سوتشي: حوار بالإكراه وتكريس للهيمنة الروسية على الملف السوري

سوتشي: حوار بالإكراه وتكريس للهيمنة الروسية على الملف السوري
ما كاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يجدد الحديث حول توقيت موعد مؤتمر سوتشي أو "مؤتمر شعوب سوريا" أو "مؤتمر الحوار الوطني السوري"، "مبشراً" بقرب الإعلان عنه قريباً، حتى خرج نائبه، غينادي غاتيلوف، بعد اجتماعه المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، ليبلغه أن روسيا تنوي عقد "مؤتمر الحوار السوري" بداية كانون الأول/ ديسمبر المقبل (2 ديسمبر تحديداً).

وزعم غاتيلوف في تصريحات صحفية نقلها موقع قناة "روسيا اليوم" أن "هدف روسيا من مباحثات أستانا و"مؤتمر الحوار الوطني السوري" هو "تسريع التسوية السورية، وليس إيجاد بديل عن مفاوضات جنيف".

وأشار نائب وزير الخارجية الروسية إلى أن دي ميستورا أبلغه بأنه سيخبر الأمين العام للأمم المتحدة بمبادرة عقد المؤتمر، ليتخذ بعد ذلك القرار حول المشاركة فيه.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1510846546.jpg'>

كان من المتوقع عقد المؤتمر في منتجع سوتشي (جنوبي روسيا) في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، لكنه تأجل، بسبب رفض أغلب مكونات المعارضة السورية من بينها الائتلاف والهيئة العليا، فضلاً عن طلب تركيا مزيداً من التوضيحات حوله، بحسب الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن. و"توجس" النظام من مضمون المؤتمر وعنوانه، والثمن الذي قد يضطر لتقديمه.

دفن جنيف

بطريقة تنافس مفاوضات جنيف التي دعا إليها دي ميستورا، بدءاً من 28 من الشهر الحالي، وبعد المؤتمر الموسَّع للمعارضة السورية في الرياض بين 22 و24 من الشهر الحالي، تصرّ موسكو على التمسك بمؤتمر سوتشي، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1510846591.jpg'>

وبحسب مصادر الصحيفة السعودية، يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "متعجلاً" لإعلان "النصر العسكري" في ديسمبر قبل عيد الميلاد الروسي في الأسبوع الأول من العام المقبل، وأن عملية سلام وضعت على المسار عبر تشكيل هيئة سورية لتعديل الدستور الحالي لعام 2012، أو صياغة دستور جديد يمهد لانتخابات.

وزارة الدفاع الروسية بدأت اتصالات في سوريا لدعوة نحو ألف شخص من ممثلي اتفاقات "خفض التصعيد" و"المصالحات" وقوى سياسية ومجتمع مدني إلى سوتشي، بداية الشهر المقبل، إضافة إلى مئات من خارج البلاد. وأبدت عزمها تخصيص طائرات لنقلهم إلى "مؤتمر الحوار الوطني". 

https://orient-news.net/news_images/17_11/1510846606.jpg'>

أجندة المؤتمر

الواضح أن "المؤتمر الروسي" يحظى بعدم قبول من طهران ودمشق وواشنطن، في وقت وضعت فيه أنقرة شرطاً بعدم دعوة حزب "الاتحاد الوطني الديمقراطي الكردي" إلى المؤتمر كي تشجع أنقرة المعارضة السورية على الحضور، بحسب "الشرق الأوسط".

https://orient-news.net/news_images/17_11/1510846566.jpg'>

وفيما يعترض نظام الأسد على بنود المؤتمر وآلية إقرار الإصلاحات الدستورية والانتخابات، ترفض طهران أن يكون هذا بداية لـ"انتقال سياسي ما"، في سوريا، لذلك رفضت إعطاءه شرعية في اجتماع آستانا الأخير.

مؤتمر سوتشي كان محور محادثات مساعد وزير الخارجية الإيراني حسن أنصاري في موسكو، ولقائه بشار الأسد، ووزير خارجيته المعلم. وسيكون مطروحاً في محادثات وزراء خارجية "ضامني" آستانا الثلاثة، روسيا وتركيا وإيران، بعد أيام.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1510846773.jpg'>

وبحسب وثيقة أعدها الروس لـ"مؤتمر الحوار الوطني السوري"، وحصلت "الشرق الأوسط" على نسخة منها، فإن المؤتمر سيُدعى إليه ممثلو "الجماعات العرقية والدينية والمؤسسات التقليدية" من "المسلمين من السنّة والعلويين والشيعة والدروز والإسماعيليين، والمسيحيين من الأرثوذكس والسيريانيين والكاثوليك والمارونيين"، إضافة إلى "العرب والأكراد والتركمان والآشوريين والسيريانيين والأرمن والجماعات القبلية، أي القبائل والشيوخ"، إضافة إلى القوى السياسية في النظام والمعارضة، بما في ذلك "الهيئة العليا للمفاوضات، ومجموعة القاهرة، ومجموعة موسكو، ومجموعة آستانا"، وإلى "منظمات المجتمع المدني المهمة، منها جمعية الهلال الأحمر السوري".

ونصت الوثيقة على أن المؤتمر يرمي إلى "تسهيل الإصلاحات السياسية، استناداً إلى التشريعات السارية حالياً في سوريا، وتسهيل إطلاق العملية السياسية بقيادة سورية بصورة تتفق مع الطموحات المشروعة للشعب السوري، وتأكيد الشروع في صياغة الدستور السوري لإجراء انتخابات ديمقراطية بمشاركة جميع السوريين وفق الدستور الجديد وتحت إشراف الأمم المتحدة، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

وتضمن برنامجه 5 بنود، بينها "محاربة الإرهاب وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2253، والحاجة إلى صياغة قانون جديد، وإجراء انتخابات عادلة ونزيهة على أساسها وبمشاركة جميع السوريين، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وتشكيل اللجنة الدستورية والمجلس الأعلى للمؤتمر"، وهما هدفان ملموسان تسعى موسكو لتحقيقهما.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1510846558.jpg'>

تسويق روسي

يعول الروس على تغيير ملامح المرجعية الناظمة للعملية السياسية، وذلك عبر تصدير "رعايتها" لعدة خطوات سياسية خارج إطار مسار جنيف "كالدستور والحوار الوطني والإصلاحات الحكومية". 

الصحف الروسية الرسمية رددت وسوقت تصريحات المسؤولين الروس المعنيين بالملف السوري، والتي عكست بمجموعها عناصر الخطاب الروسي لترويج خطوات محددة، بحسب ما نقله مركز عمران للدراسات الاستراتيجية وهي:

https://orient-news.net/news_images/17_11/1510846630.jpg'>

- ضرورة نقاش مشروعي الدستور وتشكيل "حكومة وحدة وطنية"؛ لاستثمار الانتصار العسكري -السياسي الروسي.

- تسليط الضوء على مؤتمر" الحوار السوري" كمنتج هام لآخر مراحل "الحرب" السورية ونقطة تحول في تفكير الأطراف واقتناعها بضرورة الحل.

- "تقهقهر" الولايات المتحدة في سوريا وعدم جدوى تدخلها، مقابل ما أحدثه التدخل الروسي من "إنجازات هامة".

https://orient-news.net/news_images/17_11/1510846642.jpg'>

وبحسب محللين سياسيين، فإذا كان "مفهوماً" و"مقبولاً" أن تتمكن موسكو من "جرّ" النظام إلى المؤتمر رغماً عن أنفه، بحكم وصايتها العسكرية و"رعايتها" السياسية له، فإن من المتوقع أن تعمل طهران عبر أذرعها الميليشياوية على إفشال المؤتمر وأجندته لما يشكله من تهديد حقيقي لنفوذها في سوريا، فيما أجاب رئيس الوفد الروسي في أستانا "ألكسندر لافرنتييف" حول سؤال مشاركة المعارضة حين قال: "إن وافقت المعارضة فمرحباً بها، وان لم توافق فلن ينتظرها أحد في المؤتمر"، في رسالة روسية مفادها أن على "الجميع" الحضور، و"الحوار بالإكراه" بحسب صحيفة غازيتا الروسية، تحقيقاً لمصلحة روسيا أولاً!

VewloH2O0EI

التعليقات (1)

    ابو حمدي

    ·منذ 6 سنوات 5 أشهر
    ليجعلوا مكان اقامة المعارضين في مخيمات بالريحانية او بجانب مخيم الركبان وليس بفنادق 10نجوم ورواتب خيالية وسنرى هل ستوافق المعارضة على الذهاب ام لا وهل ستضع عراقيل امام اي مفاوضات حول الحل ام لا ....هي لا تريد الا حلول تاتي بها مكان النظام 100بالمئة وغير ذلك لاترضى به لان البديل الذي هي عليه او الوضع فهو افضل بكثير مما يعرض عليها فكيف ترضى بالحلول وعندها العقد الذهبي وهو الاقامة في عواصم ذهبية من وحي الخيال....
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات