هل يمكن تحقيق حلّ سياسي في سوريا من دون أمريكا؟

هل يمكن تحقيق حلّ سياسي في سوريا من دون أمريكا؟
تمكّن فلاديمير بوتن الرئيس الروسي خلال اجتماع سوتشي الأخير الذي عُقد بحضور زعيمي إيران وتركيا أيضا، من إعطاء انطباع للعالم بأنّ موسكو هي من تقود دفة الحل السياسي في سوريا، الأمر الذي أدّى ببعض الصحف العالمية ومنها صحيفة "لاكرويكس" الفرنسية إلى القول: "إن بوتن هو من يوزّع أوراق اللعب في سوريا".

أدّى هذا الانطباع بكتّاب الرأي إلى طرح تساؤلات والخوض في غمار التحليلات السياسية للبحث فيما إذا كان بالفعل تحقيق حل سياسي في سوريا من دون حضور الولايات المتحدة الأمريكية إلى طاولة الحوار ممكنا أم لا، ولا سيّما أنّ الصورة التي انتشرت للزعماء الثلاث في قمة سوتشي أوحت للعالم بأنّ الحل السياسي في سوريا من الممكن أن يتم عبر هذه الدول الثلاث ومن دون الحاجة إلى واشنطن.

هل يمكن تحقيق الحل السياسي في سوريا من دون الولايات المتحدة الأمريكية؟ هل أدركت واشنطن خطر تفضيل التعاون مع تنظيم PYD الذي تصنفه تركيا بالإرهابي على التعاون مع أنقرة التي تُعد حليفة لها منذ ما يزيد عن 6 عقود؟ 

لا حل من دون واشنطن

"حسن بصري يالتشن" الصحفي والكاتب لدى صحيفة تقويم التركية يرى في مقال جاء تحت عنوان "مرحلة سوتشي" أنّه لا يمكن الوصول غلى حلّ سياسي في سوريا من دون جلوس الولايات المتحدة الأمريكية إلى الطاولة، لافتا إلى أنّ اجتماعات سوتشي لم تكن المرحلة النهائية في هذا الصدد، إنّما تمهيدية للمرحلة المقبلة المتمثلة بـ جنيف.

الكاتب والإعلامي لدى صحيفة قرار المستقلة "غالب ديلاي" بدوره يرى أنّ الحل السياسي في سوريا يبدو غير واقعية من دون واشنطن ومن دون مشاركة إقليمية واسعة، موضحا أنّ ربط اجتماع سوتشي بمؤتمر جنيف كان من أهم المؤشرات والدلائل على نجاح سوتشي.

الكاتب "يالتشن" ذهب إلى أنّ كافة الأطراف المعنية في إيجاد الحل السياسي في سوريا تسعى إلى زيادة الأوراق الرابحة بيدها، منوّها إلى أنّ روسيا تسعى إلى إبقاء كلّ من تركيا وإيران إلى جانبها، وذلك لمواجهة أمريكا لدى عودتها إلى الطاولة بحلف قوي متمثل بـ طهران وأنقرة.

السعي إلى حلف قوي قبل موعد جنيف

ولفت يالتشن إلى أنّ رؤية أنقرة للمرحلة السياسية الحالية تتلخص في أنّها مرحلة انتقالية، وليست المرحلة النهائية، وما تسعى إليه خلال المرحلة الانتقالية هو تعزيز قوّتها من خلال توطيد علاقاتها مع روسيا في حال عودة أمريكا إلى الطاولة، مضيفا: "تركيا تريد إنهاء مشاكلها واكتساب حلفاء لها إلى حين اقتراب موعد جنيف، لذلك كان اجتماع سوتشي مهما في هذا الصدد".

هل أدركت أمريكا خطأ الابتعاد عن حليفتها أنقرة؟

أشار يالتشن في مقال آخر جاء تحت عنوان "هل هناك تغيّر في المسار الأمريكي؟" إلى أنّ الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي مع نظيره التركي عقب اجتماع سوتشي ووعده إيّاه بوقف دعم السلاح لتنظيم PYD مؤشّر على التغيّر في المسار الأمريكي.

وبحسب الكاتب فإنّ الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترمب مع أردوغان، والذي وعد فيه بإيقاف الدعم لتنظيم PYD دليل على صحة السياسة الخارجية التي اتبعتها أنقرة في الآونة الأخيرة، وأضاف يالتشن: "إن السياسة الخارجية التي اتبعتها أنقرة أجبرت واشنطن على اتخاذ هذه الخطوة، فالسياسة الواقعية التي تعتمد على مبدأ الحفاظ على التوازنات أدّت إلى نتائج إيجابية، وفي الوقت نفسه أدّت هذه السياسة بالدول الأخرى أيضا إلى أخذ التدابير والاحتياطات في التعامل مع تركيا".

تجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نشر عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عقب اجتماع سوتشي تغريدة أوضح فيها أنّه اجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية واصفا إياه "الاتصال" بالبنّاء".

وصرّح أردوغان أمس في لقاء صحفي أجراه بعيد اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه بأنّ الرئيس ترمب وعد إياه باتصال هاتفي آخر في غضون أسبوع.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات