك أن تلحقهما وتجاوزهما في جودة السلاح. فيا إعلامنا انصروها في منابركم فإنّ إدراكنا الاكتفاء الذاتي العسكري هو خلاصنا من هذه العبودية المذلّة.

    لم يكن بشار رئيس لكانت سوريا بخير

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    بشار أضاع سوريا وهجر وقتل الملايين من السورين والمعتقلين والمصابون ومن كل الطوائف فهو من أدخل داعش والمليشيات الأرهابية فقط ليبقى يحكم سوريا ويحافظ على المليؤرات المنهوبة من الشعب السوري وحظ هذا الشعب المنكوب أن يكون من يحكمه بشار ولو أحاكم لسوريا غير هذه الشخصية الضعيفة الأنانية المريضة , فلم يلجأ الى قهر وقتل شعب بريء مظلوم فقير يعيش بفقر مدقع ولايشكل أي خطر على كيان الدولة فالشعب قام فقط لكرامته بجريمة ضابط مخابرات قريب لبشار في درعا وبدل أن يكون لديه حكمة وروية ليعالج المشكلة البسيطة أستعان

    موسى

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    سوريا مستباحة لروسيا وغيرها !!! وبالأحرى أصبحت "" ماخور "" !.
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات