وبحسب انفوجراف نشره موقع "روسيا اليوم" الرسمي ليوضح خط سير طائرة بوتين، فقد تناول "قيصر الكرملين" فطوره في سوريا، ليطير بعدها إلى مصر ويتناول الغداء مع رئيسها عبد الفتاح السيسي، ثم يعود أدراجه إلى أنقرة، ويلتقي رئيسها رجب طيب أردوغان على مائدة العشاء قبل أن يقفل راجعاً إلى موسكو!
سوريا.. حصتي!
استهل الرئيس بوتين جولته بسوريا، فزار صباح الاثنين قاعدة حميميم الجوية الروسية وكان في استقباله في القاعدة بشار الأسد ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وقائد مجموعة القوات الروسية في سوريا الفريق أول سيرغي سوروفكين.
وأمر خلال الزيارة ببدء التحضير لسحب القوات الروسية من سوريا، معلناً أن موسكو سوف تحتفظ بقاعدتيها الجوية في حميميم والبحرية في طرطوس، حتى أجل غير مسمى.
وهنأ بوتين العسكريين الروس بنجاح مهمة "محاربة الإرهاب" في سوريا وشكرهم على أداء الخدمة، علماً أن هذه الزيارة الخاطفة هي الأولى له بحسب موقع روسيا اليوم.
وفي هذه الزيارة التي شهدت فصلاً جديداً من فصول "إذلال" بشار الأسد وإظهاره في موقف لا يحسد عليه أمام بوتين، لم يتردد الأخير في نسبة الفضل ورصيد "الانتصار على داعش" في سوريا إلى جيشه أولاً، وإلى قوات الأسد تالياً، متجاهلاً ذكر حليفته إيران وميليشياتها المتناسلة كالجراد في سوريا، في إشارة واضحة إلى أن الزعيم الروسي لا يقبل أن يشاركه أحد في "انتصاراته" ولو كان أقرب حلفائه!
مصر.. مليارات نووية
من مطار حميميم في اللاذقية انطلقت طائرة الرئيس الروسي إلى مطار القاهرة، حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وناقشا خلال الزيارة عدة ملفات على رأسها العلاقات الثنائية وملفات سوريا وليبيا، والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وعلى هامش الزيارة كشف بوتين عن توقيع اتفاق بناء منطقة صناعية روسية في مصر، باستثمارات تصل إلى 7 مليارات دولار، مؤكدا أن هذا المشروع الضخم يستهوي الشركات الروسية، وأنه سيكون نافذة على إفريقيا بأكملها للترويج للمنتجات والتقنيات الروسية.
كما وقعت مؤسسة "روس آتوم" الروسية، عقد "مشروع الضبعة" الذي يتضمن بناء 4 وحدات، تبلغ طاقة كل منها 1200 ميغاواط. وتبلغ كلفة المشروع نحو 29 مليار دولار، سيموّل الروس منها 25 مليار دولار (85% من كلفة المشروع) على شكل قرض بفائدة سنوية تبلغ 3%، على أن يتكلف الجانب المصري، بما يقرب من 4 مليارات دولار (15% من كلفة المشروع، إنشاء هذا المشروع الذي ينفذ على مدى 7 سنوات، بهدف توليد الطاقة الكهربائية في منطقة الضبعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وصرح بوتين أن حجم التبادل التجاري بين موسكو والقاهرة ارتفع خلال الـ9 أشهر الماضية بمقدار مرة ونصف إلى 4 مليارات دولار. وأعلن وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، ضمن وفد الرئيس بوتين، أن الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو والقاهرة ستستأنف في فبراير/ شباط القادم بعد توقفها إثر إسقاط طائرة روسية مدنية في سيناء قبل عامين.
تركيا.. شد أواصر التحالف
وفي مساء اليوم نفسه (الإثنين) غادر الرئيس الروسي مصر، ليصل لاحقاً إلى تركيا، حيث كان في استقباله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأشار بوتين عقب اللقاء مع أردوغان إلى أنه جرى الاتفاق على عقد الجولة الثامنة من المفاوضات حول سوريا في أستانا الأسبوع القادم.
وبحث الرئيسان عقد توريد منظومة إس-400 الروسية إلى أنقرة، حيث قال أردوغان إن المسؤولين المعنيين سيلتقون خلال الأسبوع الحالي، وسيتمون الأمر. وأوعز الجانبان ببدء إنشاء مشروع محطة "أكويو" النووية في تركيا من قبل شركة "روس آتوم" الروسية بالقرب من مدينة مرسين جنوبي تركيا.
كما ان ملف" مؤتمر سوتشي" تم طرحه على بين الزعيمين اللذين التقيا 8 مرات خلال العام الجاري وحده، وارتفع حجم التبادل التجاري بينهما بنسبة 30% ما يزيد من اقتراب أنقرة من موسكو في ظل استيائها من حليفتها التقليدية (واشنطن).
التعليقات (0)