دبلوماسية المنتجعات: هل ترسم سوتشي وأنطاليا ملامح الحل السياسي؟

دبلوماسية المنتجعات: هل ترسم سوتشي وأنطاليا ملامح الحل السياسي؟
قبل أيام من عقد قمة سوتشي (المنتجع المفضل لدى الرئيس الروسي) والتي تجمع زعماء "ضامني أستانا" روسيا وتركيا وإيران، شهدت تركيا حراكاً دبلوماسياً مكثفاً استباقاً للقمة المرتقبة، وتحضيراً لأجندتها بحسب ما رشح من خلفيات الإعداد لها.

لقاء أنطاليا الثلاثي (وهي منتجع سياسي تركي) جمع وزراء خارجية الدول الثلاث ذاتها، "لإجراء محادثات حول سوريا، قبل أيام من قمة ثلاثية مهمة مخصصة لهذا الشأن" بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511106908.jpg'>

وقال مسؤول تركي كبير إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف، ونظيريه الايراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش أوغلو، عقدوا قبيل (ظهر الأحد) اجتماعاً مغلقاً في أنطاليا بجنوب تركيا، بدون أن يضيف أي تفاصيل.

يهدف هذا الاجتماع إلى الإعداد لقمة تعقد (الأربعاء) في منتجع سوتشي الروسي، بحضور الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان.

وخلال تصريحات صحفية أدلى بها الخميس، قال جاويش أوغلو إنّ الاجتماع الوزاري الذي سيعقد في أنطاليا، "سوف يتناول تفاصيل الأزمة السورية وآخر المستجدات السياسية والميدانية، وسيكون تمهيداً للقمة المنتظرة."

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511106913.jpg'>

أما المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديميتري بيسكوف، فقد أعلن الجمعة أن اجتماع القمة الثلاثي بين زعماء روسيا وتركيا وإيران في مدينة سوتشي الروسية سوف يتناول الأجندة السورية بكامل طيفها، بحسب وكالة روسيا اليوم.

وذكر بيان الكرملين أن الاجتماع سوف يتناول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل "تطبيع الأوضاع بعيد المدى في سوريا، على خلفية النجاحات الأخيرة في مكافحة الإرهاب والخفض الملحوظ لحدّة العنف في البلاد" بحسب البيان.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511107161.jpg'>

اجتماع سياسي- عسكري

في غضون ذلك، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن وزير الخارجية الروسي قوله إن رؤساء الأركان في القوات المسلحة لكل من روسيا وتركيا وإيران سيشاركون في اجتماع سوتشي الأربعاء، وسيعقدون لقاء ثلاثياً كذلك.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511106920.jpg'>

اجتماع أنطاليا، سبق باجتماع ثنائي (تركي إيراني) اجتمع فيه، الجمعة الماضية، مساعد وزير الخارجية الإيراني وممثل وفد طهران في أستانا، حسين جابري أنصاري، في أنقرة، مع مسؤولين من الخارجية التركية، بعدما وصل إليها عقب زيارة إلى موسكو ودمشق، بحث خلالها أبرز تطورات الملف السوري، والملفات المتعلقة بأستانا.

غايات مختلفة

تتباين الغاية من عقد اجتماعات أنطاليا التمهيدية لاجتماعات سوتشي، فبينما اجتمع الرئيسان الروسي والتركي قبل نحو أسبوع في المكان ذاته، وبدا أن هناك توافقاً تركياً روسياً حول مستقبل الحل السياسي في سوريا، يظل "الضامن الثالث" إيران بعيداً عن نيل حظوظه من "الكعكة" السورية، لا سيما أن نصيبه سوف يكون من حصة "الدب الروسي" الذي لا يقبل المشاركة في النفوذ على سوريا.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511106989.jpg'>

تركيا والخطر الكردي

وفيما تبدو تركيا مهتمة بمحاصرة الخطر الكردي الذي يمارسه تنظيم "PYD" في ضوء تصريحات الرئيس التركي حول أهمية السيطرة على عفرين ومنبج و"إعادتهما إلى أصحابهما" السوريين بحسب تعبيره، قد يكون اجتماع سوتشي المقبل بمثابة "الضوء الأخضر" لانطلاق عملية عسكرية ضد ميليشيا وحدات الحماية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية في عفرين ومنبج بموافقة روسية ضمنية، وأخرى إيرانية من تحت الطاولة.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511107020.jpg'>

موسكو والملف السياسي

أما موسكو المعنية ببسط جناحها على الملف السوري، سياسياً هذه المرة، فهي تريد من قمة سوتشي "مباركة" النهج الروسي الجديد ودعمه لمحاصرة المناورات الأمريكية في سوريا، والتي تستخدم الورقة الكردية لتأمين حصتها من سوريا، ونقل عهدة الحل السياسي إلى جناحها ووصايتها وحدها بعيداً عن قرارات الأمم المتحدة ومؤتمراتها في جنيف.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511107081.jpg'>

في هذا السياق، لا يتبقى لإيران سوى المطالبة بتأمين الخط البري الواصل بين طهران وبيروت عبر بغداد ودمشق، لا سيما بعد ورود أنباء عن سيطرة ميليشياتها على البوكمال، وتأمين طرق إمداد السلاح إلى وكيلها في لبنان (حزب الله) في جبال القلمون الشرقي، والحرص على علاقة "جيدة" مع كل من روسيا وتركيا في ظل "العاصفة" الدولية التي تستهدف تحجيم نفوذها في سوريا والمنطقة، على مبدأ الاحتماء بمن تبقى من "أصدقاء" خير من مواجهة العاصفة بلا أي ظهير!

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات