وناقشت مقدّمة البرنامج أحلام طبرة هذا الموضوع مع الباحث والمحلل السياسي زاهي علاوي، كما انضمّ لاحقاً محمد كاظم هنداوي مسؤول ملف اللاجئين في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في أوروبا.
تناغم مع سياسات اليمين
عبر اتصال هاتفي وقبل البدء بالنقاش قدّم مراسل قناة أورينت في برلين مكسيم العيسى إحاطةً بتفاصيل الحملة التي نُشرت في موقع "العالم الحر" الألماني المحسوب على الأحزاب اليمينية، قائلاً: "(العودة إلى سوريا) هي حملة مناهضة للاجئين، تقف وراءها جماعة من أنصار اليمين المتطرّف تطلق على نفسها (التحالف الحر)، وقد وصل عدد المشتركين فيها إلى 6200".
وأوضح العيسى أنّ الحملة تستند في موقفها على مبررات لطالما روّج لها حزب البديل لأجل ألمانيا، حيث تشير في بيانها إلى أنّ بعض اللاجئين الذين حصلوا على حق الإقامة في ألمانيا يقضُون إجازاتهم في سوريا وهذا يُسقط عنهم حق اللجوء وفق القانون.
فيما ينطلق المبرّر الآخر من دعوة ألكسندر غاولاند زعيم كتلة حزب البديل في البرلمان الألماني إلى إعادة نصف مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، فضلاً عن مطالبته الحكومة والبرلمان بضرورة فتح حوار مع نظام الأسد وعقد اتفاقية حول اللاجئين، حيث يرى اليمينيون أنّ الحرب شارفت على نهايتها في سوريا وأن المعارك انحسرت إلى 10% من مساحة البلاد.
هل سوريا آمنة فعلاً؟
وفي سؤال عمّا إذا كانت سوريا فعلاً آمنة وفق ما يزعم القائمون على الحملة، قال زاهر علاوي متحدثاً من برلين إنّ ما يروَّج له في الغرب اليوم أن سوريا باتت "محررة" وخالية من التنظيمات الإرهابية.
مضيفاً: "يتحدّث ساسة اليمين في ألمانيا وكأن الشعب السوري فرّ من داعش لا من قمع النظام وجيشه، وهذا نابع من تغيّر في موقف الأوروبيين والأمريكيين لصالح نظام الأسد، لا سيّما مع تشتت المعارضة السورية وتراجع الثقة بها وازدياد الصراع بين اللاعبين الدوليين".
وتابع علاوي "سوريا دولة مدمرة بمدنها وبلداتها وليست آهلة للعودة والنظام مستمر بملاحقة المعارضين، كما أنّ أسباب الهرب من سوريا لا تزال قائمة وبالتالي لا يمكن اعتبار أنّ الوضع آمن".
وأكّد علاوي أنّ غالبية اللاجئين السوريين في الغرب يتمنون العودة إلى بلدهم والاجتماع بعائلاتهم، لكن الوضع الحالي لا يسمح بل أسوأ مما كان عليه، بحسب تعبيره. منوهاً إلى ضرورة النظر للقضية باعتبارها إنسانية لا سياسية.
وبحسب علاوي، فإن من عاد إلى سوريا لم يسافر عبر المطارات، إنما اتخذ المسارات غير النظامية التي تتضمّن عقبات ومخاطر، وبالتالي لا يمكن تعميم حالة من جزء بسيط، على حدّ قوله.
الشارع الألماني متململ
عادت مقّدمة البرنامج أحلام طبرة إلى مراسل أورينت مكسيم العيسى بسؤالٍ عن الصدى الذي تلقاه دعوات ترحيل اللاجئين بين الألمان، فقال: "لا تلاقي هذه الدعوات استجابة كبيرة، لكن الماكينة الإعلامية النشطة للأحزاب المتطرفة تساهم كثيراً في ترويج المواقف المعادية للاجئين، لا سيّما بعد صعود اليمين في الانتخابات الأخيرة وحصوله على 90 مقعد في البرلمان".
وأوضح العيسى أنّ قضية اللاجئين أصبحت نقطة إشكالية لدى الشارع الألماني، فعلى الرغم من الترحيب في البداية، لكن بدأ المجتمع بالتململ من المستشارة أنغيلا ميركل، حيث يواجه الشارع تخبّطاً في موقفه ولا يوجد رأي واحد. ولفت العيسى إلى هناك متغيرات حاسمة منتظرة داخل أروقة السياسة الألمانية وملف اللاجئين سيكون من أبرزها.
الهدف تعويم نظام الأسد
قبل نهاية النقاش، استطاع محمد الهنادوي التغلّب على المشاكل التقنيّة بالاتصال ليدلي بقوله في القضية، حيث رأى، على النقيض من علاوي، أنّ الحكومة الألمانية لديها الوعي الكافي لإدراك العنصرية التي تتسّم بها الحملات المعادية للاجئين، مستغرباً في الوقت نفسه من تركّز الحملات على السوريين على الرغم من وجود أعداد كبيرة من المهاجرين الأفغان والعراقيين.
وختم هنداوي بالقول إن الدعوات المتطرّفة تندرج في إطار العمل على تعويم نظام الأسد في أوروبا.
التعليقات (3)