بين التهدئة والتصعيد.. أيّ خيار سيسلكه عون وحزب الله في مواجهة "العاصفة"؟

بين التهدئة والتصعيد.. أيّ خيار سيسلكه عون وحزب الله في مواجهة "العاصفة"؟
بعد تفاقم الأزمة بين المملكة العربية السعودية ولبنان (الرسمي) ممثلاً برئيس الجمهورية ميشيل سليمان وصهره وزير الخارجية جبران باسيل، الموالين لميليشيا حزب الله اللبناني، إثر استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، تقدمت الرياض بطلب عقد "اجتماع طارئ" لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، لبحث خطة مواجهة تهديدات إيران وميليشياتها لدول المنطقة.

إصرار لبناني رسمي

على الرغم من خروج الحريري مراراً على شاشات الإعلام وتأكيده أن استقالته جاءت بسبب الخوف على حياته من "غدر" حزب الله، و"تغول" الأخير على السلطة في لبنان، وتنفيذ الحزب سياسات ملالي طهران، إلا أن الرئاسة اللبنانية وخارجيتها حليفة ميليشيا الحزب، رفضت الاستقالة وقادت حملة إعلامية ضد المملكة متهمة إياها بممارسة ضغوط على الحريري لتقديم الاستقالة، بل واتهامها باحتجازه في الرياض، الأمر الذي دحضه الحريري أكثر من مرة، ما تسبب بإحراج المؤسسة الدبلوماسية اللبنانية أمام العالم، لا سيما بعد وصول الحريري إلى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511100194.jpg'>

باسيل يتهرب

من جانبها، أكدت وسائل إعلام لبنانية، أن وزير الخارجية اللبناني (جبران باسيل) لن يحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب، وسيرأس وفد لبنان في جامعة الدول العربية السفير اللبناني في القاهرة (انطوان عزام).

وكان وزراء خارجية الدول العربية قد أدرجوا ميليشيا "حزب الله" اللبناني مطلع آذار/ مارس الماضي ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية، بأغلبية ساحقة لأعضاء الجامعة عدا لبنان والعراق، فيما دافع وزير الخارجية اللبناني (جبران باسيل) والمقرب من (حسن نصر الله) عن ميليشيا الحزب، رافضاً ما ورد في بيان القمة الختامي الذي ربط الميليشيا بأعمال إرهابية.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511100203.jpg'>

وتسبب قرار لبنان الرافض لإدراج "حزب الله" على قائمة الإرهاب، بإجراءات عقابية اتخذتها السعودية ودول خليجية أخرى تجاه لبنان، لاسيما بعد امتناع الأخير عن التصويت على بيانين صدرا عن اجتماعين لوزراء خارجية جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي لإدانة هجمات تعرضت لها السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد على أيدي محتجين على إعدام المعمم السعودي "نمر باقر النمر".

ويعرف عن "باسيل" مواقفه الموالية لطهران وميليشيا "حزب الله" وتصريحاته العنصرية لوجود اللاجئين السوريين في لبنان.

تجنب المواجهة

يبدو لبنان الرسمي (مؤسستا الرئاسة والخارجية) وقد تورطتا بحماسة الدفاع عن ميليشيا الحزب في مواجهة مزاج عربي رسمي لم يعد يرى مبرراً للسكوت على جرائم الحزب في عدد من البلدان العربية، وهو ما يفسر إحجام (باسيل) عن الذهاب إلى القاهرة، والاكتفاء بسفير بيروت لدى الجامعة، رغبة في الانحناء للعاصفة العربية تجاه حزب الله، والتي ورط بها (عون وصهره) لبنان الرسمي بإصراره على قيادة حملة إعلامية "مضادة" للسعودية "حماية" لميليشيا الحزب من العاصفة العربية المتوقعة إزاءه.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511100224.jpg'>

عاصفة.. حذر العضو في لجنة المبادرة الوطنية الدكتور (رضوان السيد) في حديث لموقع "جنوبية" من أن المملكة لن تتساهل بعد اليوم إزاء المواقف الرسمية اللبنانية، فـ"المملكة العربية السعودية قدمت شكوى مباشرة ضد إيران بأنّها تتعرض لأمنها عبر أعمال الحرس الثوري وعبر الميليشيات التي تنشرها في لبنان واليمن، ولذلك تطلب السعودية من دولتي اليمن ولبنان إدانة التصرفات الإيرانية، وأنّ ذلك ينبغي أن يؤثر على العلاقات مع إيران، لكونها مستمرة في هذه الحرب على العرب ولاسيما عرب الخليج".

وأشار إلى أنّ "السعودية ستطلب من وزراء الخارجية العرب إدانة الدول التي تسمح لهذه الميليشيات بأن تهاجمها -بأي حجة- من أرضها".

واعتبر (السيد) أنّ "ذهاب باسيل كان يمكن أن يضر بلبنان كثيراً لا سيما إذا قال إنّ لبنان ملتزم بالنأي بالنفس، لأنّه في حينها يمكن أن يتهموه أن النأي بالنفس لا ينفذ ويستحثون لبنان على أن يسلك سياسة الحياد بجدية وألا ينحاز لإيران على حساب العرب".

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511100252.jpg'>

سياسة النأي بالنفس

كان لبنان قد حاول النأي بنفسه سياسياً عن الأزمات التي تحيط بالمنطقة عام 2011 في عهد الرئيس ميشيل سليمان بإصدار "إعلان بعبدا" الذي قال بالنأي بالنفس، ووافق عليه حزب الله في البداية، إلا أنّه سُرعان ما أعلن الخروجَ عليه، والذهاب لمقاتلة الشعب السوري، ومن ورائه سائر العرب.

وتفاقمت حالة الانتهاك والخضوع لإملاءات الحزب في عهد رئيس الجمهورية الحالي، الذي أعلن مراراً عن الحاجة لميليشيا الحزب في جنوب لبنان، في مخالفةٍ صريحةٍ للقرارات الدولية، ما قد يعرض لبنان لخطر مواجهة محيطه العربي والحملة الدولية على إيران وميليشياتها إذا أصر على "المزج" بين "الدولة و"الميليشيا".

التعليقات (1)

    محمد

    ·منذ 6 سنوات 5 أشهر
    الرئيس ميشيل عون وليس سليمان
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات