واعتبر الظواهري أن إعلان "جبهة النصرة" فك ارتباطها عن "تنظيم القاعدة" أمر "غير مقبول ومنفي"، قائلاً: "العقود والبيعات من الأمور العظيمة، وأوجب الشرع الوفاء بها"، مؤكداً إنهم "لم يحلوا جبهة النصرة ولا غيرها من بيعة القاعدة"، ونوه إلى أن "القاعدة لم تقبل أن تكون بيعة النصرة "سرية"، معتبراً أنها كانت "خطأ قاتل"، على حد وصفه.
ويأتي هجوم الظواهري على خلفية اعتقال "هيئة تحرير الشام" قادة في "القاعدة" منهم إياد الطوباسي والملقب (أبو جليبيب الأردني)، وأبو القاسم الأردني (نائب أبو مصعب الزرقاوي) وأبو همام السوري (قائد عسكري سابق في جبهة النصرة)، إضافة لآخرين بينهم جنسيات أجنبية، أشارت إليهم "الهيئة" في بيان لها بالقول: "كانوا من البداية ضد توجه تحرير الشام لتشكيل كيان سني"، وإنهم "أصحاب نظرة قاصرة وتصور ضيق محدود".
وكان (عبادة الأحمد) المسؤول الأمني في "هيئة تحرير الشام، قد وضح ملابسات اعتقال "أبو جليبيب الطوباسي" و"سامي العريدي"، مؤكداً أنه "جرى اعتقال أبو جليبيب على أحد حواجز الهيئة بريف حلب الغربي، وتحديدًا في المنطقة الفاصلة بين المناطق المحررة ومناطق الميليشيات الكردية، وذلك أثناء محاولة الطوباسي التوجه إلى محافظة درعا، أما بالنسبة للعريدي، فهو مطلوب للقضاء وبناء على ذلك تم اعتقاله"، دون ذكر لأسباب الاعتقال.
"الظواهري" كشف عن إنشاء كيان جديد، مبرراً بالقول: "أعطينا الفرصة لأكثر من سنة لكننا رأينا التعدي على الحرمات يتصاعد"، فيما يبدو نية لانشقاق يتم التحضير له مناهض لـ "هيئة تحرير الشام".
وفي معرض حديثه، حذّر زعيم القاعدة مما سماه "خطر الاجتياح التركي القادم والمحاولات الإيرانية"، داعياً إلى "الوحدة في الشام" وأن "يكون للشام حكومة" وأن يختار أهل الشام لهم "إمامًا"، معتبراً أن القاعدة ليست كما يروج عنها بأنها "مفتاح لكل المشاكل، وليس لها أي علاقة في الصراعات حول الوحدة والذين لا يريدون الوحدة".
يشار إلى أن زعيم "جبهة النصرة" سابقاً و"هيئة تحرير الشام" الحالية (أبو محمد الجولاني)، قد أعلن فك الارتباط بتنظيم القاعدة ووقف العمل باسم "جبهة النصرة" نهاية شهر آب من العام الفائت، وتشكيل جماعة جديدة باسم "جبهة فتح الشام"، ونوه وقتذاك إلى أن سبب فك الارتباط "جاء تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي"، على حد وصفه.
التعليقات (11)