بوتين لولاية رابعة.. استعادة "مجد القياصرة" برنامجاً انتخابياً!

بوتين لولاية رابعة.. استعادة "مجد القياصرة" برنامجاً انتخابياً!
بكل ثقة.. وبعنفوان "المزهو" بإعادة أمجاد "روسيا القيصرية" بعد 15 عاماً من الانكماش والتراجع أمام القطب الأمريكي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترشحه لولاية رابعة عام 2018 يخوضها كـ"مستقل" هذه المرة، بعيداً عن ترشيح أي حزب كما جرت العادة في الولايات الثلاث السابقة (حزب روسيا الموحدة الحاكم)، ليثبت للروس قبل غيرهم أنه "فوق الأحزاب" وانه لا يحتاج إلى "برنامج انتخابي" لتحسين الاقتصاد المتداعي!

الولاية الجديدة (الرابعة) قد تبقيه في سدة الحكم حتى العام 2024 في حال فوزه، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى أنه سيفوز فيها بسهولة.

إعلان بوتين (65 عاماً) نتيه الترشح جاء في لقاء مع عمال مصنع للسيارات في مدينة "نيشني نوفجورود" حيث قال: "أعلن ترشيحي لمنصب رئيس روسيا"، وأضاف أن "روسيا ستواصل المضي قدماً. وفي هذه الحركة إلى الأمام لن يوقفها أحد أبداً". 

ومنذ عام 2000 كان بوتين إما رئيساً لروسيا أو رئيساً لوزرائها، فلم يخبر الشباب الروسي "زعيماً" لهم بعد الحقبة السوفيتية (باستثناء يلتسن) سوى الرجل القادم من المخابرات الروسية!

وكان بوتين أبقى نواياه بشأن الترشح لانتخابات الرئاسة موضع ترقب قبل ساعات في منتدى متطوعين لمختلف المنظمات غير الحكومية في موسكو، واعداً بأن يتخذ "في وقت قريب جداً" قراراً بشأن ترشيحه.

ورداً على متطوع سأله في وقت سابق عن احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية بعد أربعة أشهر، أجاب بشكل مبهم "سأكون دائماً معكم"، وأضاف بوتين أمام آلاف الشبان المتطوعين أنه "دائماً قرار بالغ الأهمية لأي شخص، لأن الحافز يجب أن يأتي فقط من الرغبة في جعل الحياة أفضل في هذا البلد".

شعبية بوتين

يحظى بوتين، بحسب استطلاعات الرأي بنسبة تأييد كبيرة في صفوف الرأي العام الروسي تتراوح بين 65-80%، ويصف أنصار بوتين بأب "الأمة الروسية" الذي أعاد للبلاد مجدها، وزاد من نفوذ موسكو في العالم بتدخلاتها العسكرية في كل من سوريا وأوكرانيا.

بالمقابل، يتهم معارضو بوتين الرئيس الروسي بأنه على رأس نظام استبدادي فاسد، وبأنه أقدم على تدخل غير قانوني بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا عام 2014، وهي خطوة أدت إلى عزلة دولية لروسيا في هذا الموضوع.

أوكرانيا ثم سوريا.. جناحا بوتين

لم يكن مستغرباً أن يستغل بوتين مناسبة إعلان ترشحه لولاية رابعة تكرسه زعيماً على روسيا لتعداد "إنجازاته"، وخوض الانتخابات بدون برنامج انتخابية حقيقي، في ظل تدهور الاقتصاد الروسي سوى شعار "استعادة الأمجاد"، فبعد التدخل في أوكرانيا وانتزاع شبه جزيرة القرم منها وضمها إلى الاتحاد الروسي، استخدم بوتين المناسبة لإعلان رؤيته حول الوضع في سوريا، وتفاخر بالحديث عن "دحر تنظيم داعش من ضفتي الفرات"، لكنه ربط بدء العملية السياسية بتعزيز الهدنة ووقف سفك الدماء.

وقال بوتين إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغه بأن العمليات العسكرية الواسعة على ضفتي الفرات انتهت بالقضاء على تنظيم داعش، وزاد: "قد تكون هناك بعض البؤر للإرهابيين لكن العمليات العسكرية انتهت في شكل عام".

ودعا بوتين "كل الأطراف، الحكومة السورية وبلدان المنطقة والأمم المتحدة، إلى بدء مرحلة جديدة، العملية السياسية". لافتاً إلى أن "بداية هذه العملية كما اتفقنا مع الرئيسين الإيراني والتركي ستكون بعقد مؤتمر شعوب سوريا" على حد تعبيره. 

وزاد بوتين أن المهم "البدء بالتحضير لإقرار دستور جديد، وبعد ذلك، وبالتوازي مع تقدم العملية السياسية، يمكن الذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية". مضيفاً أن "هذا المسار طويل، ونقطة بدايته يجب أن تكون في تثبيت وقف النار ومناطق خفض التوتر ووقف سفك الدماء في سوريا".

منافسة خجولة!

نحو عشرة مرشحين أعلنوا، قبل بوتين، نيتهم خوض السباق الرئاسي، ويمكن أن يزيد العدد حتى نهاية الشهر، موعد إغلاق باب الترشح.

أبرز المنافسين، بحسب صحيفة الحياة، رئيس الحزب الشيوعي، غينادي زيوغانوف، ورئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي، فلاديمير جيرينوفسكي، وهما يخوضان المنافسة الرئاسية تقليدياً، ولم يتجاوز رصيد أي منهما في الدورات الانتخابية السابقة 17%، إضافة إلى مرشحين برزت أسماؤهم للمرة الأولى هذا العام، ولا تمنح استطلاعات الرأي أياً منهم أكثر من واحد في المئة، وهم رئيس "حزب النمو" المحافظ بوريس تيتوف، والناشطة في مجال حقوق الإنسان "كاتيرينا غوردون"، والناشطة الاجتماعية "لاريسا رينار"، وزعيم حزب "شيوعيو روسيا" ماكسيم سوركوف، ورئيس مركز التكنولوجيات الاجتماعية "أندريه بوغدانوف"، ورجل الأعمال سيرغي بولونسكي.

جديد هذه الانتخابات أن بوتين سيواجه للمرة الأولى ثلاثة مرشحين يوجهون انتقادات قاسية إلى سياساته الداخلية والخارجية في حال وافقت لجنة الانتخابات المركزية على تثبيت ترشيحهم، وهم زعيم حزب "التقدم" المعارض أليكسي نافالني، الذي يخوض معركة قضائية لتثبيت ترشيحه، والإعلامية كسينيا سوبتشاك، ومؤسس حزب "يابلوكو" الليبرالي غريغوري يافلينسكي. 

وأعلن الأخيران نيتهما إذا حققا فوزاً، التراجع عن ضم شبه جزيرة القرم وسحب القوات الروسية من سوريا وتطبيع العلاقات مع الغرب، لتجاوز الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات