لهذه الأسباب يعود الفحم الحجري بقوة للأسواق في إدلب

لهذه الأسباب يعود الفحم الحجري بقوة للأسواق في إدلب
مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار على المناطق المحررة وفي ظل الطقس البارد الذي يعاني منه الأهالي في إدلب وخصوصاً موجات البرد القارس التي بدأت في فعاليتها،  لجأ الناس إلى شراء أكياس الفحم الحجري و المدافئ المخصصة له للسنة الثانية على التوالي، بعد أن أعطى فعالية كبيرة في منح الدفء في السنة الماضية.

  ويسعى الناس إلى شراء هذه المادة بشكل كبير نظراً لأسعارها الرخيصة للغاية وفعالية اشتعالها التي تدوم لفترات طويلة دون أن تصدر أي  انبعاثات دخانية على عكس المحروقات، وخصوصاً مادة المازوت التي يصل سعرها إلى أكثر من 100 دولار للبرميل الواحد والذي لم يعد باستطاعة البسطاء شرائه بسبب تراوح أسعاره بشكل مستمر.

ويقول "وليد الأكرم"  (يعمل في بيع وشراء الفحم الحجري) لأورينت نت بأن العام الماضي شهد إقبالاً كبيراً من قبل الأهالي على شراء الفحم حيث بيع كميات كبيرة منه في المناطق المحررة، خصوصاً بعد توزيع المنظمات الإنسانية ومدافئ الفحم ومادة الفحم على النازحين في المخيمات الحدودية.

ويضيف بأن الفائض من الفحم الذي يستعمله النازحون يتم بيعه في الأسواق إلى التجار حيث يقوم التجار ببيعه إلى الأهالي بالإضافة إلى المدافئ الخاصة به، حيث يبلغ سعر الكيس الواحد هذا العام 1600 ليرة سورية في حين كان يباع بمبلغ 1100 ليرة العام الماضي وذلك بعد الإقبال الكثيف عليه هذا العام.

ويشير "الأكرم" إلى أن الفحم  الحجري مصدره من الأراضي التركية حيث يتم جلبه وتوزيعه من قبل المنظمات الإنسانية إلى قاطني المخيمات الحدودية، ومن ثم يتم بيعه من قبل الناس هناك بعد اكتفائهم بجزء من الكمية التي استلموها أو يتم جلبه عن طريق تجار بطريقة خاصة وبيعه بالأسواق.

ويعاني السكان في المناطق المحررة من قدوم فصل الشتاء بسبب المصاريف الكبيرة التي يتطلبها وخصوصاً شراء المحروقات، حيث إن كل عائلة تحتاج 3 براميل من الديزل في فصل الشتاء بشكل متوسط ويصل سعرها إلى 300 دولار، في حين أن 1 طن من الفحم يكاد يكفي عائلة متوسطة حيث يصل سعر الكيس الواحد إلى 1700 ليرة.

"سليم المحمد" استعمل الفحم الحجري للعام الثاني على التوالي يقول لأورينت نت، بأنه اشترى 2 طن من الفحم وركب مدفأتين في منزله واستغنى عن مادة الديزل بشكل كامل، بسبب التكلفة الباهظة التي يدفعها كل عام حيث يحتاج إلى 6 براميل من المازوت يصل سعرها إلى 600 دولار أي ما يعادل 300 ألف ليرة سورية.

ويضيف: "بعد شرائي الفحم قمت بتعبئته بأكياس صغيرة يصل كل كيس إلى واحد كغ، وأقوم بوضع 4 أكياس في كل دفعة ومن ثم أضع قليلاً من النايلون فوقه حيث يكفي لساعات طويلة من الدفء المستمر، دون أن يبعث دخان أو يصدر أي رائح كريهة في المنزل".

ويشير إلى أنه اشترى كمية قليلة هذا العام بانتظار نزول كميات كبيرة في السوق وبدأ المنظمات بتقديم دفعات للنازحين من أجل أن تنزل أسعاره إلى ما يقارب 1000 ليرة سورية كما العام الماضي، حيث إن غلاء أسعاره يعود إلى الكميات القلية التي تم ضخها في السوق في بداية فصل الشتاء.

وعلى الرغم من الإقبال الكثيف على شراء هذه المادة إلا أن هناك بعض الناس يرفض شراء الفحم الحجري بسبب الرائحة التي يبعثها في الجو والغازات السامة التي تلوث البيئة، حيث إن مادة الديزل تعد أخف ضرراً للبيئة بالنسبة للفحم الحجري الذي يطلق روائح كريهة في الفضاء الخارجي.

طرق صحية

الخبير في مادة الفحم الحجري "سعيد العبد الله" يقول لأورينت نت، بأنه إذا أراد الأهالي تجنب التسمم والضرر، عليهم اختيار مدافئ مخصصة  لنوع الفحم الحجري، وتوفير إيصال الأوكسجين الكافي لإشعال المدفأة لكي لا تبعث الدخان بشكل كثيف في السماء بالإضافة إلى إشعال المدفئة من الأعلى وعدم إضافة الفحم فوراً.

ويضيف بأنه يجب أن لا تكون في المدفأة ثقوب أو أعطال تؤدي إلى نفوذ الدّخان منها بالإضافة إلى غسل الفحم بالماء قبل وضعه في المدفأة بفترة، وعليهم ألا يضعوا الفحم الجديد فوق القديم وذلك لتجنب انبعاث أي غازات نحو الأعلى.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات