"حجاب" والذي تولى منصبه كمنسق للهيئة في كانون الأول 2015، قال في بيان الاستقالة، إنه "بالرغم من التحديات الجمة التي واجهتها الهيئة في تمثيل تطلعات الشعب السوري في عملية الانتقال السياسي والتحول الديمقراطي، متسلحين بمبادئ الثورة ومرجعيتها، بقيت الهيئة متماسكة نتيجة الجهد الذي بذلناه لتقريب وجهات النظر، حيث مددنا قنوات التواصل والتنسيق بين مختلف مكوناتها، وعملنا في الوقت نفسه على النأي بأنفسنا عن أية اصطفافات خارجية للمحافظة على استقلالنا وسيادة قرارنا الوطني"، ولم يأت "حجاب" على ذكر سبب مباشر للاستقالة.
إعادة شرعية للنظام
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات "رياض نعسان آغا"، إن "شعورهم في الهيئة بعدم الارتياح للطريقة التي تم فيها إيقاف عمل الهيئة، كان السبب وراء استقالتهم منها"، حيث شارف عمل الهيئة على الانتهاء، وكانت قد انبثقت عن مؤتمر "الرياض 1".
وأوضح "نعسان آغا" في اتصال مع تلفزيون أورينت، أن استقالتهم من الهيئة لا تعني الانسحاب من المشاركة من مؤتمر الرياض 2، المزمع عقده، موضحاً أن الهيئة هي التي من المفروض أن ترعى وتنظم المؤتمر، بينما "لم يتمّ توجيه دعوة لهم لحضور المؤتمر أساساً"، وكانت الهيئة قد شكلت لجنة تحضيرية للإعداد وتنظيم المؤتمر الأسبوع الفائت، ومضى يقول: "فوجئنا بأسماء وتشكيلات، لمحاولة الإبقاء على النظام وإعادة شرعيته، لذلك نحن لا نوافق على هذا وننسحب".
"نعسان آغا"، أكد أن موقفهم هذا ليس ضد أحد، بل هو إعلان للشعب، منوهاً إلى أن الشعب السوري يجب أن يعرف من المسؤول عن إعادة شرعية لنظام بشار الأسد، متسائلاً "كيف لشخص يسلّم ببقاء بشار الأسد وزمرته، أن نعتبره معارضاً؟ إذا كان هذا مطلب البعض، فعليه أن يقف مع وفد النظام، لا مع وفد المعارضة".
احتجاجات على إعداد المؤتمر
بدورها، قالت (سهير الأتاسي)، العضو المستقيل من الهيئة العليا للمفاوضات، وعبر حسابها الشخصي في تويتر: "انضم للأحرار بإعلان استقالتي، بعد أن تم تجاوز إرادة السوريين والهيئة العليا كمؤسسة وطنية في تنظيم وهندسة مؤتمر الرياض 2".
ونوهت "الأتاسي" في تغريدة ثانية إلى أن "جورج صبرا" اعتذر برسالة لرئيس الائتلاف رياض سيف عن حضور مؤتمر "الرياض 2" كممثل للائتلاف "احتجاجاً على تجاهل الهيئة العليا للمفاوضات، واعتراضاً على الطريقة الاستنسابية والمتعجلة والفردية في الإعداد للمؤتمر"، عل حد وصفها.
ويبدأ مؤتمر المعارضة السورية (رياض 2) أعماله (غداً الاربعاء)، بمشاركة 144 عضواً من مختلف أطياف المعارضة السورية بينهم 70 عضوا مستقلا و10 أعضاء من منصة القاهرة و7 من منصة موسكو، بهدف "توحيد الوفد التفاوضي لاستئناف المفاوضات المباشرة في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة".
موقف وتوضيح
وكانت مسودة البيان الختامي لمؤتمر "الرياض2"، قد أثارت لغطاً فيما يتعلق بمخرجاتها وجوهرها، الأمر الذي نفته الممثلة عن كتلة المعارضين المستقلين في المؤتمر "مرح البقاعي"، بتصريح لصحيفة "عكاظ"، والتي أوضحت أن المسودة لم يطلع عليها أحد سوى اللجنة التي صاغتها، وأن سقف المسودة هو سقف الثورة السورية، مؤكدة ً بالقول: "سنقدم الورقة صك أمانة عهد للشعب السوري".
يشار إلى أن استقالة منسق وأعضاء الهيئة العليا للمفاوضات، قد سبقها اعتذار بعض من المدعوين للمؤتمر، منهم ريما فليحان والمستشار محمد أمين سليمان واللواء محمد الحاج علي والمحامي سعد الشويش.
التعليقات (1)