"فيتو" أميركي يحبط مشروع قرار بخصوص القدس

"فيتو" أميركي يحبط مشروع قرار بخصوص القدس
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي حق النقض (الفيتو) بوجه قرار مصري بخصوص مدينة القدس، مما أثار موجة من الانتقاد بحق واشنطن. وقد حصل مشروع القرار على أغلبية 14 دولة مقابل "الفيتو" الأمريكي.

واعتبرت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي أن التصويت في المجلس "إهانة لن ننساها أبداً"، وأن العملية "مثال جديد على تسبب الأمم المتحدة بالضرر أكثر مما تتسبب بما هو مفيد في التعامل مع النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي".

من جانبها، وصفت الرئاسة الفلسطينية "الفيتو" بأنه "استهتار بالمجتمع الدولي"، وقال الناطق باسمها نبيل أبو ردينة إنه "مدان وغير مقبول ويهدد استقرار المجتمع الدولي لأنه استهتار به".

وأضاف "هذه الخطوة الأميركية سلبية، وفيها تحد للمجتمع الدولي، وستسهم في تعزيز الفوضى والتطرف بدل الأمن". مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أكدت "عزلتها"، وعلى المجتمع الدولي العمل الآن على حماية الشعب الفلسطيني.

كما جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه وساطة أميركا في عملية السلام، وأعلن اتخاذ "رزمة" من الإجراءات ضد إعلان ترامب، والانضمام إلى 22 منظمة دولية، وقال "أميركا اختارت أن لا تكون وسيطاً نزيهاً في عملية السلام".

وأضاف "سنتوجه إلى الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وسنتخذ إجراءات قانونية وسياسية وديبلوماسية ضد إعلان ترامب بشأن القدس".

وكانت دول مجلس الأمن مجتمعة وجهت أمس رسالة مباشرة إلى واشنطن برفض قرار ترامب، عبر دعمها مشروع قرار فلسطيني يؤكد أن "القرارات والإجراءات التي تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تركيبتها الديموغرافية، لا أثر قانونياً لها، وهي لاغية وباطلة ويجب إلغاؤها".

وصوتت لمصلحة مشروع القرار 14 دولة في مجلس الأمن من أصل 15، وهو ما ترك المندوبة الأميركية وحيدة في موقفها، في وقت أكد أعضاء المجلس كافة في كلماتهم تمسكهم بأسس عملية السلام القائمة على أساس قرارات مجلس الأمن السابقة، التي تؤكد عدم سيادة إسرائيل على القدس.

من جانبه، قال السفير الفرنسي "لا يمكن التوصل إلى سلام من دون اتفاق على القدس، بسبب رمزيتها واعتبارها مفتاحاً للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولهذا فإن الاتفاق يمكن أن يقرره الطرفان بنفسيهما مع دعم المجتمع الدولي، وليس من خلال قرارات أحادية تتخذها دولة أخرى تعيدنا قرناً كاملاً إلى الوراء".

كذلك أكد السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، دعم بلاده مشروع القرار "لأنه يتوافق مع الموقف المتفق عليه منذ أمد طويل على القدس، ويتوافق مع قرارات مجلس الأمن السابقة، ونحن ندعو الأطراف إلى تكثيف الجهود لمصلحة حل سلمي دائم في الشرق الأوسط"، مكرراً تأكيد أن موقف بريطانيا مختلف عن موقف الولايات المتحدة في شأن القدس، وأن لندن "لن تنقل سفارتها من تل أبيب حالياً".

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، اعتبار القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، والبدء بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة الفلسطينية المحتلة.

وأثارت هذه الخطوة الأمريكية غير المسبوقة موجة من الغضب العربي والإسلامي، وسط قلق وتحذيرات دولية من تداعيات قرار ترامب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات