تغيير "القبعات" الروسية.. تكتيك عسكري جديد لمرحلة ما بعد داعش

تغيير "القبعات" الروسية.. تكتيك عسكري جديد لمرحلة ما بعد داعش
تبدو المواقف الروسية إزاء وجود قواتها العسكرية في سوريا "متضاربة" أحياناً" وربما "متناقضة"، في ظل "إصرار" القوى الإقليمية والدولية على اقتراب المعركة مع تنظيم الدولة من نهايتها، وتراجع حدة المعارك على امتداد الجغرافية السورية، بشكل عام، إثر إقرار مناطق خفض التصعيد.

سحب القوات الروسية من سوريا، كان محور تصريحات رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف (الخميس)، الذي كشف أنه قد يتم تقليص حجم قوات بلاده في سوريا، مع الأخذ بالاعتبار الاتفاقات بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا، بحسب وسائل إعلام روسية.

وتناولت وسائل إعلام روسية مؤخراً إمكانية نهاية العملية العسكرية الروسية في سوريا، عقب استدعاء بوتين لرأس النظام (بشار الأسد) إلى مدينة سوتشي جنوب روسيا (الإثنين) الماضي، في حين نوهت مصادر أخرى إلى إمكانية سحب "الشرطة العسكرية" من سوريا قريباً.

وقالت وكالة "سبوتينك" الروسية، إن الرئيس الروسي لفت خلال لقائه ببشار الأسد إلى أن "العملية العسكرية الروسية السورية المشتركة لمكافحة الإرهاب قاربت على الانتهاء"، بينما نقلت الوكالة عن صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالاً نشرته بعنوان "بوتين يخبر الأسد بالنهاية القريبة للحرب"، أن "روسيا أظهرت خلال مشاركتها في حرب سوريا (ضد الإرهاب) قوتها العسكرية بصورة إيجابية، والآن تهيأت لها فرصة الخروج من هذه الحرب محافظة على ماء الوجه.

من جانبها، قالت "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية"، وهي صفحة غير رسمية تعنى بنقل الأخبار الروسية، إن "الشرطة العسكرية الروسية ستغادر من سوريا في نهاية العام 2017"، بينما قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي (فيكتور بونداريف) لوكالة "سبوتنيك"، إنه "من المبكر الحديث عن سحب القوات الجوية الروسية من سوريا"، وأن "هذا سيكون ممكناً بعد إزالة الألغام وتعزيز النجاحات".

واقع الحال يشير إلى امتداد الوجود العسكري الروسي على امتداد المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، مع وجود قوات من الشرطة العسكرية (من الشيشان) في مناطق مختلفة من حلب وغيرها، فضلاً عن انتشار نقاط تفتيش ومراقبة في مناطق خفض التصعيد الأربع.

يضاف إلى ذلك، مساهمة ميليشيات روسية استقدمتها موسكو للقتال إلى جانب ميليشيات النظام، وتم أسر عدد منهم في محافظة دير الزور أثناء هجوم قوات النظام على المحافظة.

ناهيك عن مشاركة "فعالة" لسلاح الجو الروسي المتخصص بارتكاب المجازر وسياسة الأرض المحروقة، وحضور عسكري روسي في قاعدة حميميم، وغيرها من المطارات العسكرية التي منحها النظام للطيران الروسي.

يرى مراقبون أن خطوة "سحب القوات" أو "تخفيضها" ينسجم مع استراتيجية موسكو في الترويج لانتهاء المسار العسكري في سوريا، وضرورة الشروع في المسار السياسي (سوتشي)، وأنها قد أنهكت بعد نحو عامين من التدخل لإنقاذ الأسد، وحان الوقت لسحب قواتها. لكن واقع الحال يشير إلى ممارسات روسية تحاول "شرعنة" الوجود العسكري الروسي بمسميات جديدة وتحت بند اتفاق خفض التصعيد الذي رعته مع تركيا وإيران.

قوات حفظ السلام

نشر قوات لحفظ السلام في سوريا، فكرة تعيد روسيا تسويقها بعد أن طرحها "ثعلب" الخارجية الروسية لافروف عام 2012 وتكررت في جولات أستانا، حيث أكد مصدر في الخارجية الروسية (الاثنين) أن موسكو تبحث مع نظام الأسد نشر قوات حفظ سلام دولية في مناطق "خفض التصعيد" في سوريا.

وقال المصدر لوكالة "سبوتنيك": "هذه الفكرة يبحث بها من فترة لأخرى من قِبَلنا وقِبَل السوريين، وفيما يخص المشاركين المحتملين لهذه البعثة". وأضاف: "ننطلق من أن أي قوات حفظ سلام على أراضي دولة ذات سيادة ينبغي أن يُنشروا بموافقة الحكومة الشرعية لهذه الدولة العضو في الأمم المتحدة، وفي هذه الحالة الجمهورية العربية السورية، لذلك يجب الاتفاق على جميع هذه القضايا معها، حتى المبادرة يجب أن تأتي من الحكومة في دمشق".

وتأكيداً على محاولة روسيا "الاستئثار" بالملف السوري، تلجأ موسكو إلى دول حليفة لها مثل قرغيزستان وكازاخستان لضمان عدم وصول أي قوات "غير حليفة" لها للانتشار في سوريا، مستخدمة ورقة أستانا، واتفاق خفض التصعيد مبرراً لتغيير "شكل" وجودها العسكري في سوريا لا "مضمونه"، ومواجهة النفوذ الإيراني المتزايد عبر آلاف المقاتلين المنضوين تحت ألوية ميليشيات أسستها إيران وأشرفت على تمويلها وتدريبها. 

0eHLODRXGpA

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات