كيف تمكن تنظيم الدولة من تنفيذ هجومه على التنف ومن ساعده؟

كيف تمكن تنظيم الدولة من تنفيذ هجومه على التنف ومن ساعده؟
وجه التحالف الدولي مؤخراً اتهاماً مباشراً لنظام الأسد وروسيا بتسهيل مرور وتنقّل عناصر تنظيم الدولة في البادية السورية بحرّية، وسبق هذا الاتهام حديث لناشطين سوريين عن دخول أرتال للتنظيم قادمة من البادية إلى ريفي إدلب وحماة. 

وحول هذه الاتهامات شبّه المحلل العسكري العقيد حاتم الراوي، تنظيم الدولة بـ"شركة مساهمة" تستخدمها وتحركها جميع القوى على الأرض السورية متى تشاء، موضحاً أن التنظيم يستغل التسهيلات من هذه القوى ويقوم بالتنقل والهجوم على الأماكن المرصودة من قبل الطيران إضافة إلى قيامه بالتنقل على الأرض السورية.

هجوم التنظيم على التنف

وقال الراوي لأورينت نت، إن منطقة التنف الموجودة في بادية الحمّاد السورية عبارة عن أرض ملساء مفتوحة لا يستطيع أحد العبور من خلالها دون حماية جوية أو أن ترصده الطائرات، مشيراً إلى أن بادية الحماد تشترك فيها ثلاث دول هي سوريا والعراق والأردن، وأن منطقة الحمّاد السورية تمتد من التنف وصولاً إلى أبو الشامات ثم تدمر.

وأكد المحلل العسكري أن التنظيم استغل بالتأكيد تسهيلات ما من قبل النظام وروسيا، وشن هجومه الأخير على جيش مغاوير الثورة المدعوم من التحالف.

ولفت إلى أن المنطقة التي استخدمها التنظيم للتوجه نحو أماكن المغاوير مرصودة من قبل قوات النظام وروسيا. وقال "بالتأكيد حدثت تسهيلات كسحب حواجز للنظام وتوقف روسيا عن قصف أرتال التنظيم". 

وأوضح الراوي طبيعة المنطقة قائلاً "لايوجد في هذه المنطقة أماكن لإخفاء المسلحين والآليات بمعنى أن الهجوم الذي تم على قاعدة التنف قبل يومين لا يمكن أن يتم دون تنسيق معين بين التنظيم والنظام والروس".

الحادثة ليست الأولى

وأشار الراوي إلى أن حادثة التنف ليست الأولى، مؤكداً أن  التنظيم وبعد أن أجبر على الانسحاب من مدينة الميادين قبل أكثر من شهر سبق وأن تحرك باتجاه منطقة القريتين عبر بادية الميادين ومن ثم ظهر له عناصر فجأة يقاتلون في ريف إدلب. وتساءل كيف عبروا إلى إدلب في ظل سيطرة النظام؟.

وأوضح المحلل العسكري، أن التنظيم وقبل قيامه بتحركاته "المريبة" يشن هجمات لمدة يومين على مراكز النظام أو في منطقة التحرك التي يريد استخدامها للتغطية على تنقلاته لاحقاً. لإيصال رسالة أنه قاتل في هذا المكان وتمكن من السيطرة عليه ومن ثم التحرك من خلاله. 

وأضاف الراوي "التنظيم يقوم بالتغطية على اتفاقاته مع النظام وغيره عبر اختلاق اشتباكات مع بعض العناصر في مناطق متطرفة كما حدث في منطقة حميمة في البادية قبل مدة".

ولفت المحلل العسكري إلى أن التنظيم عقد أيضاً صفقات مع التحالف الدولي وميليشيا "سوريا الديمقراطية/قسد" كما حدث في الرقة وأكدته تصريحات طلال سلو المنشق عن "قسد".

هجمات مباغتة 

قال المحلل العسكري منذر ديواني لأورينت نت، "بعد خسارة تنظيم الدولة للبوكمال ومناطق أخرى في دير الزور أصبح يعتمد على الهجمات المباغتة على مواقع النظام والميليشيات".

وأوضح أن التنظيم ينفذ هجماته عبر السيارات المفخخة التي توقع ضرراً كبيراً في القوات النظام مستفيداً من طبيعة المنطقة التي بات يعرفها جيداً، بحسب قوله.

وذكر الديواني، أن هجوم التنظيم الأخير على قوات النظام المتواجدة في محطة T2 الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة البوكمال والتي تبعد عنها بمسافة حوالي 60 كم، أسفر عن خسائر فادحة في صفوف النظام. سبقه هجوم منطقة اﻹذاعة في أطراف المدينة نجم عنه عدد من القتلى في صفوف المليشيات أغلبهم من لواء القدس اﻹيراني.

وأكد أن التنظيم خلق في هجماته هذه حالة من الارتباك في صفوف النظام  والميليشيات إضافة إلى أنه سيطر على قرى (السيال، حسرات، الطواطحة، الجلاء، الكشمة، الصالحية، العباس) الواقعة على مسافة 30 كم في الجهة الغربية لمدينة البوكمال وعلى الجهة الشمالية لنهر الفرات، مما جعله يوسع رقعة المناورة لديه.

وعن منطقة التنف قال المحلل العسكري، إن هذه المنطقة تخضع لتفاهمات أمريكية روسية وتحدياً عند المنطقة الواقعة في الجهة الجنوبية من بادية التنف، مشيراً إلى أن هذه المنطقة تمثل تتمة "الهلال النفطي" الممتدة من الموصل في العراق إلى التنف مروراً بالرقة وﻻ بد من وجود لقوات التحالف فيها .

وختم الديواني حديثه، قائلاً إن جميع المناطق التي تمثل خط مواجهة بين "قسد" (المدعومة من التحالف) ومناطق النظام وروسيا في ريف دير الزور ستشهد هجمات للتنظيم في قادم الأيام، لأنه سيسعى جاهداً لاسترجاع خسره والبحث عن مخارج جديدة كما حدث في هجومه الأخير على قاعدة التنف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات