إلا أنّ هذا التفاؤل بشأن العمل مع روسيا ضدّ الإرهاب ليس في محلّه. فمن سوريا إلى أفغانستان، بذل بوتين جهودًا لتشجيع الإرهاب أكثر من محاربته. فقد حافظت موسكو على علاقاتها مع جماعات إرهابية مثل "حزب الله" وحركة "طالبان". ويشير تاريخ روسيا إلى أنها لن تكون وسيطًا نزيهًا أو شريكًا للغرب يعوّل عليه في مكافحة الإرهاب.
استراتيجية موسكو في سوريا
من أجل فهم خطأ اعتبار روسيا حليفة في مكافحة الإرهاب، يكفي النظر إلى سوريا. فقد كان هدفها، منذ بداية الانتفاضة في عام 2011، أن تدعم نظام الرئيس بشار الأسد. وكان ذلك الهدف الرئيسي من تدخل موسكو العسكري في سوريا في أيلول/سبتمبر 2015، وليس محاربة تنظيم "داعش" أو الجماعات الإرهابية الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الأسلحة التي نشرتها موسكو في سوريا لا تمت بصلة إلى محاربة "داعش". فقد سمحت وحدات الدفاع الجوي والبحري الروسية المتقدمة لموسكو بتوسيع وجودها وعرض قوّتها، ما يشير إلى أن هدفها الحقيقي هو الحد من قدرة الغرب على المناورة في المنطقة. وفي هذا الإطار، أشارت تقارير عدّة إلى أنّ معظم الضربات الجوية الروسية كانت خارج المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش"، وقد استهدفت المعارضة السورية أولاً. وفي بعض الحالات، ساهمت هذه الضربات حتى في تعزيز قوة "داعش".
فضلاً عن ذلك، وبحسب بعض التقارير، أنشأت روسيا غرف عمليات مشتركة في اللاذقية ودمشق. في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، بدأت موسكو تعمل "رسميًا" مع "حزب الله" في البلاد لإقامة قنوات اتصال وربما تنسيق العمليات العسكرية في سوريا، بالرغم من أنّ الوفد الأول لـ"حزب الله" زار موسكو في تشرين الأول/أكتوبر 2011. وتشير التقارير الأخيرة إلى أن "حزب الله" يقاتل جنبًا إلى جنب مع الجنود الروس في سوريا. ويشير تقرير حديث صادر عن "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" في كانون الثاني/يناير 2017، قال أحد قادة "حزب الله" المتمركز في حلب إنّ "علاقتنا مع الروس أكثر من ممتازة".
التعليقات (0)