أورينت تفتح ملف مرضى السرطان في الغوطة الشرقية

أورينت تفتح ملف مرضى السرطان في الغوطة الشرقية
تتعلق أرواح المئات من المصابين بأمراض سرطانية داخل الغوطة الشرقية بعلاج على بعد مئات الأمتار من مكان معتقلهم، حيث يفاقم الحصار من معاناتهم ويفقدهم كل بارقة أمل بالنجاة، بعد أن رفض النظام إخراجهم للعلاج، أو حتى إدخاله إليهم.

وقد تجاوز عدد المصابين بأورام خبيثة داخل بلدات ومدن الغوطة المحاصرة 1200 مريض، وفق المركز الوحيد المتخصص بعلاج هذا النوع من الأمراض داخل الحصار، بينما فقد العشرات منهم حياته منتظراً العلاج، وكانت الشريحة الأكبر منهم هي من الأطفال والنساء.

العشرات بحاجة لإجلاء

(وسام الشامي)، الطبيبة الوحيدة داخل الغوطة الشرقية والمختصة بمعالجة الأورام الخبيثة وأمراض الدم، ورئيسة (مركز دار الرحمة لمعالجة الأورام السرطانية)، تؤكد أن عدد المصابين بمثل هذه الأمراض بلغ 1228، وهو العدد الكلي المسجل لدى المركز.

وتؤكد "الشامي" بحديثها لأورينت نت، أن 665 منهم كانوا قيد العلاج، حيث كان المركز يؤمن لهم بعض الجرعات الدوائية بأثمان باهظة عبر طرق التهريب، وكان بعض المرضى قد خرجوا عن طريق الأنفاق الواصلة لمناطق دمشق الشرقية مثل (برزة وحي القابون الدمشقي).

وتشير الطبيبة إلى أن النظام قطع كل سبيل وأمل أمام هؤلاء المرضى في إمكانية العلاج، بعد أن سيطر على هذه الأحياء، ما تسبب بارتفاع نسبة الوفيات بين المصابين، حيث توفي 32 مريضاً، مع عجز المنظمات الدولية والأممية عن إخراجهم للتداوي خارج الحصار، أو حتى تأمين العلاج لهم داخل الغوطة.

"الشامي" تؤكد، أن 47 مصاباً من مجمل المصابين ينازعون، وهم الحالات الأكثر حرجاً وبحاجة لإخراجهم بالسرعة القصوى لإعطائهم جرعات قد تعيد الاستقرار لحالتهم المتدهورة.

ويؤكد المركز أنه وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، كان الأطفال يشكلون ما نسبته 20% من مجمل المرضى، بينما تشكل النساء ما نسبته 45%، والباقي هم من الرجال.

انقذوا البقية

المريضة "مروة عبد الفتاح" (28 عاماً)، متزوجة وأم لثلاثة أطفال، وإحدى ضحايا الأورام السرطانية، فقدت حياتها بعد كشف متأخر عن إصابتها بورم سرطاني في النخاع الشوكي. وبحسب (إيمان) الممرضة المراقبة لحالة (مرة)، فإن المريضة فقدت حياتها، جراء الكشف المتأخر وانعدام العلاج، حيث تم تشخيص حالتها بـ "الصدفة"، إثر قصف جوي أصيبت به وأطفالها، وقد تم اسعافها ليكتشف الأطباء أن لديها كتلة دهنية في النخاع الشوكي، أُثبت لهم بعد الفحوصات أنه ورم خبيث.

وتقول إيمان لأورينت نت، إن العجز عن  تقديم العون أو العمل بشيء لأم تنازع الموت شعور لا يمكن وصفه، لا سيما أنها نجت من القصف، مؤكدة أن نظراتها الأخيرة كانت تقول "لا تتركوا البقية يموتون مثلي".

يشار إلى أن الأمم المتحدة دعت القوى الدولية على لسان مستشارها للشؤون الإنسانية الخاص في سوريا (يان إيجلاند) مطلع هذا الشهر، للمساعدة في ترتيب إجلاء 500 شخص بينهم 167 طفلاً من الغوطة الشرقية المحاصرة، قائلاً إن "الوضع هناك أصبح حالة طوارئ إنسانية"، حيث يرفض نظام الأسد السماح بدخول القوافل الإنسانية واصراره على انتهاج سياسة الحصار والتجويع ضد المدنيين.

وكانت جددت "منظمة الصحة العالمية" (الأسبوع الفائت) ندائها لإجلاء نحو 500 مريض من الغوطة الشرقية، بينما لا يسمح لهم نظام الأسد بالخروج، وذلك بعد أيام من تقرير مشابه لمنظمة الطفولة العالمية (اليونيسف) أكدت فيه أن أكثر من 11 % من أطفال الغوطة يعانون من سوء تغذية حاد، وسط تجاهل دولي لنداءات المنظمات الحقوقية ومأساة المحاصرين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات