دي ميستورا: سلّة الدستور أولاً أو فشل جنيف!

دي ميستورا: سلّة الدستور أولاً أو فشل جنيف!
طالب المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، وفد الرياض ببحث سلتي الدستور والانتخابات خلال اجتماعات جنيف8 الحالية، ملوحاً بإمكانية فشل المباحثات إذا لم يتم التوصل إلى نتائج بهذا الصدد.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر وصفتها بـ"الموثوقة وواسعة الاطلاع" على المفاوضات في جنيف8، أن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، طلب من وفد الرياض (الإثنين) أن تكون "واقعية"، معتبراً أنها فقدت الدعم الدولي.

وبحسب المعلومات المتوفرة من تلك المصادر، فإن اجتماع الإثنين بين دي ميستورا وفريقه مع المعارضة، كان سيئاً بالنسبة للأخيرة، حيث تحامل دي ميستورا على وفد الرياض، مطالباً إياه بأن يكون "واقعية أكثر، ويتعامل وفق ذلك مع المعطيات".

وأضافت أن المبعوث الدولي اعتبر أن وفد المعارضة "فقد دعمه الدولي"، وأنه إذا شارك في مؤتمر سوتشي المقبل، دون تحقيق تقدم في سلة الدستور في اجتماعات جنيف الحالية، فإنه "سيتلاشى ويضيع هناك"، وسيكون سوتشي بديلاً لجنيف.

ولفتت المصادر ذاتها أن دي ميستورا أيضا اعتبر أن "المعارضة تحلل القرار الدولي 2254، وبيان جنيف1 (2012) بشكل خاطئ، وتدلي بتصريحات ترفع من سقفها دون أساس واقعي".

بدوره قالت الهيئة العليا للمفاوضات على لسان الناطق باسمها يحيى العريضي إن "دور الوسيط الدولي دور ميسر للعملية وليس من حقه أن يقول هذه الجهة معنا أو ليست معنا، نحن نملك أقوى شيء وهو إرادة الشعب السوري في التغيير وهذا ما نعتبره أمانة".

وأعلن القرار الأممي 2254 عن مدة زمنية للانتقال السياسي في سوريا تصل إلى 6 أشهر يشكل فيها حكم انتقالي ويتم إقرار دستور جديد وإجراء الانتخابات، ويتقاطع القرار مع بيان مؤتمر جنيف1 الذي أكد على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.

وتقرأ المعارضة السورية هذا القرار من زاوية أنه يعني بدء المرحلة الانتقالية بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا يكون لبشار الأسد دور فيها، فيما لم ينص بيان جنيف1 على أي شيء متعلق بمصير الأسد.

دي ميستورا أيضاً - بحسب المصادر واسعة الاطلاع - طالب المعارضة الخوض بشكل جدي بمباحثات السلة الثانية، المتعلقة بالدستور، لتحقيق تقدم قبيل الذهاب إلى مؤتمر "الحوار السوري"، في سوتشي، والذي تعتزم روسيا عقده مطلع العام القادم.

وتأتي أقوال دي ميستورا، بالتوازي مع تصريحات رئيس وفد النظام في جنيف8، بشار الجعفري، الذي قال في الأول من كانون الثاني/ ديسمبر الجاري، إن النظام "لن يدخل في مباحثات مباشرة مع المعارضة السورية"، طالما أن بيان مؤتمر الرياض2 الأخير للمعارضة السورية، "ما يزال قائماً"، باعتبار أن البيان طالب برحيل نظام بشار الأسد.

وتستمر الجولة الثانية من مفاوضات جنيف8، بلقاءات ثنائية يعقدها المبعوث الأممي مع وفدي النظام والمعارضة على التوالي، في المقر الأممي بجنيف.

وانطلقت الجولة الأولى من جنيف8، في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واستمرت أربعة أيام، ثم توقفت لعدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلى دمشق، قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي، بلقاءات بين المعارضة والفريق الأممي فقط.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات