"منصات العواصم": تباينت التسميات وتوحّدت الغايات!

"منصات العواصم": تباينت التسميات وتوحّدت الغايات!
في الوقت الذي "يتغنى" فيه نظام الأسد بكونه جهة "واحدة" يمكن الحوار معها والتفاوض على أي مطالب سياسية أو عسكرية، وتشكيل "وفد وحيد" لتمثيله في المحافل الدولية، عملت الدول الداعمة للنظام وللمعارضة السورية، على حد سواء، على تفتيت الحراك السياسي للثورة، وإنشاء العديد من المسارات والجهات والمنصات، التي يمثل كل منها "طيفاً" معيناً من المعارضة، له توجهاته ورؤيته لمستقبل سوريا، وتحمل تسميات العواصم الإقليمية والدولية التي رعت قيامها.

منصة موسكو

تبدو هذه المنصة الأقل شعبية على المشهد السياسي للمعارضة، وتضم أسماء بينها كل من قدري جميل وعلاء عرفات ومنذر حمزة.

أبرز وجوه هذه المنصة هو قدري جميل، وهو شيوعي شغل منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك ضمن حكومة رياض حجاب (قبل انشقاقه)، وأقيل من منصبه "بسبب مغادرته البلاد والتصرف بدون إذن حكومي بعد اجتماعه مع مسؤولين أميركيين في سويسرا"، بحسب بيان نظام الأسد حينها، الذي نشره تلفزيون النظام في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013.

ينحدر "جميل" من مدينة دمشق، التي ولد فيها عام 1952، وحصل على الدكتوراه من جامعة موسكو، وهو متزوج من ابنة الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الراحل خالد بكداش، وفاز بمقعد في مجلس الشعب السوري، خلال الانتخابات الأخيرة.

ويدعو جميل بشكل متكرر إلى تغيير شامل "تحت إدارة الأسد"، وبعد خروجه من سوريا حضر جميل مفاوضات بين النظام والمعارضة في موسكو عدة مرات، ويتبنى حاليًا مطالب موسكو التي تؤيد النظام السوري، ويقول إنه منصته "تعمل لاستعادة سوريا كاملة وظيفة ودولة وسيادة".

كما يدعو إلى تغيير تركيبة المعارضة، التي تبدو مختلفة في ثوابتها عما تطرحه منصة موسكو، المدعومة بشكل مباشر من روسيا. وتتجنب المنصة ذكر مصير الأسد أو صياغة دستور خارج دمشق في المرحلة الانتقالية، التي يجب أن تتضمن الأسد في بدايتها.

يؤمن جميل بعلمانية الدولة، كما يرى أن اتفاقات "تخفيف التوتر" التي ترعاها روسيا، تدفع "بشكل قوي" للانتقال السياسي. إلا أن مشاركاته في الاجتماعات الدولية في صفوف المعارضة ومنها جنيف، لم تحمل أي نقاشات "جدية" حول آليات هذا الانتقال السياسي وكيفية الوصول إليه بوجود الأسد.

وفق ما جرى في الرياض1، فإن "منصة موسكو"، كانت المُعطّل الرئيس لتوحيد وفد المعارضة، في ظل اتفاق "الهيئة العليا" و"منصة القاهرة" على ما يسميانه بـ"الثوابت".

IykHVLnajc4

نشط "جميل" ضمن ما يعرف بـ "معارضة الداخل"، وهو رئيس حزب الإرادة الشعبية الذي أسسه عام 2003 بعدما انشق عن الحزب الشيوعي السوري. تشير المصادر الإعلامية الروسية أحياناً إلى "جميل" على أساس أنه رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وفي أحيان أخرى تطلق الوصف نفسه على حمزة منذر.

برز "منذر" في مفاوضات جنيف 4، ونقلت وكالات أنباء عنه أن الوفد الممثل لمنصة روسيا قدم للمبعوث الأممي ستفان دي ميستورا رؤيته لإنهاء الأزمة عبر مسارين واضحين، هما الاستمرار في محاربة الإرهاب "وخاصةً تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا). والثاني هو الحل السياسي عبر المفاوضات المباشرة بين الحكومة والمعارضة "ممثلة بوفد واحد قائم على التوافق دون إقصاء".

أما علاء عرفات أحد أعضاء منصة موسكو، فيعتبر "روسيا حجر الزاوية في الحل السياسي لـ الأزمة السورية" حيث أوضح أنه لولا دور موسكو لانعدم الأمل بالحل، نافياً أن تكون روسيا عقبة أمام أي حل سوري، بحسب ما نقله موقع الجزيرة نت.

منصة القاهرة

من أبرز عناصر "منصة القاهرة" جهاد مقدسي الحاصل على الدكتوراه من الجامعة الأميركية في لندن. وبدأ حياته السياسية عام 1998 عندما التحق بخارجية النظام وتنقل بين مناصب عدة بها، وبين سفارات كثيرة بينها سفارة سوريا في واشنطن.

عمل متحدثاً إعلامياً بالخارجية، غير أنه غادر البلاد عام 2013 بحجة "البحث عن الاستقلالية في اتخاذ القرار والمساهمة في الحوار الوطني السوري". ويعتبر مقدسي المتحدث الإعلامي باسم منصة القاهرة.

ووفق مقدسي، فإن هذه المنصة التي شاركت في مفاوضات جنيف 4 تدعم ورقة دي مستورا المعتمدة على قرار 2254 وبيان جنيف 1، وأن أولوية منصة القاهرة هي "تحقيق انتقال سياسي".

ومن ضمن أبرز أعضاء منصة القاهرة الممثل السوري جمال سليمان المولود عام 1959 والذي اشتهر بعدة أدوار في مسلسلات تلفزيونية بينها مسلسل "التغريبية الفلسطينية"، "ربيع قرطبة"، "ملوك الطوائف". ثم انتقل إلى مصر وشارك في عدة مسلسلات بينها "حدائق الشيطان".

وأعلن سليمان في حوارات صحفية أن "مصلحة سوريا تستوجب النظر إلى الأمور بمنظور وطني، فالأمر ليس صراعاً على السلطة"، موضحا أن "المصلحة الوطنية إذا اقتضت بقاء الأسد على رأس السلطة فليكن، والعكس صحيح".

ومن ضمن قيادات منصة القاهرة أنور المشرف الذي سبق له وأن صرح لموقع سبوتنيك يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 2016 بأن منصة القاهرة تتبنى مبادرة أسستها على زيارة مستشار الأمن القومي علي مملوك إلى القاهرة، وتتمحور حول استبعاد "المعارضة التي تؤمن بالحلول المسلحة" وتعزيز وتقوية المعارضة التي تؤمن بالحل السياسي.

ومن أعضائها أيضاً فراس الخالدي وهو من أعضاء اللجنة المنتخبة (لجنة مؤتمر القاهرة)، وبشير السعدي ومنير درويش.

منصة حميميم

أنشئت هذه المنصة برعاية روسية كاملة بعد منح قاعدة حميميم للقوات الروسية التي تدخلت "رسمياً" إلى لمساندة نظام الأسد في أيلول/ سبتمبر 2015.

أهم وجوهها (إليان مسعد وطارق الأحمد ونواف الملحم ومحمود مرعي وميس كريدي) وهم شخصيات تنتمي إلى ما يسمى بـ"معارضة الداخل" وبعضها كان عضواً في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة (ميس كريدي) وعاد للعمل من داخل سوريا، على حد زعمه.

تتبنى هذه المنصة الرؤية الروسية لمستقبل الحل السياسي في سوريا، وتبدو أقرب إلى جناح وزارة الدفاع الروسية في الكرملين، وكان له دور فيما يسمى بـ"لجان المصالحات" وعقد الهدن مع النظام.

منصة بيروت

على الرغم من هامشية الدور اللبناني في الملف السوري، باستثناء مشاركة ميليشيا حزب الله في القتال إلى جانب قوات الأسد، إلا أن بيروت كان لها نصيب وحضور في هذه المنصات.

منصة بيروت التي يترأسها رئيس تيار بناء الدولة السورية، لؤي حسين، والمنشق عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، تبدو "اختراعاً" روسياً إيرانياً مشتركاً نظراً لوقوع لبنان تحت الهيمنة الإيرانية بالدرجة الأولى.

تستعيرُ "منصة بيروت" اسماً قديماً من التراث السياسي السوري، حيث تُعرّف به نفسها: "الكتلة الوطنية السورية". والأخيرة كانت الإطار العام الذي أطلقته الشخصية الوطنية التاريخية، إبراهيم هنانو، وضمت قيادات سورية فاوضت الفرنسيين على إنهاء الانتداب.

سعت هذه المنصة للحاق بجنيف 4 وحجز مقعد تفاوضي باسمها، معلنة "الحفاظ على مقام رئاسة الجمهورية" و"استعادة الدولة"، وطالبت بضرورة توسيع تمثيل المعارضة السورية في جولات مفاوضات جنيف بحيث "يغطي التنوع الطائفي والديني والقومي والجنسي والمناطقي والثقافي السوري"، حسبما جاء في بيان أصدرته تزامناً مع انطلاق مفاوضات جنيف4، وهي الجولة التي استبعدت من حضورها ضمن قوائم المعارضة.

منصة أستانا

تم تشكيل هذه المنصة (بحسب ما تعرف به عن نفسها) من قبل المشاركين في مؤتمري المعارضة السورية اللذين عقدا في العاصمة الكازاخستانية أستانا في شهري أيار وتشرين الأول من عام 2015 بدعم من الحكومة الكازاخستانية وإشراف "حركة المجتمع التعددي" السورية.

تترأس هذه المنصة "رندة قسيس" التي اعتبرت في تصريحات إعلامية مؤخراً أن "مؤتمر الحوار الوطني" في سوتشي "خطوة في الاتجاه الصحيح للحل السياسي في سوريا" على حد قولها.

وبحسب قسيس، فإن الهدف الروسي في سوريا هو "إحلال السلام من خلال سعيها إلى بذل جهود في هذا الشأن وليس من دول أخرى"، لذلك تعتقد أن المسؤولية تقع اليوم على "عاتق الحكومة الروسية لإيجاد حل وسلام في سوريا، لكن هذه العملية السياسية لا يمكنها إلا أن تكون تدريجياً عبر المصالحات".

وترى المنصة أن "روسيا ليست عدواً للشعب السوري بل على العكس تماماً"، وأن هناك "نافذة أمل في دعم الجهود الروسية من أجل تحقيق السلام والبدء بعملية سياسية لأنها وفق تصورها الدولة الوحيدة التي تستطيع فعل شيء في مستقبل سوريا"، وأن "الحل لن يكون بجنيف بل عبر الحكومة الروسية ومن خلال السوريين أنفسهم" على حد زعمها.

التعليقات (2)

    محمود الخطيب

    ·منذ 6 سنوات 4 أشهر
    ان شاء لله مصالحة مع شعب وخلي منصة رياض وقطر تروح تشحت بشوارع

    الخلاصة

    ·منذ 6 سنوات 4 أشهر
    الخلاصة لا يزال يحكم بسوريا
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات