طهران تزجّ بقادة ميليشيات مذهبية في الانتخابات العراقية المقبلة!

طهران تزجّ بقادة ميليشيات مذهبية في الانتخابات العراقية المقبلة!
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والمحلية في العراق، تتزايد هواجس أركان التحالف الوطني العراقي، أكبر كتلة برلمانية يغلب عليها الطيف الشيعي الموالي لإيران، في ظل الانقسامات والتجاذبات الحاصلة بين تياراته ورموزه.

وتزداد الهوة بين الكتل السياسية المكونة للتحالف الشيعي المحسوب على إيران، لا سيما بين حزب الدعوة بجناحيه، جناح نائب رئيس الجمهورية الحالي (نوري المالكي)، وجناح رئيس الوزراء الحالي (حيدر العبادي)، وبين المجلس الإسلامي الأعلى (همام حمودي)، وغيره من المكونات الشيعية السياسية.

الوجوه التقليدية للتحالف الشيعي ترى في القوة "الرمزية" التي ضخمتها إيران لصالح ميليشيا الحشد الشعبي وقادته (هادي العامري المحسوب على منظمة بدر) و(أبو مهدي المهندس المدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية) (وقيس الخزعلي مؤسس كتائب عصائب أهل الحق) و(أكرم الكعبي مؤسس حركة النجباء) وغيرهم من قادة الميليشيات، خطراً يهدد نفوذهم السياسي.

وقبل أشهر قليلة من انتخابات 2018، لم يحسم التحالف الوطني العراقي، أمره حتى الآن في تحديد الشخصية التي ستتولى مهام رئاسة التحالف خلفاً لعمار الحكيم (المنشق عن المجلس الإسلامي الأعلى ومؤسس تيار الحكمة)، بسبب خلاف داخل الكتل المنضوية فيه على ترشيح زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي أو رئيس الوزراء حيدر العبادي.

في 5 أيلول/ سبتمبر 2016، اختار التحالف عمار الحكيم زعيماً له على أن تكون مدة توليه المنصب عاماً واحداً، يليه مرشح من ائتلاف دولة القانون، الكتلة الأكبر في التحالف، لكن انقسام حزب الدعوة بين رجليه القويين (المالكي والعبادي) ولد المزيد من الخلافات حول رئاسة التحالف وعطل قوة التحالف داخل البرلمان العراقي الحالي.

تحالفات جديدة

تخوض الكتل والقوى السياسية الشيعية تحركات مكثفة بغية تشكيل تحالفات جديدة لخوض غمار الانتخابات المقبلة. ومن بين أبرز التحركات تلك التي تسعى إلى ضم قادة ميليشيا الحشد الشعبي وداعميه.

ورجح الأمين العام للحركة الإسلامية في العراق، أحمد الأسدي أن تكون التحالفات السياسية المقبلة "من أكبر التحالفات الداعمة للحشد الشعبي". وقال الأسدي، وهو نائب عن ائتلاف دولة القانون، إن "طريق التحالفات ما يزال طويلاً ولا يحسم إلا بنتائج الاقتراع"، مضيفاً "بعضنا سيدخل الانتخابات بالملابس المليئة بتراب الجبهات"، وفق ما نقلته وكالة نينا. 

وبحسب الأسدي، فإن "هذه التحالفات ستكون من أكبر التحالفات التي ستضم أسماء كبيرة (…) هدفها الأساس حماية الحشد الشعبي في الدورة المقبلة خوفاً من مجيء قوى سياسية تقف بالضد من الحشد وانتصاراته".

وتشير بعض المصادر بحسب صحيفة الشرق الأوسط، إلى جهود حثيثة تبذلها إيران من أجل ترميم التصدع الحاصل داخل التحالف الوطني لضمان سهولة حصول القوى الشيعية على منصب رئاسة الوزراء في الدورة الانتخابية المقبلة.

ويشير المصدر إلى أن همام حمودي رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، يترأس في زيارته الحالية لإيران وفداً مؤلفاً من أعضاء الهيئة القيادية في المجلس الأعلى إلى جانب أعضاء عن المكتب السياسي، وسيقوم الوفد بتقديم الشكر إلى إيران لجهودها في مساعدة العراق في حربه ضد تنظيم الدولة، وأن يلتقي بالمرشد الإيراني علي خامنئي، ويناقش معه مختلف القضايا الثنائية بين البلدين، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

ولم تستبعد المصادر أن يناقش حمودي مع الجانب الإيراني الدعوات التي تطلقها أطراف دولية لحل ميليشيا الحشد الشعبي، ومنها الدعوة الأخيرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودعا فيها إلى نزع سلاح تدريجي لسلاح الحشد الشعبي وحل الميليشيات في العراق. وكان حمودي انتقد دعوة ماكرون واعتبرها تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق.

وكان المجلس الإسلامي الأعلى انتخب همام حمودي رئيسا له نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي بعد انشقاق رئيسه السابق عمار الحكيم وتأسيسه تيار "الحكمة الوطني" في نفس الشهر، ويرتبط المجلس الأعلى بعلاقات وثيقة مع إيران منذ تأسيسه فيها مطلع ثمانينات القرن الماضي.

توظيف الحشد

بعد الضخ الإعلامي الذي عملت عليه أذرع إيران في العراق والمنطقة لتضخيم "الانتصارات" التي تحققت على تنظيم الدولة وطرده من معظم مناطقه في العراق، تسعى طهران لضمان فوز حليفها وواجهتها السياسية في العراق (التحالف الوطني العراقي) في الانتخابات المقبلة وتجاوز انقساماته السياسية عن طريق استغلال "رمزية" ميليشيا الشعبي وشعبيته بين العراقيين البسطاء للتغلب الانقسامات الحاصلة بين أركان التحالف، لترميم التحالف أولاً وضمان عدم المساس بالميليشيا التي أنفقت طهران ملايين الدولارات على تأسيسها وتسليحها خلال السنوات الماضية، وتحصينها سياسياً من خلال ترشيح قادتها العسكريين في الانتخابات المقبلة.

وما وصف علي شمخاني، أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الحديث عن حل ميليشيا الحشد الشعبي بأنه "مؤامرة جدیدة لإعادة انعدام الأمن والإرهاب إلی المنطقة"، سوى تأكيد على المسعى الإيراني لشرعنة وجود هذه الميليشيا، على غرار الحرس الثوري الإيراني الذي بات قادته يهيمنون فيه على دوائر صنع القرار في طهران، ويتجاوزون فيه الواجهة السياسية لسلطات الرئيس حسن روحاني.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات