أكاديمي تركي: اجتماع سوتشي قضى على آمال PYD في سوريا

أكاديمي تركي: اجتماع سوتشي قضى على آمال PYD في سوريا
حظي اجتماع سوتشي الذي عقده زعماء كلّ من روسيا وتركيا وإيران الأسبوع المنصرم -بهدف إيجاد حل سياسي في سوريا- باهتمام عالمي كبير. وعقب الاجتماع تضاربت الآراء والتحليلات حول النتائج التي خرج بها قادة الدول الثلاث، إذ رأى بعض المحللين أنّ ما خفي من جوانب ونتائج لم يُعلن عنها في الاجتماع أكثر أهمية مما أُعلن عنه، في الوقت الذي ذهب فيه بعض كتّاب الرأي إلى أنّه من الصعوبة بمكان إيجاد حل سياسي في سوريا من دون تواجد الولايات المتحدة الأمريكية على الطاولة.

"صالح يلماز" المحلل السياسي والأكاديمي في جامعة يلدريم بيازيد في أنقرة، أجاب في حوار أجرته معه "فاطمة أوزكان" الإعلامية والكاتبة لدى صحيفة ستار التركية -والذي ترجمته أورينت نت- عن أبرز الأسئلة المتعلقة بالاجتماع، والفوائد التي حققتها الدول الثلاث، بالإضافة إلى انعكاسات الاجتماع على أرض الواقع سواء في الساحة السورية مباشرة أم في الدول المشاركة والراعية للاجتماع.

الحرب السورية درس ممتلئ بالعبر

فُقد الشيء الكثير في سوريا خلال السنوات الست الماضية، قُتل مئات الآلاف من السوريين، وهُجّر الملايين منهم، ودُمّرت مدن بأكملها.. من هو الطرف الرابح في هذه الحرب؟ وما هي الفوائد التي حُققت؟

"إنّ الحرب السورية تكاد أن تكون بمثابة درس يُستخرج منه العبر بالنسبة إلى دول منطقة الشرق الأوسط كافة، وفي مقدمتها تركيا. إذ تمكّنت تركيا بفضل الحرب السورية من تمييز الصديق عن العدو، والرابح في هذه الحرب هما روسيا وأمريكا، وكافة الدول الفاعلة في سوريا متواجدة هناك بمبادرة ورعاية هاتين الدولتين، إن الحرب السورية انعكست بنتائج كارثية على شعوب منطقة الشرق الأوسط. فقد حاولوا من خلال الحرب السورية اللعب على وتر التمييز الطائفي، إذ أرسوا دعائم التفرقة ليس بين الطوائف الإسلامية المختلفة فحسب، وإنما بين أطياف الطائفة الواحدة، إذ حاولوا خلق صراع داخلي بين الدول الشيعية المختلفة، وكذلك صراع بين الدول السنية المختلفة، ونُخطئ إن كنا نعتقد أنّ منطقة الشرق الأوسط ستحقق استقرارها عقب انتهاء الحرب في سوريا، ذلك لكون الدور بُعيد سوريا سينتقل إلى إيران ولبنان واليمن، حاليا إيران هي الهدف الأكبر، ويتم الاقتراب شيئا فشيئا نحو هذا الهدف".

اتخاذ أمريكا موقف المتفرج أجبر تركيا على ذلك

أين تكمن أهمية الاجتماع الذي عُقد في 22 الشهر الجاري بين روسيا وإيران وتركيا؟

"بعد التوافق الذي تمّ التوصّل إليه في سوتشي سنشهد على تطورات جديدة في سوريا، إنّ الخطة التي من أجلها بدأ الربيع العربي، والتي كانت تهدف إلى جعل منطقة الشرق الأوسط ديمقراطية فشلت عقب تغيير الولايات المتحدة الأمريكية مسارها، إذ فضّلت واشنطن التعاون مع التنظيمات الإرهابية على التعاون مع حلفائها، ومع اتخاذ أمريكا موقف المتفرّج على الهجمات الإرهابية التي تعرّضت لها تركيا من قبل تنظيمي داعش وبي كا كا، ومع دخول روسيا عام 2015 إلى سوريا أُجبرت أنقرة على تحديد خياراتها، وكذلك أدّى الأمران إلى التعاون المشترك بين تركيا وإيران، وبعد فشل المخططات التي تمّ السعي إليها من قبل القوى الخارجية عبر استخدام داعش وبي كاكا ومحاولة الانقلاب الفاشلة، تم الانتقال إلى اللعب على وتر PYD".

سوتشي ردّ حازم على الغرب

ما علاقة ما ذُكر أعلاه بمؤتمر سوتشي؟

"إنّ قمة سوتشي تُعدّ بمثابة رد على المخططات السابقة، فكانت إيران على الدوام عرضة للاتهامات من خلال حزب الله، وروسيا كانت تواجه حصارا اقتصاديا وسياسيا من قبل دول أوروبا الشرقية وغيرها من الدول الأخرى، فهذه الدول الثلاثة ردّت من خلال قمة سوتشي على الهجمات الغربية التي استهدفتهم بقولها "لم تنجحوا في تنفيذ مخططاتكم، ونحن قمنا بما يجب علينا القيام به".

سوريا لن تُقسّم

ما هي خارطة الطريق الجديدة التي خرجت بها قمة سوتشي؟

"قمة سوتشي تحاول إفشال المخططات التي تستهدف الشرق الأوسط ، ولذلك كان من الضروري قراءة البيان المشترك للدول الثلاث بالشكل الصحيح، ولا سيّما أنّ سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية تشكّل جوهر البيان المشترك. فسوريا كانت تنقسم إلى أربعة أقسام، بعد احتفاء داعش منها بشكل مفاجئ باتت تتشكل من ثلاثة أقسام، وهذه الأقسام هي عبارة عن: منطقة تابعة للمعارضة ومنطقة قوات النظام ومنطقة PYD، فالبيان المشترك أحبط آمال PYD فيما يخص إنشاء دولة مستقلة".

لن تُدار سوريا بالشكل التي يرغب بها الأسد

كيف نقرأ قمة سوتشي التي جاءت بعد عقد ما يقارب 7 اجتماعات في إطار أستانة والتي توصّلت إلى إعلان مناطق خفض نزاع؟

"لن تُدار سوريا بإرادة حرّة من الأسد كما كانت في السابق، فالدول الثلاثة تبذل جهدا كبيرا لتطبيق وقف تام لإطلاق النار في مناطق خفض النزاع، وقطر تتعاون مع تركيا فيما يخص إنهاء القتال في إدلب، وبعد إعادة الاسقترار في مناطق خفض النزاع سيتم رسم الحدود الإدارية والتجهيز لدستور مدني".

ما هو طلب تركيا بالضبط؟

"مع استمرار قرار جعل مناطق خفض النزاع حيز التنفيذ، أعلم أنّ تركيا ستتخذ التدابير اللازمة التي تؤمّن عودة اللاجئين إلى تلك المناطق الآمنة، وستحاول أنقرة من خلال تأمين عودة اللاجئين إفشال المخططات التي تسعى إلى تغيير ديمغرافي في تلك المناطق، وطالبت تركيا مرارا بإزالة العقبات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق في سوريا، وتمكنت تركيا من إيصال المساعدات إلى دمشق وحلب والغوطة الشرقية".

القرار بيد السوريين

ما الذي سيتوصّل إليه مؤتمر الحوار الوطني؟

"سيعمل المؤتمر في سبيل تحقيق السلام على تناول الأمور التالية: 1- مناقشة مضمون الدستور المدني 2- إجراء انتخابات عادلة وشفافة 3- تحديد تاريخ الانتخابات وإنشاء حكومة انتقالية. فالدول الثلاثة ستعمل على إعادة إعمار سوريا من جديد، بالإضافة إلى عدم وجود أي تردد لدى هذه الدول فيما يخص تسليم مستقبل سوريا للسوريين، وكما يتم التفكير بتمكين السوريين في الخارج أيضا من التصويت في الانتخابات، وبهذا سيتمكن الملايين من السوريين في تركيا والأردن أيضا من التصويت".

لا يمكن لـ PYD أن تجلس على الطاولة

كيف تتم الحيلولة دون جلوس PYD على الطاولة؟

"التوقعات التي تُفيد باحتمالية مشاركة PYD غير واقعية، ذلك لكون الأطياف التي ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني ستشارك برضى الأطراف الثلاثة، فنحن نتحدث عن حوار سيشارك فيه ما يقارب ألف شخص، فالتوافق الذي تمّ التوصل إليه في إطار قمة سوتشي كان مهما للغاية، ولتحديد معالم خارطة الطريق سيتم عقد اجتماع بين الوفود المعنية لغاية 15 كانون الثاني 2018 وذلك لمناقشة 19 بندا، ومن ثم الانتقال إلى إعداد المتن، أما المواضيع العالقة فسيتم تناولها من جديد ولكن على مستوى القادة".

الأسد ليس لاعبا أساسا وإنما عبارة عن بيدق

هل يمكننا القول "لقد تمت من خلال اجتماع سوتشي العودة إلى العمل مع بشار الأسد فيما يخص مستقبل سوريا؟

"هذا الأمر أشبه بالمستحيل، على الرغم من البقاء الشكلي للأسد إلا أنّه لن يكون قائدا فعليا لشعبه، وأنا لا أظن أن الأسد سيتمكن من البقاء في الحكم في الانتخابات التي ستُجرى خلال المرحلة الانتقالية، يُستخدم الأسد في الحل السياسي فقط، فهناك إصرار إيراني بذلك، مع الزمن لن يكون الأسد موجودا في سوريا، فلا تغيّر في الموقف التركي إزاء الأسد، ولقاء الأسد ببوتن في سوتشي لا يعني أنّه يتم الأخذ برأيه، وإنما يتم إمداده بالمعلومات والنتائج التي يتم التوصل إليها، وبالتالي الانصياع لهذه المعلومات والقرارات الجديدة".

التعليقات (1)

    ابو حاتم القلنوني

    ·منذ 6 سنوات 4 أشهر
    اني ارى لعبة جديدة يلعبها النظام وحلفائه فيجب الحيطة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات